في الوقت الذي كانت كل المؤشرات تؤكد أن الريان يسير على الطريق الصحيح قبل انطلاق الموسم الجديد ، وأنه عائد بشكل جديد وبثوب جديد من أجل استعادة مكانه الطبيعي في الكرة القطرية بين أهل القمة ، تغيرت الصورة الوردية الجميلة ، وتغير التفاؤل الذي كان يحيط بالأمة الريانية ، وتحول كل ذلك الى ( كابوس ) مقلق ، بعد أن تفجرت العديد من المشاكل وعلى العديد من المستويات سواء الإدارية أو الفنية وأيضا المالية وحل الشك والترقب في القلعة الريانية بدلا من التفاؤل والحماس والروح العالية وهي أمور كلها ظهرت بعد نجاح الفريق في اجتياز قطر غاز ليج والعودة مجددا الى دوري نجوم قطر ، وما تبع ذلك من أمور مبشرة وجيدة مثل التعاقد مع مدرب معروف مثل فوساتي ، ومع محترفين على أعلى مستوى لا سيما المهاجم المعروف الإسباني سيرجيو جارسيا وأيضا اللاعب الكوري الجنوبي كو ميونج جين ، بخلاف الصفقات المحلية الأخرى التي حققها الفريق بضم باسكو وخليفة العماري ومحمد جمعة وعبد الله خالد وسباستيان سوريا ، وهي صفقات زادت من قوة الريان وساهمت في رفع الروح المعنوية للريانيين ، وجعلتهم يشعرون بالثقة في قدرة الفريق على المنافسة ، وربما استعادت الدرع الغائب منذ التسعينيات ليس هذا فقط بل إن خبر انضمام رودريجو تاباتا الى صفوف منتخبنا الوطني ، وتحوله الى لاعب مواطن ، وحق الريان في التعاقد مع محترف رابع بدلا منه ، رفع من أسهم الرهيب ، وزاد من قوته ، ووضعه البعض ضمن المرشحين بالفعل للمنافسة على بطولات الموسم لكن وبدون أي مقدمات تغير هذا التفاؤل ، وتحول الاطمئنان الى عدم ثقة ، بعد أن حاصرت المشاكل الرهيب من كل مكان ، ووضعته في موقف صعب قبل أيام من انطلاق دوري نجوم قطر 11 سبتمبر القادم تفجرت المشاكل بدون سابق إنذار وكانت البداية مع إضراب اللاعبين وعدم مشاركتهم في المران الأول عقب العودة من المعسكر الأوروبي ، بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية حسب عقودهم ، وهو أمر ما كان يجب أن يتطور الى هذا الحد خاصة وأن اللاعبين كما عليهم واجبات لهم حقوق أيضا يجب أن يحصلوا عليها وفي الوقت الذي كان الريانيون يترقبون فيه وصول محترف جديد بعد انضمام تاباتا الى صفوف منتخبنا الوطني ، فؤجئ الجميع بظهور المحترف الثالث وهو الباراجواني فيكتور كاسيريس في تدريبات فلامنجو البرازيلي ، وليس في تدريبات الريان ، رغم وصوله الى الدوحة ، واجتيازه الفحص الطبي ، واتفاقه على جميع بنود عقده مع الريان كل ذلك يحدث دون أن يكشف الريان عن الأسباب الحقيقية وراء رحيل المدافع الجديد ، أو الأسباب التي حالت دون انضمامه رسميا وزاد الأمر بسوء بإعلان الأرجنتيني لوتشو غونزاليس لاعب وسط الرهيب السابق ، لجوءه الى الفيفا لعدم حصوله على كامل مستحقاته المالية عن مدة عقده السابق ، وهذه المشكلة ربما لا يكون لها تأثير على الفريق وعلى استعداداته للدوري ، لكنها في النهاية قضية غير مقبولة في حق الرهيب ، كما أنها لا تليق به كما لا تليق بأي ناد قطري، السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو أين مجلس إدارة النادي من هذه المشاكل التي حاصرت النادي فجأة ؟ حقيقة الأمر ان الشيخ سعود بن خالد آل ثاني رئيس النادي كان شجاعا عندما أعلن تحمله مسؤولية هبوط الرهيب الى الدرجة الثانية مع نهاية موسم 2014 ، وهو أمر واعتراف يحسب له ، لكن من الواضح أن المشكلة هذه المرة ليست مشكلة فنية تتعلق بالهبوط والصعود أو عدم القدرة على المنافسة على البطولات ، لكنها مشكلة مالية في المقام الأول ، وبات من الواضح أنها مشكلة معقدة أيضا ، وتحتاج الى حلول غير عادية ، لعدة أسباب أهمها أننا نعيش الآن زمن الاحتراف ، لم يعد هناك مجال للعواطف ، أو مكان للخواطر ، هناك فقط احتراف ، وهناك حقوق مالية يجب أن يحصل عليها اللاعب الذي أصبح محترفا ، وأصبحت كرة القدم هي عمله الأساسي ، وهي مصدر رزقه ، ولا يعقل أن نطالب أي إنسان مهما كانت وظيفته ، بأن يعطي ويجتهد ويحقق أعلى معدلات النجاح ، وهو لم يحصل على مستحقاته المالية من الريان، مقابل ضمه الباراجواني فيكتور كاسيريس كان السبب في عدم إتمام الصفقة رغم أن اللاعب من أفضل المدافعين ووجوده كان مكسبا للريان كل هذه المشاكل المالية تتطلب تحركا سريعا من جانب مجلس إدارة الريان برئاسة الشيخ سعود بن خالد آل ثاني ، من أجل تهيئة كل الظروف الجيدة أمام الرهيب قبل انطلاق دوري النجوم ، وكي يكون في موعده مع جماهيره المتشوقة لعودته الى دوري الكبار ولا أظن أن وجود بعض النقص في الجوانب المالية في الريان يمكن أن يؤدي الى كل هذه المشاكل ، وكبار الأمة الريانية كما عهدناهم دائما وأبدا ، يتنافسون من أجل مساندة ودعم فريقهم وعلى الريانيين أن يكونوا صرحاء مع أنفسهم ويعترفوا بأن الأمور المادية عامل مهم في سعيهم للمنافسة على اللقب ، وعليهم أن يسعوا وبكل قوة لحل هذه المشكلة المادية بأسرع وقت وقبل انطلاق الدوري ربما يترقب الجمهور الرياني وبشغف كبير عودة فريقه الى دوري النجوم ، لكن هناك شغفا جماهيريا قطريا عاما يترقب أيضا عودة الرهيب ، وعودة أيضا العربي والغرافة وقطر من أجل إعادة المنافسة الحقيقية الى دورينا ، ومن أجل استعادة الجماهير المختفية ، ويجب أن يعلم الريانيون أن فريقهم وناديهم له سحر خاص في دوري النجوم ، ووجوده يعطي نكهة ومذاقا مختلفا للبطولة المتشوقة للرهيب وجماهيره ، لكن ( لا عمل بدون مال ) !!! عبداللة طالب المري
مشاركة :