لا يحمل السؤال: لماذا تتفوق المرأة في التفاوض على الرجل؟ أي تحيز جندري، وإنما هو محاولة للفهم وسبر الأغوار، ومعرفة مدى تأثير النوع في العملية التفاوضية بشكل عام، كما أنه ليس من الصواب، طالما أننا في هذه المرحلة المبكرة من التفاوض، الجزم بأن المرأة أفضل في التفاوض من الرجل. غير أن ما يمكن الجزم به هو أن العملية التفاوضية محكومة بعدة عوامل ومؤثرات، وكلما مالت هذه العوامل لصالح جنس بعينه مالت كفة التفاوض لصالحه. وعلى الرغم من أن ليندا بابكوك وسارة لاشفير ذكرتا، في كتابهما المشترك “النساء لا تسأل”، أن 7% فقط من النساء يتفاوضن على الرواتب، أي على الرغم من أن المرأة لا تحبذ الدخول في مفاوضات، إلا أنها إن قررت خوض مغامرة التفاوض فإنها قادرة على الخروج بأكبر قدر من المكاسب، إذًا لماذا تتفوق المرأة في التفاوض على الرجل؟ ذلك ما يحاول «رواد الأعمال» تقديم إجابته كما يلي: اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال ورفع جودة الحياةمهارات الاتصال الفائقة أول الأسباب التي يمكن أن تمثّل إجابة عن سؤال: لماذا تتفوق المرأة في التفاوض على الرجل؟ هو كونها تتمتع بمهارات تواصل فائقة؛ فهي قادرة على التواصل مع جانبها العاطفي بشكل أكثر سلاسة، كما أنها أكثر قدرة على الانتقال من فكرة إلى أخرى أسهل مما يمكن للرجل أن يفعل. والمرأة تدرك أن التواصل ليس لفظيًا فحسب، وأن كسب المعركة على صعيد الكلام الملفوظ نصف انتصار، وإنما هي قادرة على استقراء الرسائل الخفية، وقراءة تعابير الوجه؛ لذا هي أقدر من الرجل على التفاوض.قتال وليس تفاوضًا تنفر المرأة من التفاوض، وتحاول أن تتملص منه ما وسعها الجهد، لكنها إن اضطرت إليه فإنها تعتبر نفسها في قتال حقيقي (أليس التفاوض قتالًا ناعمًا؟!)، واللافت في المسألة هنا أن المرأة تتغلب في التفاوض حين تربط نجاحها فيه بهدف أسمى من التفاوض ذاته. ووجدت الدكتورة هيلا دوتان: من كلية كولير للإدارة، أن: «المهم بالنسبة للنساء هو الشعور بالقتال من أجل الآخرين، ومن أجل أصدقائهم، من أجل شيء أكبر من أنفسهم». بهذا المعنى يمكن القول، ومن دون كبير ثقة، أن عاطفة الأمومة والاهتمام الطبيعي بالآخرين هو إجابة أساسية عن سؤال: لماذا تتفوق المرأة في التفاوض على الرجل؟ في حين أن هذا الأخير (الرجل) يبدو حسير النظر؛ فلا يركز، أثناء عملية التفاوض، إلا على الأهداف المباشرة، والمكاسب قصيرة الأمد. تقول مارغريت نيل؛ الأستاذة بجامعة ستانفورد: إن المرأة يمكنها التغلب على تلك العقبة الذهنية المتمثلة في “أنا أكره التفاوض” إذا ركزت على من تتفاوض من أجله. اقرأ أيضًا: مفاهيم مضللة عن ريادة الأعمالالتعامل مع المواقف العصيبة إذا كنا ندرك، نحن الرجال، أن تعدد المهام محض بلاهة، وأنه شيء مستحيل لا يمكن القيام به، فإن الأمر مع النساء على خلاف ذلك تمامًا؛ إذ يتعين عليهن، في كثير من الأحيان، التعامل مع القضايا المنزلية والمهنية، ومن ثم ينجحن في التعامل مع العديد من المهام في وقت واحد، فلا تقلق عندما يحدث موقف مرهق يعرض نفسه في سياق المفاوضات.لا وجهات نظر حادة إن أحد الأسباب التي تجيب عن سؤالنا لماذا تتفوق المرأة في التفاوض هو كونها لا تتبع المبدأ الشائع لدى الرجال (القتال أو الرجال)، أي أنها لا تنظر إلى التفاوض بمبدأ الأبيض والأسود، وإنما تميل، على العكس من ذلك، إلى الألفة وتكوين الصداقات، وأثبت هذا النهج فعاليته. فحتى وإن كان مقدرًا على المرأة الخسارة في هذه الجولة من التفاوض، فإنها تسعى جاهدة إلى تقليل هذه الخسائر قدر الإمكان، فتعمل، على سبيل المثال، إلى تكوين الصداقات والتآلف مع الطرف الآخر على طاولة المفاوضات، لعله يكون مفيدًا فيما يستقبل من الزمن. اقرأ أيضًا: كيف تلتحق بقائمة الأثرياء العالمية؟الامتثال والتكيف لدى المرأة قدرة كبيرة على التكيف مع المتغيرات المختلفة، فبمجرد أن يقرر الرجال شيئًا ما أو يفكرون في القيام بالأشياء بطريقة معينة، فمن النادر أن يتزحزحوا عن موقفهم. في حين أن النساء أكثر انفتاحًا وتقبلًا عندما يتعلق الأمر بقبول التغيير؛ حيث تتضمن عملية المفاوضات الكثير من العطاء والأخذ، وإذا لم تكن على استعداد للانحناء قليلًا أو إجراء بعض التعديلات، فقد تجد أن خسارتك فادحة. اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال والقضاء على البطالة.. حلول فعالة كيف يوفر رواد الأعمال نفقاتهم؟ إسهامات ريادة الأعمال في نمو الاقتصاد
مشاركة :