أكد الإعلامي اللبناني طارق أبوزينب، أن اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة والذي تحتفل به الإمارات في الثاني من ديسمبر من كل عام، هو فرصة للتذكير بالقيم الإنسانية الراسخة في الهوية الإماراتية، والتي شكّلت الدولة قيم التسامح والخير والعدل. وقال "أبوزينب"، في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد"، إن تلك المناسبة المباركة تترجم مسيرة الاتحاد التي امتدت عبر عقود مضت مضيئة وحافلة بالأحداث والمهام والإنجازات التي رسم ملامحها الأولى، وأرسى دعائمها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على دربه رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي قاد مع القيادة الإماراتية ومؤسسات الدولة مسيرة العطاء لتواصل دولة الإمارات التقدم والازدهار على مختلف المستويات.وأضاف الإعلامي الإماراتي، "دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن تبلسم جراح اللبنانيين وجميع المكلومين حول العالم، ولا يمكن نسيانها لأن بصمات قيادتها وإنجازاتهم وتأثيرهم في الحياة كبيرة فأصبحت الأجيال تتناقلها والثقافات تتبادلها والإنسانية تفتخر بدولة الإمارات على مر الأزمان".واختتم تصريحه قائلًا "هنيئًا لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت نموذجا استثنائيا في جوانب التنمية من خلال ما حققته من إنجازات علمية واقتصادية واجتماعية وحققت درجة من النمو وأصبحت تصنف من الدول النامية على معايير الرقي مثلت والتي استطاعت السير بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية".وتحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة غدًا، الأربعاء، باليوم الوطني الـ 49، وعلى الرغم من التحديات التي فرضها تفشي جائحة "كوفيد - 19" حول العالم خلال العام 2020، إلا أن الإمارات نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات والتحولات الكبرى.وتأتي الإنجازات المحققة في قطاعي الفضاء والطاقة كأبرز التحولات الاستراتيجية بعد إطلاق مسبار الأمل والإعلان عن أول مشروع عربي لاستكشاف القمر، في الوقت الذي أعلن رسميًا دخول الإمارات نادي الطاقة النووية مع إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى لـ " براكة " وبدء إنتاج الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة، فيما تم الإعلان عن اكتشاف حقول جديدة للغاز الطبيعي والنفط.وحولت الإمارات تحدي انتشار الوباء إلى فرصة عززت فيها حضورها الإنساني عالميًا بعد تقديم مساعدات طبية عاجلة لأكثر من 100 دولة، في حين شكل تعاملها مع الوباء محليًا أحد أبرز التجارب العالمية نجاحًا وفقًا لأرقام ومعدلات الإصابة وعدد الفحوصات الذي تجاوز عدد السكان لتكون الإمارات أول دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.وواصلت الإمارات تعزيز رسالتها الداعية إلى التسامح والدفع بكل ما من شأنه نقل المنطقة والعالم نحو الاستقرار والتعايش وقد توجت جهودها هذا العام بمعاهدة السلام التي وقعتها دولة الإمارات وإسرائيل "اتفاق إبراهيم"، فيما واصلت جهودها ودعواتها إلى تعزيز التسامح ونبذ التعصب بمختلف أشكاله.وحجزت الإمارات في "عام الاستعداد للخمسين " 2020 موقعها ضمن الدول العشر الأوائل على صعيد التنافسية العالمية، في الوقت الذي شهد فيه العام استصدار قوانين وتشريعات جديدة عززت فيها مكتسبات المرأة ورسخت من خلالها الحريات، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأبناء الدولة والمقيمين فيها.واعتمدت الإمارات الميزانية الاتحادية لعام 2020 بإجمالي مصروفات تقديرية تبلغ 58 مليارا و113 مليون درهم، في حين ارتفعت أصول الجهاز المصرفي بالدولة إلى 3.252 تريليون درهم في نهاية الربع الثالث من العام الجاري بزيادة نسبتها 5،4 في المائة مقارنة مع نهاية العام 2019.وكرست دولة الإمارات خلال عام 2020 مكانتها في نادي الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء عبر إنجازات تاريخية أثبتت من خلالها أن طموح قيادتها وشعبها لا حدود له.وشكل إطلاق مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف المريخ في 20 يوليو الماضي أبرز الإنجازات الإماراتية في مجال الفضاء هذا العام، والذي أصبحت من خلاله عضوا في نادي مستكشفي المريخ الذي يضم 7 دول فقط على مستوى العالم.