ظهر مقاتل ممن بايعوا تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مقطع فيديو وهو يحث مواطنيه من الأتراك على التمرد على الرئيس «الخائن» رجب طيب أردوغان والعمل على «فتح» اسطنبول فيما يسلط الضوء على الخطر الذي تواجهه تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) وهي تحارب المتشددين. وتشهد تركيا حالة من الاستنفار منذ أن بدأت الشهر الماضي «حرباً منسقة على الإرهاب» شملت شن غارات جوية على مقاتلي «داعش» في سورية وفتح قواعدها الجوية أمام قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. ومثلت تلك الخطوات تحولاً كبيراً في سياسة أنقره بعد أن ظلت ترفض على مدى سنوات الاضطلاع بدور رئيسي في الحرب على مقاتلي «داعش» الواقفين على حدودها. ووقف المقاتل في مقطع الفيديو وهو يحمل بندقية وبلغة تركية سليمة اتهم أردوغان «ببيع البلاد للصليبيين» وبالسماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد التركية «لمجرد الاحتفاظ بمنصبه». وأضاف «أيها الشعب التركي عليكم التمرد على هؤلاء الملحدين والصليبيين والكفرة الذين اتخذوكم عبيداً لهم». وجلس إلى جواره في صمت رجلان مسلحان ملتحيان تغطي رأس كل منهما عمامة. كما وصف مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في تركيا الذين شارك بعضهم في مقاتلة التنظيم في سورية بأنهم «ملحدون» وحذر من سقوط شرق تركيا في أيدي الأكراد ما لم ينهض المقاتلون. ولم تستطع «رويترز» التحقق من صحة مقطع الفيديو الذي لم ترد فيه تهديدات محددة بشن هجمات. لكن مجموعة «سايت» التي تتابع أنشطة المتطرفين وصفت المقطع بأنه دعوة من مقاتل تركي في «داعش» للمسلمين في تركيا لتقديم الدعم. ونشر الفيديو بعنوان «رسالة إلى تركيا» وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتحدثت عنه وسائل الإعلام التركية الرئيسية. وتردد أن المقطع أنتجه المكتب الإعلامي «لولاية الرقة» في إشارة إلى العاصمة الفعلية للتنظيم المتشدد في شمال سورية. وقال الرجل في إشارة إلى زعيم التنظيم «معاً وبأوامر أبوبكر البغدادي... فلنفتح اسطنبول التي يعمل الخائن أردوغان ليل نهار لتسليمها للصليبيين». ويأتي مقطع الفيديو الذي ظهر مساء أمس الأول (الإثنين) بعد شهرين من إصدار التنظيم مجلة باللغة التركية نشر على غلافها موضوعاً بعنوان «فتح القسطنطينية» يحض على فتح إسلامي جديد لاسطنبول أكبر مدن تركيا. من جهة أخرى، قتل جندي تركي وأصيب ثلاثة آخرون أمس في محافظة ديار بكر جنوب شرق تركيا في أعمال عنف جديدة ألقيت مسئوليتها على حزب العمال الكردستاني، بحسب ما أعلن الجيش. واندلع القتال خلال عملية «أسر وقتل» للمتمردين بعد أن أغلقوا طريقاً يصل بين إقليم لايس في ديار بكر ومحافظة بينغول في جنوب شرق تركيا، بحسب ما أفاد الجيش في بيان. وأضاف الجيش أن «أربعة من جنودنا أصيبوا في الاشتباكات واستشهد أحدهم في المستشفى متأثراً بجروح بالغة أصيب بها». سياسياً، قالت الرئاسة التركية في بيان إن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أعاد رسمياً أمس تفويض تشكيل الحكومة إلى الرئيس طيب أردوغان بعدما أخفق في العثور على شريك لحزبه العدالة والتنمية في ائتلاف. وكانت الخطوة متوقعة على نطاق واسع بعد فشل محادثات تشكيل ائتلاف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية اليميني أمس الأول (الإثنين). ويمكن أن تدفع أردوغان لمنح التفويض إلى حزب الشعب الجمهوري ثاني أكبر الأحزاب في البرلمان على رغم أنه ينظر إليه أيضاً بوصفه غير قادر على تشكيل حكومة. وإذا لم تتشكل حكومة بحلول 23 أغسطس الجاري سيتعين على أردوغان حل حكومة تصريف الأعمال التي يقودها داود أوغلو والدعوة إلى تشكيل حكومة مؤقتة لتقاسم السلطة تقود البلاد إلى انتخابات جديدة في الخريف.
مشاركة :