دعا فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا اليوم (الإثنين)، إلى عقد اجتماع طارئ رفيع المستوى لمناقشة تداعيات تجميد إيرادات النفط في ليبيا. وأوضح السراج في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "إيماء للظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد على الصعيد السياسي والاقتصادي، ومن باب المسؤولية التاريخية، أدعو إلى عقد اجتماع تقابلي غدا (الثلاثاء) لمناقشة تداعيات والآثار المترتبة على عملية تجميد إيرادات النفط، واقتراح الحلول الناجعة لحل الأزمة" وذلك "لتجنيب ليبيا مخاطر الحروب والمزيد من التشظي والانفصال". ووجه السراج الدعوة لحضور الاجتماع إلى محافظ البنك المركزي ورئيس مؤسسة النفط الوطنية ووزراء المالية والتخطيط والنائب العام، وفقا لذات البيان. وتأتي هذه التطورات، عقب يوم واحد من اتهام مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط في ليبيا، محافظ البنك المركزي بسوء التصرف بإيرادات النفط. كما أكد صنع الله في بيان أمس (الأحد)، أن إيرادات النفط ستظل مجمدة إلى حين وضع البنك المركزي خطة اقتصادية متكاملة، تتضمن الشفافية في عمليات التصرف بالنقد الأجنبي، في ظل اتهامات بهدر عشرات المليارات من الدولارات من طرف المركزي. ويوجد في ليبيا مصرفان مركزيان الأول في طرابلس، ويعترف به المجتمع الدولي وتذهب إليه إيرادات النفط حصرا، والثاني في شرقي البلاد يصفه المجتمع الدولي بـ"البنك الموازي". وتواصل احتياطات النقد الأجنبي الليبي منذ العام 2013 في الانحدار، وسجلت خسائر بقيمة تخطت 140 مليار دولار، بسبب الإغلاق المتكرر للحقول والموانئ النفطية وانخفاض أسعار النفط دوليا. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين الحكومة في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة حفتر، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.
مشاركة :