وتسارعت الإنجازات الإماراتية خلال سبتمبر الماضي الذي شهد إطلاق القمر الاصطناعي البيئي المصغر «مزن سات»، وهو أول قمر اصطناعي للأغراض البيئية بالدولة، لترفع بذلك رصيدها من الأقمار الصناعية التي أطلقتها خلال 20 عاما إلى 11 قمرا، كما أعلنت الامارات عن مشروع متكامل لاستكشاف القمر يشمل تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم "راشد" يتم تصميمه وبنائه بجهود وطنية 100%، لتكون دولة الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي /سابقًا/ والصين.وفي أكتوبر الماضي كشفت الإمارات عن مشروع القمر الاصطناعي الجديد "MBZ-Sat"، ثاني قمر اصطناعي يتم تطويره وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر "خليفة سات".كما دخلت الإمارات في عام 2020 عصر إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية بعد إعلان مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن نجاح شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى، ثم الإعلان عقب ذلك عن استكمال عملية الربط الآمن لها مع شبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة بعد مواءمة المحطة مع متطلبات الشبكة، وبدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.وفي 18 نوفمبر الجاري وصل مفاعل المحطة الأولى إلى مستوى حوالي 80 في المائة من قدرته الإنتاجية للطاقة الأمر الذي يمثل خطوة غاية في الأهمية ضمن عملية اختبار الطاقة التصاعدي التي تتضمن رفع مستوى طاقة المفاعل بشكل تدريجي وجمع البيانات وضبط أنظمة التحكم والسلامة.وبهذا الإنجاز أصبحت دولة الإمارات الأولى عربيا والثالثة والثلاثين على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة، حيث تساهم محطات براكة بشكل كبير في جهود الدولة الخاصة بتوفير الطاقة الكهربائية بالتزامن مع خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج الكهرباء .. وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 غيغاواط من الكهرباء وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام.كما تصدّرت دولة الإمارات، للعام الرابع على التوالي، بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية، الذي صنف الدولة في المرتبة التاسعة عالميًا بين الدول الأكثر تنافسية في العالم.وتبوأت الإمارات المرتبة الأولى عالميًا في 23 مؤشرًا ومحورًا فرعيًا، فيما حلّت ضمن المراكز الخمسة الأولى عالميًا في 59 مؤشرًا، وضمن المراكز الـ 10 الأولى عالميًا في 106 مؤشرات من إجمالي 338 مؤشرًا تناولها تقرير العام الجاري.وسجلت دولة الإمارات تقدمًا في محورين من المحاور الرئيسة الأربعة، هما «محور الأداء الاقتصادي»، الذي صعدت فيه إلى المركز الرابع عالميًا، و«محور البنية التحتية» الذي تقدمت فيه خمسة مراكز، بينما حلّت في المرتبة الثالثة عالميًا في «محور الكفاءة الحكومية»، والمرتبة السابعة عالميًا في «محور كفاءة الأعمال».ووفقًا للتقرير، فقد سجلت الدولة تحسنًا في سبعة محاور فرعية، إذ صعدت إلى المركز الأول عالميًا في محور سوق العمل، وإلى المركز الخامس عالميًا في محور التوظيف، والمركز السادس في محور الأسعار، وتقدمت في محاور فرعية أخرى مثل محور الإطار المجتمعي، والتعليم، والبنية التحتية التكنولوجية، والصحة والبيئة، فيما حافظت على ترتيبها من دون تغير في محورين فرعيين هما محور السلوكيات والقيم /الثانية عالميًا/، ومحور السياسة الضريبية /الثالثة عالميًا/.فيما شكلت معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل الحدث السياسي الأبرز في عام 2020 فالاختراق الدبلوماسي الاستثنائي الذي حققته الإمارات من خلال هذه المعاهدة، يحمل للمنطقة وللعالم، بارقة أمل وفرصة ازدهار عظيمة، في أشد الأوقات صعوبة تشهدها الإنسانية.وأجمعت الأوساط السياسية في العالم على أن المعاهدة تعكس رسالة السلام والتسامح الإماراتية وقرارها السيادي في المضي إلى الأمام بنظرة مختلفة للمستقبل بعيدة عن لغة العداء والصراع، والأهم من ذلك أنها جاءت خدمة للقضية الفلسطينية وحماية حقوقها ووقف مخطط الضم.وفي الشأن الدولي أيضا برز الدور الإماراتي الفاعل في تعزيز الجهود الدولية لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في تأكيد على المبدأ الإنساني المتأصل في سياستها الخارجية، حيث قدمت الإمارات مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى نحو 100 دولة استفاد منها ملايين الأشخاص من العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء"، وذلك دون النظر للاعتبارات السياسية عند تقديم هذه المساعدات.
مشاركة :