هرمونات الإجهاد توقظ الخلايا السرطانية النائمة

  • 12/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هلسنكي - أفادت دراسة فنلندية جديدة إن هرمونات الإجهاد قد تؤدي إلى إيقاظ الخلايا السرطانية النائمة وتتسبب بنمو الأورام مرة أخرى لدى المرضى الذين خضعوا لعلاج السرطان. وحذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية في تشخيص وعلاج الأورام الخبيثة، فإن العالم سيشهد زيادة عالمية بنسبة 60% في حالات السرطان على مدى العقدين المقبلين. ويعود الازدياد في الإصابات بالسرطان لأسباب عدة بينها النمو السكاني وارتفاع معدل أعمار السكان وتفاقم آفات تشكل عوامل خطر مثل التدخين والبدانة وقلة الحركة واعتماد أنظمة غذائية غير متوازنة. توقّعت المنظمة العالمية العريقة ازدياد حالات السرطان بنسبة 81% بحلول عام 2040 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بسبب عدم كفاية الموارد اللازمة للوقاية. وأشارت دراسات سابقة إلى أنه من "المرجح أن يصبح السرطان السبب الأكثر شيوعا للوفيات في العالم خلال بضعة عقود". واعتبرت انه لا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات على الصعيد الدولي لدى البالغين في مقتبل العمر، غير أن السرطان بات السبب الرئيسي للوفيات في البلدان الغنية. وفي البلدان الثرية، بات السرطان يقتل أشخاصا أكثر من أمراض القلب. وأجرى الباحثون في الدراسة الفنلندية الجديدة تجارب على الفئران، ووجدوا أنه بعد تعريضها لمواقف عصيبة ارتفعت مستويات هرمونات التوتر لديها، مما تسبب في إطلاق خلايا ينتجها الجهاز المناعي لبروتينات وجزيئات دهنية أعادت احياء الاورام الخبيثة.  ولدى حقن جزء من الفئران بحاصرات بيتا التجريبية، ظلت الخلايا السرطانية نائمة لديها رغم تعرضها للتوتر والإجهاد. كما قاموا بأخذ عينات الدم من مرضى تمكنوا من الشفاء من السرطان عبر عمليات جراحية ووجدوا ان الأشخاص الذين لديهم تركيزات أعلى من البروتينات والحزيئات الدهنية أكثر عرضة لعودة الورم بعد 33 شهراً من الجراحة. وقال الباحثون إن نتائج الدراسة الجديدة قد تفسر سبب عودة السرطان بعد فترة طويلة من علاجه بالعلاج الكيميائي أو العمليات الجراحية. ونصح الخبراء بإدارة الإجهاد بشكل سليم والتقليل منه ومحاولة الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية وعدم التفكير في المشاكل المادية والاجتماعية وطرد فكرة الاقتراب من دائرة الموت بسبب المرض. وحثوا المرضى وحتى الناجين منه على ممارسة انشطة مفيدة تعود عليهم بطاقة ايجابية. وقال الدكتور ديمتري غابريلوفيتش، وهو مؤلف الدراسة، إن الإجهاد يشكل عاملاً مهماً في تسهيل تكرار نمو الأورام السرطانية. واكتشف الباحثون أن استهداف هرمونات التوتر باستخدام حاصرات بيتا المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، والتي تُستخدم عادةً لعلاج ضربات القلب غير المنتظمة من المحتمل أن تساعد في منع عودة الأورام. واقترح خبراء تصنيف أدوية ميتوبرولول وبروبرانولول كعلاجات محتملة لمنع تكرار الاورام الخبيثة. ينشغل علماء في بريطانيا بإجراء تجارب على اختبار دم يمكنه اكتشاف أكثر من 50 نوعًا من السرطان في وقت مبكر قبل ظهور الأعراض على المرضى. واعلن الرئيس التنفيذي للخدمات الصحية البريطانية، سيمون ستيفنز، أنه سيتم تجريب اختبار "غريل" للكشف عن السرطان، على 165 ألف متطوع في منتصف عام 2021. وصدرت في السابق دراسات حول الأسرار الجينية للسرطان في إطار مشروع أعدّ بالتعاون مع 1300 باحث من العالم. ويهدف المشروع إلى فهم طبيعة الأورام السرطانية وكيفية مكافحتها وتطوير العلاجات والأدوية المناسبة لها، واستند هذا العمل إلى التسلسل الجيني لأكثر من 2600 ورم سرطاني ينتمي إلى 38 نوعاً من السرطان. وهناك الكثير من الدروس النظرية الممكن استخلاصها من الدراسات السابقة حيث انها تتيح تكوين معرفة أفضل بتحوّلات جينية تؤدّي إلى تكاثر الخلايا السرطانية، وتنتج عنها أنواع مختلفة من السرطان أو تنوّع في الأورام السرطانية من فرد إلى آخر. واعتبر علماء أن المعرفة المتراكمة حول أصل الأورام وتطورها تؤدي إلى إيجاد أدوات جديدة تسمح بالكشف عنها وإنتاج علاجات مناسبة لها تكون أكثر فعالية.

مشاركة :