تحقيق إخباري: أهالي مخيم اليرموك في سوريا يبدأون العودة إليه

  • 12/4/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق 3 ديسمبر 2020 (شينخوا) بمشاعر ممزوجة بالسعادة والحزن، دخل جمال حماد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق الذي دمرته الحرب، ليبدأ رحلة العودة إلى حياته القديمة التي شوهها الصراع الطويل في سوريا. وكان حماد العامل في المجال الإنساني، والبالغ من العمر 58 عامًا، من أوائل من دخلوا إلى مخيم اليرموك وتسلقوا الركام والأنقاض ليصل إلى منزله بمشاعر مختلطة من السعادة للعودة والحزن والغضب على الدمار الذي حل بعالمه ومنزله. ولمخيم اليرموك أهمية رمزية للغاية بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث يسمونه "عاصمة الشتات"، وعاش معظم اللاجئين الفلسطينيين في دمشق في المخيم وعانوا من آلام شديدة عند مغادرته خلال الحرب. وسمحت الحكومة السورية مؤخرًا بدخول الأشخاص إلى تلك المنطقة المترامية الأطراف التي تم تطهيرها من المسلحين في 2018 لكنها ظلت منطقة عسكرية مغلقة حتى وقت قريب. ويمكن للناس الآن الدخول للتحقق من منازلهم وإصلاحها، ويمكن لأولئك الذين لم تتضرر منازلهم الإقامة على الفور، حيث تعيش هناك حوالي 500 عائلة. وبالنسبة لحماد، يعد منزله أحد الأماكن العديدة في المخيم التي تحتاج إلى إصلاح. وغادر الرجل منزله في عام 2015، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من دخول المسلحين إلى تلك المنطقة. وقال حماد إنه كان مثل الأب الروحي للأشخاص الذين بقوا في المخيم، ويقدم لهم المشورة وينظم الأنشطة التي كانت أيضًا جزءًا من عمله الإنساني في الهلال الأحمر الفلسطيني. ومع ذلك، وخوفًا على حياته، قرر مغادرة المنطقة تحت أعيرة نارية وطلقات القنص للوصول إلى بر الأمان مع أسرته. وعاش حماد في منطقة آمنة في ريف دمشق الغربي، وكان يحلم بالعودة إلى المخيم كل يوم. وقال الرجل لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن مشاعره عندما رأى منزله لأول مرة بعد دخوله المخيم،، إن يوم دخوله الى المنطقة مع العديد من جيرانه كان بمثابة "يوم القيامة" وكان المكان يبدو كأنه "مدينة أشباح". وأضاف "كنت من أوائل الأشخاص الذين دخلوا مخيم اليرموك في البداية، لم أتمكن من الدخول إلى هذا المسار بسبب الحطام والأنقاض، لذا كان علينا الصعود للوصول إلى منازلنا". وبعد دخوله المخيم، بدأ حماد في تجهيز الموافقات التي يحتاجها لإحضار الأدوات والمواد لبدء إصلاح منزله الذي يقع في مبنى لا يزال قائماً في تلك المنطقة. وقال لـ((شينخوا)) إنه يحتاج إلى ستة أشهر لإنهاء منزله، على أمل أن تسرع الحكومة في إجراءات إعادة تأهيل البنية التحتية. وتابع حماد "ما زلنا نكافح مع بعض الأشياء والحكومة وعدت بإعادة تأهيل البنية التحتية للكهرباء والمياه والصرف الصحي وخطوط الهاتف ، كل هذا سيحدث عندما تبدأ العائلات بالعودة في الأشهر القليلة المقبلة". وخارج المسار الذي يقع فيه منزل حماد، بدا المخيم مدمرًا إلى حد كبير لكن الناس استمروا في الدخول إلى المنطقة لإصلاح ما يمكن إصلاحه من حياتهم المتضررة. ووصف حماد حيه داخل المخيم بأنه كان مليئا بالحياة قبل الحرب التي حولته إلى مدينة أشباح حيث نباح الكلاب وصياح الديوك كل ما يمكن سماعه يتردد من بعيد. ويقضي حماد معظم يومه في الإشراف على العمال في منزله، ويقضي بعض وقت فراغه في الدردشة مع جيرانه، ومع ذلك عندما يحل الليل، فإن صوت الرياح في الأماكن الفارغة يجعله يشعر وكأن الأشباح تسيطر على المكان. وأضاف "كانت هذه المنطقة مليئة بالحياة لعشرات السنين ولكن الآن نباح الكلاب وصياح الديك هما الصوتان الوحيدان اللذان يقطعان صمت المنطقة ونأمل أن تكون أصوات الأطفال والناس هي التي تجلب الحياة للعودة إلى مخيم اليرموك ".

مشاركة :