قتل ثمانية مدنيين جميعهم من النساء والأطفال اليوم (الأحد) ، اثر قصف للحوثيين طال قرية سكنية في الحديدة، فيما دعت الأمم المتحدة أطراف النزاع إلى ضبط النفس ووقف الانتهاكات الخطيرة في المحافظة الساحلية الواقعة غربي اليمن. وقال مصدر طبي يمني لوكالة انباء ((شينخوا)) إن عدد ضحايا القصف الذي استهدف قرية سكنية في مديرية الدريهمي في الحديدة ارتفع إلى ثمانية قتلى من المدنيين. وأوضح أن هناك سبعة جرحى منهم ثلاثة حالتهم خطيرة. وبحسب المصدر، فان جميع الضحايا من النساء والاطفال. وقبل ذلك، قال مصدر طبي لـ ((شينخوا))، إن المستشفى الميداني في مديرية الدريهمي استقبل جثامين سبعة مدنيين، هم أربعة أطفال وثلاث نساء، إضافة إلى 8 جرحى، منهم نساء وأطفال، سقطوا في قصف في إحدى قرى المديرية. ووصف المصدر حالة بعض الجرحى بأنها حرجة، مشيرا الى أنه تم نقلهم إلى مستشفى (أطباء بلا حدود) في مديرية الخوخة جنوبي الحديدة. وقال مدير مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي أحمد صدقة لـ ((شينخوا))، إن الحوثيين قصفوا بقذائف الهاون قرية "الفازة" في مديرية الدريهمي، ما تسبب بمقتل وإصابة 15 مدنيا جميعهم نساء وأطفال. وأضاف أن بعض الضحايا سقطوا جراء تعرض أحد المنازل لقصف مباشر، فيما سقط آخرون أثناء تجمعهم في محيط أحد المنازل مع بائعة متجولة لبيع الملابس في القرية. ونددت الحكومة اليمنية بالاستهداف الدموي الذي طال المدنيين. وذكر بيان للخارجية اليمنية، أن "الحكومة تطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بإدانة الجريمة البشعة التي إرتكبتها ميليشيا الحوثي الإنقلابية بحق المدنيين العزل في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة وتسببت بسقوط ثمانية شهداء من النساء والأطفال وجرح عشرة آخرين". واعتبر البيان أن "هذه الجريمة تعد خرقا صارخا لكافة المبادئ والقوانين الإنسانية والدولية، وهي امتداد للانتهاكات العديدة التي تنتهجها هذه المليشيات بحق المدنيين الابرياء في كل ارجاء اليمن، وتمثل استمراراً لانتهاكها لمقتضيات اتفاق الحديدة". وأعرب البيان عن "إدانة الوزارة بأشد العبارات لهذا الاستهداف الدموي"، مطالبة المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته ووضع حد لإستمرار هذه الجرائم التي ترتكبها الميليشيات بحق المدنيين في مختلف المحافظات". وتشهد مناطق واسعة من محافظة الحديدة مواجهات متقطعة بين القوات الحكومية والحوثيين. وقالت القوات الحكومية، إنها أحبطت خلال الـ72 الساعة الماضية هجمات عدة للحوثيين في مناطق عدة بمديريات الدريهمي والتحيتا وحيس جنوب المحافظة. في المقابل، اتهمت جماعة الحوثي قوات التحالف العربي، يوم الجمعة الماضي، بشن غارتين على قرية الجربة بمديرية الدريهمي في الحديدة، حسبما ذكرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة. وتخلف الاشتباكات والقصف والعبوات الناسفة والألغام ومخلفات الحرب في الحديدة ضحايا مدنيين باستمرار. والثلاثاء الماضي، قتل خمسة مدنيين وجرح سبعة اخرون نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارة تقلهم نتيجة انفجار وقع بمركبتهم في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة. ودعت الأمم المتحدة اليوم طرفي النزاع في اليمن إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في محافظة الحديدة. وذكر بيان لرئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الفريق أبهيجيت غوها، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أنه يدعو طرفي النزاع إلى ضبط النفس عقب التصعيد الأخير والانتهاكات الخطيرة لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة. وأشار غوها في هذا السياق إلى وقوع غارات جوية واستخدام العبوات الناسفة والهجمات البرية خلال الأسبوع الماضي، معتبرا أيضا "أن التقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا مدنيين، بمن فيهم الأطفال مقلقة بشكل خاص". وحث رئيس البعثة الأممية "الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما وحل النزاعات من خلال الاليات المشتركة المناسبة وليس ساحة المعركة، إذ يتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية". ورعت الأمم المتحدة في ديسمبر 2018، اتفاقا في السويد بين الحكومة والحوثيين لوقف العمليات العسكرية في الحديدة وإعادة انتشار القوات في المراكز الحيوية في المحافظة الساحلية على البحر الأحمر، إلا أن الاتفاق تعثر تنفيذه.
مشاركة :