الدوحة - الراية: أكدت مؤسسة حمد الطبية على الصحة والسلامة الغذائية، وحذرت المواطنين والمقيمين من الأمراض المنتشرة عن طريق الغذاء باتباع الطرق السليمة في حفظ الطعام واتخاذ إجراءات صحيحة في الوقاية من التعرّض للأغذية الفاسدة. ويقول الدكتور جلال الساعي، استشاري علم السموم بقسم الطوارئ في مستشفى حمد العام: "إن من أكثر الأمراض التي تكثر خلال وقت الصيف ونراها في قسم الطوارئ هي حالات التسمم الغذائي، وهي حالات حادة يسببها تناول أغذية ملوثة بالبكتيريا والجراثيم التي تنمو غالباً عن طريق سوء تخزين الطعام بطريقة سليمة تحفظه من الفساد". وأشار إلى أن أعراض علامات التسمم الغذائي تشمل القيء والتقلصات المعدية والإسهال والحمى وظهور دم في البراز، وفي الحالات المتقدمة تحصل الصدمة والإغماء. وأكد أنه بالرغم من إمكانية حصول التسمّم لأي شخص إلا أن بعض الفئات لديهم نسبة احتمالية أعلى ويستوجب منهم الوقاية بشكل أكبر كالمسنين والأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم الخمس سنوات، وأصحاب الأمراض المزمنة كداء السكري وأمراض الجهاز المناعي، والأشخاص المتعاطين للمضادات الحيوية والمنشطات ومضادات الهيستامين والنساء أثناء فترة الحمل، ومكثرو السفر هم الأكثر عرضة للتسمم الغذائي. درجة الحرارة ويؤكد جويجي راموس مشرف النظافة الصحيّة للأطعمة في مؤسسة حمد الطبية أن درجة الحرارة المحيطة والوقت هما العنصران اللذان يؤديان إلى نمو البكتيريا الضارة في الأطعمة، لذلك يتعين الانتباه إلى خطر ارتفاع درجة حرارة الجو (التي تتراوح بين 5 درجات و63 درجة) عند تحضير ومناولة الأطعمة. وحذّر من ترك الطعام المطهي الغني بالبروتينات معرضاً للحرارة المحيطية العالية لأكثر من ساعتين حيث إن ذلك يشكل بيئة مناسبة للنمو والتكاثر البكتيري المسؤول عن الكثير من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأطعمة وقال: "تكون الأطعمة المطهية المتروكة في تلك البيئة عرضة للتلوث عن طريق الحشرات أو حتى عن طريق البشر". وحول أهمية اتباع الإرشادات الخاصة بمراعاة عنصري الوقت ودرجات الحرارة قال راموس: "ينصح بعدم ترك الأرز المطهي لمدة طويلة في درجة حرارة الغرفة حيث إن ذلك يساعد على تراكم الرطوبة في الوعاء وبالتالي يسمح بنمو البكتيريا وتلوث الأرز". وأضاف: "هناك الكثير من العناصر التي تسهم في تلوث الأطعمة وتؤدي إلى حدوث التسمم الغذائي، ومن بين هذه العناصر الملوثة الكائنات الدقيقة مثل بكتيريا السالمونيلا التي توجد في اللحوم النيئة والحليب والبيض، وبكتيريا باسيلوس سيريوس التي توجد في الحبوب والأرز والأعشاب والأطعمة المجففة، وبكتيريا فيبريو باراموليتيكوس التي توجد في مختلف أنواع المأكولات البحرية". وأشار إلى أن بعض الأطعمة التي يتم التعامل معها أو مناولتها بطرق غير سليمة تشتمل على مخاطر صحيّة منها التسمم الغذائي، ومن هذه الأطعمة الطعام النيىء، والأطعمة الجاهزة المعرّضة لدرجات حرارة لوقت طويل، واللحوم المطهية، والأطعمة الغنية بالبروتين على اختلاف أنواعها كما تشمل هذه الأطعمة اللحوم المطهية المبرّدة، والشوربات، ومنتجات الألبان غير المبسترة، والمايونيز، والآيس كريم المصنعة في المنزل وحتى الحمّص الجاهز للأكل، قد تكون جميعاً مصدراً للتسمم الغذائي. إذابة اللحوم المجمدة يشير جينيش جورج، مشرف النظافة الصحية للأطعمة في مؤسسة حمد الطبية، إلى الخطوات المهمة التي يجب مراعاتها للحيلولة دون تلوث الأطعمة، فقال: "إن من أهم قواعد السلامة الغذائية هي طهو الطعام بالقدر الذي سيتم استهلاكه في نفس اليوم، أما طهو الأطعمة لتقديمها في الحفلات اليوم التالي فهذا ما لا ينصح به لأن غالبية الناس لا تولي الكثير من الأهمية لعملية التخزين الصحيح للأطعمة المطهية، فعند تخزين الأطعمة في الثلاجة لا بد من مراعاة وضع الأطعمة المطهية في الرفوف العليا ووضع الأطعمة النيئة في الرفوف السفلى". وقال: غالباً ما يُهمل الناس اتباع الطرق السليمة في إذابة اللحوم المجمّدة، فبعض الناس يقومون بإذابة الدجاج المجمّد في حوض المطبخ وتعريضه للماء الجاري دون الانتباه إلى ارتفاع درجة حرارة الماء، وينبغي التأكد من أن درجة حرارة الماء المتدفق من الصنبور لا تتجاوز 50 درجة مئوية كما ينبغي الحرص على عدم نزع الغلاف عن الدجاج المجمّد وغيره من المنتجات؛ لأن بقاءها في الغلاف يحد من فرص تلوثها". وقال: "لتبريد الطعام الطازج دون تعريضه للحرارة العالية والملوثات ينصح بتقطيعه إلى قطع صغيرة ووضعها في وعاء ضحل، ثم إقفال الوعاء ووضعها في حوض المطبخ بعد وضع الثلج المجروش أو الماء المثلج تحتها وبذلك يتم تبريدها بسرعة دون تعريضها للمخاطر المذكورة". وأكد أن النظافة الشخصية لا تقتصر على غسل اليدين، فلا بد من تغطية الشعر بشكل جيد أثناء الطهي؛ لأن الشعر المتساقط في الأطعمة يلوثها، ومن الأمور التي ينبغي أخذها في الاعتبار الحرص على نظافة الأسطح والطاولات في المطبخ وعلى مكافحة الحشرات وخلو المطبخ تماماً منها.
مشاركة :