قال رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي الذي يرأس أيضا حركة النهضة الإسلامية، اليوم (السبت)، إن بلاده تحتاج لحوار وطني معمق يجمع الحكومة والبرلمان والمنظمات الوطنية والأحزاب. واعتبر الغنوشي في كلمة افتتح بها اليوم أعمال المداولات البرلمانية العامة المخصصة لمناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2021، أن المؤشرات الاقتصادية "تُبيّن إخلالات غير مسبوقة، وهو ما يدعو إلى حوار وطني اقتصادي واجتماعي شامل ومعمق". وشدد على أن هذا الحوار يجب أن يجمع المنظمات الاجتماعية والمهنية والحكومة والبرلمان والأحزاب لوضع الدولة على سكة الإصلاحات الكبرى، وذلك عبر التركيز على ""الأوليات الاقتصادية والاجتماعية وسبيل تحقيقها ضمانا لأمن وطننا ونجاح مسارنا وتحسين ظروف عيشنا". وتابع قائلا " هذا الحوار كفيل بوقف التدحرج الذي تشهده البلاد، خاصة وأن تونس أثبتت أنها قادرة على تجاوز كل الصعوبات بالحوار، ونحن اليوم في حاجة إلى هذا الحوار الوطني الشامل والعاجل". وأضاف "نحن أمام وضعية حرجة، وأزمة في المالية العمومية عنوانها الأكبر هو النسبة السلبية المقدرة بـ 7 % سلبي، ونحن مؤتمنون على حاضر البلاد ومستقبلها، فلا نضيّع هذه الأمانة في المعارك الجانبية والمناكفات". ودعا في المقابل، إلى التهدئة والحوار من أجل إيجاد الحلول العاجلة للأزمة، لافتا في نفس الوقت إلى أن مطالب التنمية الجهوية وتحسين ظروف العيش هي "مطالب مشروعة لأبناء الشعب، ولكن صيغ التعبير عنها لا يجب أن تمس من السلم الأهلي واستقرار البلاد". يشار إلى أن تونس تشهد منذ ثلاثة أيام موجة كبيرة من الاضطرابات نتيجة تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي شملت أكثر من 9 محافظات عرفت أعمال عنف ومواجهات مع قوات الأمن خلال مظاهرات للمطالبة بالتنمية والتشغيل.