قد تساعد عمليات التجميل في رسم البسمة والسعادة على وجوه بعض المرضى وخاصة عند وجود استطباب للعمليات التجميلية, ومن الطبيعه البشرية الدخول في المقارنة, وأوضحت الإحصائيات الحديثة أن الفئة العظمى هي فئة الشباب التي ترغب وتبحث عن المثالية والكمال عن طريق التشبهة بالأشخاص الذين يعتقدون شخصيا بأنهم رمز للجمالتتزايد قوائم الانتظار في العيادات ومراكز التجميل وتثير الدهشة بسبب عددها ونوع العمليات التي ينتظرونها, وأشارت الأستشارية وعضو الجمعية الأمريكية لطب التجميل الدكتورة أزهار الركاض أن أكثر العمليات التجميلية طلبًا في الوقت الحالي هي “حقن البوتوكس والفيلر بأنواعه وأستخداماته المختلفة”وأصبح هذا النوع من العمليات التجميلية رائجا ويتم تسويقه تحت مسميات جذابة كالسياحة العلاجية, وتتفاوت أسباب ظهور ظاهرة هوس التقليد بين فئة الشباب وفي مختلف المجتمعاتوقد حفّز ذلك تطور الأدوات والمعدات الجراحية الحديثة كما أن قلة التكلفة وغياب الضوابط والقوانين الطبية المنظمة والسرية التامة في إجرائها والترويج لها, بالإضافة لأن العالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي شجعتها وبقوة ولعب المشاهير دور في جذبهم للظهور بصورة مثاليةمن الجميل أن يكون لدينا العديد من أطباء التجميل الماهرين والموثوقين ولكن لابد من وضع ضوابط أخلاقية وقانونية بهذا الشأن فبعض عمليات التجميل فاشلة وبعضها الأخر إستغلالي, وهناك من يستخدم مواد غير مرخصة أو ضارة على المدى البعيد وغيرها من الأموركما أن إجراء دراسة نفسية مفصلة لكل حالة قبل البدء بالعمليات التجميلة المتكررة والتي تتصف بالهوس والإدمان, يعتبر أمر حتمي ولابد من التفكير جديا بإلزام المريض بإحضار إستشارة نفسية قبل العملية مثل بعض الدول الأجنبية للحد من توسع هذه الظاهرةوالإدمان هو مصطلح يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعقاقير مثل الكحول أو الكافيين وغيرها ، إلا أن إدمان العمليات التجميلية هو مصدر القلق الحقيقي ، وينشأ غالبًا عن رغبة الفرد في التكيف باستمرار مع صورة ومعايير الجمال المتغيرةوتشير النظرية الاجتماعية والثقافية إلى أن الناس يحددون معايير الجمال ضمن السياق الاجتماعي والثقافي, وقد يؤدي هذا في النهاية إلى الحكم على مظاهرهم بناءً على معايير الجمال التي يحددها المجتمع الذي يعيشون فيه وعلى الرغم من أنه يخضع لمقاييس محدده لابد من الانفراد بالشكلفي الوقت نفسه ، يمكن أن تساعد العمليات التجميلية الشخص على تعزيز ثقته بنفسه فعمليات التجميل ضرورية لمختلف الأعمار وقلة قلال لايلجؤون لها ولكن من المهم أيضا مراعاة شكل الشخص كذاته بعيدا عن التشبهه بشخصيه أخرى أو هوس الوصول للكمال بالإجراءات الفاشلة و المتكررة– شوق فالح الحربي– آراء المختصين :الهدف من العلمليات التجميلية هو تحسين هيئة أو مظهر الوجه والجسم ,ويجب أن يؤدي تحسين المظهر إلى إرضاء المريض. ومع ذلك ، فإن أهداف وتوقعات المرضى الباحثين عن الجراحة التجميلية معقدة ويعتبر فهم هذه التوقعات والاحتياجات النفسية جانبًا مهمًا من رعاية المرضى وتحقيق رضاهمهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسهم في إدمان العمليات فمثلا التركيز الدائم على وسائل التواصل الإجتماعي إلى نقص الثقة بالنفس, العمليات التجميلية يمكن أن تساعد في تحسين حياة المرضى من خلال تزويدهم بمظهر يرضي ذاتهم ، ولكن أولئك المدمنين على العمليات يخاطرون بتطوير مشاكل جسدية ونفسية شديدةوفي صياغ هذا وصف كبير الاستشاريين في مشفى أكاديمي جامعي لعلاج الأمراض النفسية في ألمانيا دكتور علي بحري حال المرضى قائلاً ” بنظرة عميقة في شخصية وسايكولوجيا هذه الفئة تظهر سريعا حالة النرجسية والأنا التي يعاني منها الكثيرون وضعف الشخصية وفقدان الثقة العميقة بالنفس واضطراب الصورة الذاتية الداخلية لديهم, كما أن هذا السلوك قد يخفي خلفه صراعا نفسيا عميقا أو اضطرابا نفسيا مرضيا وخاصة مرض