سفور ثم طلاق في السوبر اللندني

  • 8/20/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قصة غريبة، ومن شدة غرابتها أصبح الجميع يتحدث عنها، حين لم يمنع الرجل سفر زوجته لغرض الدراسة وهذا واجبه وليس فضلا منه، لكنه لم يتقبل رؤيتها في مدرج الملعب أثناء حضورها مباراة الهلال والنصر لكأس السوبر السعودي، مما دفعه إلى تطليقها، ولا أظن أنها ستحدث مشكلة لو أن البث التلفزيوني للمباراة لم يشاهد في السعودية، فالذي اعتدناه أن الكثير من السعوديين يتصرفون بشكل طبيعي خارج الحدود. الذي حدث من هذه القصة يفسر كيف سقط القناع الوهمي الذي يفترض أن يراه الناس كوجه حقيقي للرجل وبشكل خاضع يتمثل في كل شروط القبول الاجتماعي بأخلاقه البائسة التي تزر الوازرة بوزر أخرى، وهو الخلق المصطنع الذي يكفل لهذا الرجل قدرا من الاحترام من قبل مجتمعه اللامتسامح، حيث تنص المعادلة على أن أي سلوك مخالف للمرأة يجعلها سافرة، وهذا يناط بشرفها وأخلاقها، ويجب على الرجل الممتثل لمجتمعه التخلي عنها في حال تلوثت سمعته بفعلها، وما كان الطلاق ناتجا إلا عن تبرير الوجاهة أمام المجتمع، حيث تساعده هذه الطريقة بالتجرد من فعل يصنفونه بالعيب ويلاحقونه به إن لم يفعل. بصرف النظر عن هذه المسألة التي لا يمكننا فهم تبريراتها بشكل دقيق كونها لا تخلو من الحيثيات الخاصة، ولكن بوجه عام نكتشف في كل مرة أنه لا يوجد أدنى التزام معنوي من الرجل تجاه المرأة، ويكون الوضع أكثر ترديا في حضرة المجتمع، فلا يمكن للنساء أن يطمعن بالوفاء من قبل أزواجهن في الوقت الذي يفرض فيه الرجال عليهن الطاعة المطلقة في جميع الآداب والتعاليم المحلية، وهذه القوة التي تتمتع بها مواقف الرجال تجد الدعم والتبرير في ظل نظام اجتماعي يمارس الإشراف على علاقات أفراده ويحرض الرجل على التحكم بحياة زوجته بدلا من دفعه إلى حبها، بل إنه يعيب عليه فكرة التعاطف معها أصلا. العامل السلبي الذي يثير عداء المجتمع يتمثل في قدرة المرأة على إحداث الفوضى حين تقرر أن تعيش حياتها بشكل مخالف للأساليب التي تفرضها الثقافة الاجتماعية، وأود أن أوصل رسالة إلى هذه الفتاة ومن هن على شاكلتها بأن لا تحزن على رجل يبيع حبها من أجل إرضاء مجتمعه ويسمح بتحويل زواجه إلى مساحة للصراع. وأخيرا، الحب بين الزوجين كأسلوب أساسي للارتباط يقع تحت وطأة مخاطر اجتماعية يفترض تجاوزها على كل من يطمح في تحقيق علاقة ناجحة وأكثر إنسانية.

مشاركة :