طالب عدد من الباعة الجائلين على طريق الهجرة بالمدينة بضرورة خفض إيجار المحلات في السوق المخصص، مؤكدين عجزهم عن ملاحقة الإيجارات المتصاعدة والتي لا تتناغم مع العائد المادي الذي يتحصلون عليه إزاء بيع النعناع، وقالوا: إننا نواجه الحوادث على الطريق ونعرض أنفسنا للخطر من أجل جنى الربح. «المدينة» تواجدت في طريق الهجرة وسوق النعناع ورصدت مختلف الآراء من قبل الباعة والزوار المسافرين. إيجاد حلول فهد الحربي قال: إنه يبيع في الطريق منذ سنتين ويبحث عن رزقه وليس لديه وظيفة وسبب بيعه للنعناع على الطريق لارتفاع إيجار المحلات المخصصة للبيع، فالسعر يبدأ من ستة عشر ألف ريال إلى ثلاثة وعشرين ألف ريال وأنه غير قادر على دفعها. ويضيف الحربي أنه في بعض الأيام يكسب وفي البعض الآخر يخسر ودخله يتراوح ما بين 150 ريالا إلى 200 ريال ولو قام باستئجار محل فلن يستطيع أن يخرج رأس ماله في سنة واحدة أو سنتين، كما يواجه مشكلات من البلدية والمرور بمعاملته كأنه مجرم ومطاردته وحجز سيارته ولابد من إيجاد حلول إما بتخفيض أسعار المحلات أو وضع مكان لهم بعيد عن الطريق. 8 سنوات عطالله غزاي يقول: إنه يبيع في طريق الهجرة منذ ثمانية سنوات وغير قادر على استئجار محل لارتفاع الأسعار وأنه واجه مشكلات من البلدية وسبق أن استأجر محل وقام بإقفاله، ويضيف: «بدل أن تصبح المحلات لنا أصبحت للتجار الكبار، فالسوق الحالي هو منحة خصصت لنا ووعدنا بدفع مبالغ رمزية فقط. ويبين عبدالله الحسيني لـ»المدينة» أن المحلات التي خصصت للبيع غالية ولا يستطيع دفع إيجارها، كما أن العمالة الوافدة مسيطرة على السوق ويواجه مضايقات منهم كونه مواطنا سعوديا مضيفًا، «أنهم يقومون بأخذ الزبائن عند توقفهم كأنهم متسولون ولا أستطيع أن أفعل مثلهم». 16 سيارة محجوزة وأشار عبدالله البلادي إلى أن لديه ست عشرة سيارة في حجز المرور بسبب بيع النعناع على الطريق، إلا أن ذلك لم يمنعه فلديه الآن خمسة بسطات على الطريق يعمل بها عمالة وافدة، موضحًا أن دخله عندما كان مستأجرًا في السوق 200 ريال بينما دخله على الطريق 500 ريال، وقال هليل العوفي: إنه يبيع منذ 18 سنة على الطريق وإن العمالة الوافدة في المحلات تضايقهم بتخفيض السعر من أجل كسب الزبون، كما أن المحلات إيجارها مرتفع، حيث إنه مستأجر بمبلغ ستة عشر ألف ريال ولا يمكنه الدفع فدخله في الطريق 1000 ريال بينما دخله في المحل 400 ريال. توجيهات الكفيل أما علي أحمد -أحد الباعة الجائلة من العمالة الوافدة- يقول: إن الحاجة والرزق هي من جعلته يبيع النعناع على الطريق وأن إيجار محلات النعناع المخصصة غالية وكفيله لا يمكنه الدفع من خلال الدخل اليومي، وبسؤال «المدينة» له عن عرقلته لحركة السير أجاب: أنه يعمل لدى كفيله وليس بيده شيء فهو يعمل حسب التوجيهات ويوضح يوسف علي -أحد الباعة الجائلة- مجهول الهوية، أن أغلب العاملين على الطريق من مجهولي الهوية وهو يعمل لحساب شخص آخر يقوم بتزويده بالنعناع والتمور لبيعها وفي نهاية اليوم يسلمه مبلغ البيع ويعطيه يوميته. تشجيع أبناء الوطن أحد مرتادي الباعة الجائلة- حماد المعبدي قال: إن سبب شرائه منهم كونهم على طريقه إلى مكة وأنه يفرح لمشاهدة البائع من أبناء الوطن بدلًا من مد يده إلى الناس ويريد تشجيعه ومساعدته ويكون عونًا له بعد الله لكسبه للحلال ولا يعلم هل تم الانتهاء من السوق المخصص لبيع النعناع من عدمه كونه من خارج المنطقة، ويقاطعه عيد القحطاني: بأن الإنسان خلق من عجل والمسافر بطبيعته مستعجل وقد يقوم البائع الجائل أيضًا بتخفيض السعر عن سعره الموجود في السوق كما أن السوق ضيق ومزدحم بالناس. فقدان المعلومة المواطن عبدالهادي ابن شمسه قال: إنه توقف للشراء من الباعة الجائلة لأنه فاقد للمعلومة فلا توجد لوحات تدل على وجود سوق للنعناع بعد مسافة محددة ويخشى أن يتجاوز الباعة الجائلين ولا يتمكن من الشراء، ويضيف: «للأسف تعودنا على العشوائية ولا يوجد تنظيم، كما أن الوقفة هنا خاطئة وخطرة في نفس الوقت على المتوقفين لشراء النعناع»، وقال إبراهيم عبدالله «مجهول الهوية»: إنه يعمل في سوق النعناع وأغلبية العاملين من العمالة الوافدة، ويوضح علي محمد «مجهول الهوية» أن الوضع بالنسبة للعاملين في سوق النعناع يختلف لأن بعضهم من مجهولي الهوية والبعض الآخر مقيمين. ويذكر محمد إبراهيم من العمالة الوافدة أن الجميع يأخذ رزقه سواءً في السوق أو على الطريق ولا يوجد اختلاف في الأسعار. محلات للسعوديين محمد الحربي التقته «المدينة» أثناء شرائه من بائع مجهول الهوية قال: إنه توقف للشراء من السوق ولم يتوقف للشراء من الباعة الجائلة على الطريق خشيةً أن يكونوا من مجهولي الهوية ولخطر الوقوف على الطريق، ولكنه تفاجأ بأن الذي يبيع أمامه مجهول الهوية ولو كان يعلم لذهب لغيره، مضيفًا «أن التحسين أفضل بحيث أن تسلم هذه المحلات للسعوديين بدل من وقوفهم على الطريق بالسيارات معرضين أنفسهم والآخرين للخطر». لا تعليق على صعيد متصل، حاولت «المدينة» التواصل مع المتحدث الرسمي لأمانة منطقة المدينة المهندس عايد البليهشي بالاتصال وتعثر الوصول إليه، كما أنه تم إرسال استفسار عبر الفاكس صباح الأربعاء الفائت، ولم يصل الرد حتى نشر هذا الموضوع. المزيد من الصور :
مشاركة :