كيف تجد زاوية جديدة تصنع منها فيلماً عن القضية الفلسطينية دون أن تقع فخ التكرار؟ تلك النكبة التي صُنع عنها أفلاماً بمثل عمرها الذي تجاوز السبعين، هذا هو أهم سؤال يجب أن يجيب عليه المخرج والمؤلف قبل أن يشرع في صناعة فيلمه، وكثيرون يقعون في هذا الفخ وقلة فقط من تنجو، ومنهم المخرجة نجوى نجار في فيلمها بين الجنة والأرض الذي وجد مخرجه في تناول القضية من خلال زوجين يسعيان للطلاق ما يتطلب أوراقاً من محكمة "إسرائيلية"، لتبدأ رحلة خاصة جداً بينهما في طرقات فلسطين المحتلة.تامر وسلمى أبطال الفيلم يصحبونا معاهم في سيارتهم التي يجوبون بها فلسطين لإنهاء الأزمات المتعلقة بالمستندات، تلك المستندات التي ترتبط بتاريخهم والذي هو بالطبيعة جزءً من تاريخ فلسطين، وفي الطريق نجد أن الرحلة هي صورة رمزية للبحث عن الهوية الفلسطينية بين هذه الطرقات، تلك الهوية التي يحاول العدو طمسها منذ عقود، وقد يكون قد نجح في أخذ خطوات نحو هدفه، حتى وإن كانت في صورة لممثل عربي يغني على "هافا ناجيلا"، وسيفه العربي قد نسيّ سنوات الشموخ.ويسمح لنا فيلم بين الجنة والأرض أن نتعرف على أناس آخرين، وأماكن قد لا نعرفها أو سمعنا عنها من قبل، وبدأ الفيلم عروضه التجارية في مصر من خلال سينما زاوية بوسط البلد ابتداءً من  أمس الأربعاء 2 ديسمبر، وتحضر مخرجته نجوى نجار بعض العروض نظراً لتواجدها في مصر كعضو لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي.بين الجنة والأرض مستوحى من أحداث حقيقية عن تامر وسلمى، زوجين في الثلاثينات من العمر يعيشان في الأراضي الفلسطينية؛ بعد خمس سنوات من الزواج يتفقان على الطلاق، وفي سبيل ذلك يواجه الزوجان كثير من التعقيدات، فبعد حصول تامر على تصريح لمدة ثلاثة أيام لعبور نقاط التفتيش الإسرائيلية والذهاب إلى مدينة الناصرة لاستكمال إجراءات الطلاق في إحدى المحاكم، يفاجئ الزوجان بسر يقلب الأمور تماماً، ويخوضان رحلة يستكشفون فيها أنفسهم وما واجهوا من خسارة وخيانة.وفاز الفيلم خلال مسيرته بالعديد من الجوائز الدولية منها جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي بـمهرجان بوسطن فلسطين السينمائي، جائزة الجمهور بـمهرجان أفلام الشرق الأوسط الآن، جائزة أفضل ممثل من مهرجان موسترا دي فالنسيا‎، كما شارك في مهرجات أخرى منها مهرجان لندن فلسطين السينمائي، مهرجان مالمو للسينما العربية ومهرجان تورونتو فلسطين السينمائي الدولي.