اضطراب التشوه الجسمي أو الديسمورفو فوبيا والذي يصنف ضمن مجموعة اضطرابات الوسواس القهري ويحتاج لعلاج نفسي مكثف أكثر من الحاجة للمزيد والمزيد من عمليات التجميل الجراحية “مضيفاً إلى “ان العوامل النفسية التي تلعب دورا في تطور هذه الظاهرة عند الشخص تكون مختلفة وعديدة ومنها تعرضه لتجارب قاسية في طفولته وماضيه مثل الاعتداء الجسدي والجنسي أو الإهمال العاطفي النفسي من الوالدين أو تعرض الطفل أو المراهق للتنمر”وأدى توافر العمليات التجميلية للأسف إلى جعل البعض يلجؤون إلى العمليات على أنها حل فوري لمشكلاتهم، وهؤلاء المرضى غالبًا ما يكونون غير راضين عن مظهرهم. وبدلاً من اختيار إبراز جمالهم الطبيعي ، يقررون تغيير مظهرهم بالكامل بشكل جذري خلال فترة زمنية قصيرة مما قد يتطور إلى إدمان التجميل وهذه الحالات كثيرة في وسائل الإعلام ، مما يرسم صورة سلبية عن الصناعة التي يسعى أطباء التجميل المؤهلون إيصالها– شوق فالح الحربي– وعَبر أستشاري جراحة التجميل ورئيس نادي جراحي التجميل دكتور بشر الشنواني عنه ” الجمال فطرة موجودة في كل البشر , والجميع يبحث عنها منذ الطفولة ,دائما الناس تحاول أن تصف الناس بجمالها , وجود وتطور وسائل التواصل الاجتماعي أدى الى بحث الناس إلى الجمال الصعب,كالمشاهير.. “وأستكمل حديثه” وهناك الكثير من المراجعات يبحثن عن الجمال موجود في شخص معين مثل الانف او الجسم وغيره , أي مريضه تحاول أن تطلب شكل أو هيئة لمحاذتها ,دائما الجراحين يعتبرونها نقطة سوداء أو بالأصح نحرص على عدم إجراء أي تدخل جراحي لهم, بغض النظر عن من تكون “وأضافت الأستشارية وعضو الجمعية الأمريكية لطب التجميل الدكتورة أزهار الركاض ” أنتشار وسائل التواصل الإجتماعي ساهم على إقبال الناس لعمليات التجميل ولكن في كثير من الحالات بشكل سلبي “وأبدت استيائها من بعض الحالات قائله ” للأسف اليوم أصبحنا نرا ترند معين لأن شخصية مشهورة قامت به , وتأتي بعض الطلبات من المرضى بأنهم يريدون ذقن او شفايف أو حتى تكساس فلانه … ويندرج تحت مسمى الإستنساخ واليوم , جميع الوجوه الجميلة متشابهة ونسخ مكررة بدون دراسة لتفاصيل الوجهة “أعرب الأطباء الموثوقين عن رفضهم التام للإستنساخ بدون مراعاة التناسب فقال د.بشر الشنواني ” كل جسم وكل شكل يمتلك محاسنة و مفاتنه … وكل جسم له قياسات معينه نستطيع الوصول لها أو لانستطيع أيضا في بعض الحالات , و تطابق الأشكال يكون منفر أكثر من أن يكون مشجع و في الغالب جراح التجميل الموثوق يكون حريص في إختيار مرضاه مثلما يختار المرضى جراحهم التجميلي “مستكملا حديثه ” الطبيب يرفض في معظم الاحيان عمل إجراء تجميلي للمريض في حال كانت التوقعات عالية جدا لدى المريض أو إذا كان البحث عن الجمال مربوط بشخص أخر و التشبهه به “وأضافت د.أزهار الركاض ” أرفض نهائيا صنع نسخ مطابقة, النسخ لايتناسب مع جميع الملامح ويبدو مصطنع ولكن هناك أشخاص ربما يتناسب معهم إلى حد معين وقد أقوم به ولكن بطريقة مختلفة وبطريقة تبرز جمالها الشخصي وملامحها العظيمة , لابد من أخذ رأي الطبيب و المريض وفي النهاية يتم أعتماد الرأي المهني للحصول على أفضل نتيجة ممكنة “وأختتموا حديثهم بنصيحة ذَهبية للجميع فقالت د.أزهار الركاض ” أمل من هذا التحقيق إيصال رسالة ,كل فتاة جميلة ولها جمالها الخاص والفريد والعمليات تبرز هذا الجمال لا تصنع نسخ ,احيانا بسبب الاجراءات الخاطئة وأصرار المريض ننقل الهيئة وملامح لطيفة وهادئة إلى ملامح حادة و قاسية وأكبر من العمر الحقيقي , التجميل سلاح ذو حدين اما يقبح أو يجمل “وقال د.بشر الشنواني ” نصيحتي لكل الباحثين الجمال , جمالك أولا ينبع من داخلك و البحث عن الجمال فطرة إنسانية , لجؤك لجراح التجميل أو الطبيب شيء أساسي ولكن دائما بحدود المعقول من غير مبالغة ومن غير تصنع “في النهاية الجراحة التجميلية قرار مصيري, ولهذا يجب على الشخص الأطلاع قدر الإمكان عن العمليات التجميلية قبل الخضوع لها
مشاركة :