بعد أيام سيدخل علينا عاما ميلاديا جديدا يعلم الله ما تحمل لنا أيامه في طياتها من احداث ، ونأمل ان يكون عام مليء بالخيرات والانجازات والإنتصارات والتوفيق والصحة وجلاء الأوبئة وانتهاء الحروب وعودة الاستقرار وراحة البال وتحقيق الامنيات وتعويض مافات ولم الشمل وعودة اجتماعات الأهل والاقارب والزيارات ، وقبل كل هذا عودة أفواج المعتمرين والحجاج لبيت الله الحرام. نعم ان عام 2020 قد دخل على العالم بثقل وتثاقل وخسائر بشريه وخسائر ماديه وغلاء ووباء وحروب وامراض ، عام فقد فيه بعض الناس احبابهم ، وعم فيه الغلاء وكثر فيه الهرج . ولا شك ان بعض الناس قد عاش فيه أيام جميله وايام حقق فيها بعض المكاسب والنجاحات وحالفهم فيه الحظ فكان بالنسبة لهم عام مميز استفادوا فيه كما يقول المثل (مصائب قوم عند قوم فوائد) فكان لهم مرحلة جيده لتحقيق امالهم وقد يكونوا حققوها وستكون ذكراه عندهم مختلفة عن غيرهم بالطبع. وبعد أيام سيتوارى هذا العام بخيره وشره الى غير رجعه ، ولكن سيبقى ما خلفته أيامه وشهوره من الآلام والمآسي والذكريات والفقد ذكرى ابديه لاتنسى. نحن في دنيا ابتلاء واختبار فمن صبر ظفر ومن كفر افتقر وأضاع ما خُلق من اجله فلم يكسب الدنيا ولم يربح الأخرة والمؤمن مبتلى ، وقد اخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم عن ذلك فقال ( فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) وقد ابتليّ رسول الله صل الله عليه وسلم وابتليّ الأنبياء كذلك . يقول الله عز وجل ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) ومن اسباب البلاء ذنوب العباد وبعدهم عن الدين وكثرة المعاصي والذنوب يقول الله عز وجل ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) والصبر على البلاء احتساب للأجر ولذلك فإن من الواجب ان نصبر على الابتلاء وان نستفيد من تجاربنا التي مرت بنا وان نراجع انفسنا ونقوم سلوكنا ونصحح اخطاءنا ونعود لديننا فو الله ما أصاب الله قوم بابتلاء الا لينبثق في نفوسهم ميلاد انفس جديده تؤمن وتثق في قدرة الله عز وجل وتتسلح بالصبر والايمان والخوف من عقاب الله . ولنستقبل العام الجديد متمنين ان يكون عام خير وبركه علينا ان كنا من اهل الهداية والصلاح او كنا من اهل التقصير والزلات بالتوبة ثم التوبة ثم التوبة والإخلاص في العبادة والدعاء والبر والتقوى ومراجعة النفس سألين الله ان يجعله عام خير وبركه يغاث فيه الناس . بقلم : طارق محمود هلال
مشاركة :