تبسمك في وجه أخيك صدقة

  • 12/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الابتسامة دواء وشفاء للكثير من العلل والأمراض النفسية والعصبية.. هذا ما يؤكده علماء النفس والأطباء، لكن الكثير – للأسف – لا يعرفون قيمة هذا الدواء، فترى «التكشيرة» على وجوههم ليلاً ونهارًا وسورة «عبس وتولى» على محياهم طوال الوقت، وهم يظنون أنهم بذلك العبوس أكثر مهابة وأقوى شخصية. وهؤلاء – بلاشك – مخطئون.. فالمرء يستطيع أن يعالج أعقد المشاكل بالابتسامة وراحة البال، فالإبتسامة لها سحر خاص في تذليل كل الصعاب لأنها تعني الهدوء والاستقرار النفسي الذي يساعد على وضع الحلول لكل مشكلة بتأن وروية دون نرفزة أو عصبية أو توتر. ومما يؤسف له أن هناك الكثير من الناس يضعون على وجوههم نظارات سوداء قاتمة، فلا يرون من الدنيا إلا سوادها ومشاكلها ومؤامراتها.. حياتهم كلها نكد ومنغصات.. لا يضحكون إلا قليلاً، ولا يعرفون أن في القرآن الكريم سورة اسمها «الانشراح» تبدأ بقوله تعالى: «ألم نشرح لك صدرك» فأين هم من انشراح الصدر وهم يضعون الدنيا كلها على رؤوسهم. وهؤلاء يذهبون إلى العمل وهم ساخطون متذمرون ليس لهم في مجال العمل صديق أو زميل، ويعودون إلى منازلهم والتجهم يملأ وجوههم، وما أن يدخلوا على زوجاتهم حتى يبدأ الصراخ والصياح وتبدأ المشاكل.. مشاكل مع الزوجة والأولاد لا تنتهي، وكوابيس الحياة تلاحقهم حتى في منامهم.. فهل هذه حياة ؟! وهل يمكن لهؤلاء أن يسعدوا في حياتهم وأن يتجنبوا أمراض الضغط والقلب والسكري وتصلب الشرايين. أقول لهؤلاء العابسين في وجه الحياة: ابتسموا من فضلكم وأسعدوا أنفسكم ومن حولكم، فالحياة لا تستحق كل هذا العبوس وهذه المعاناة والتوتر والقلق، وتذكروا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».. وهي صدقة وأجر دون أن ندفع فيها شيئاً من المال، لا تتطلب منك سوى أن نبتسم، وأن ينشرح صدرك للآخرين حتى تعمّ الألفة والمحبة بين الناس. فالإنسان الهاش الباش المبتسم يستطيع أن يكوّن صداقات عديدة بحسن تعامله مع الآخرين. وأذكر أن الكاتب المصري الساخر محمد عفيفي صاحب المؤلفات العديدة ومنها «شلة الحرافيش» و«ضحكات صارخة»، كتب في وصيته قبل موته ألا ينشر نعيه في الصحف حتى لا يمحو الابتسامة التي رسمها على أفواه القراء، وقال عنه الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ: «كانت السخرية محور حياة محمد عفيفي، ينبض بها قلبه، ويفكر بها عقله، وتتحرك فيها إرادته.. فهي ليست بالثوب الذي يرتديه عندما يمسك القلم، وينزعه إذا خاض الحياة.. ولكنها جلده ولحمه ودمه وأسلوبه عند الجد والهزل». ونقول لهؤلاء جميعًا: «أعصابكم.. أعصابكم.. هدّوا اللعب يا جماعة. ترى الدنيا للحين فيها خير».

مشاركة :