شهدت أسعار النفط تراجعا حادا خلال الفترة السابقة، وصلت إلى أدنى مستوى لها خلال ست سنوات ونصف، فتارة ينخفض النفط بسبب تخمة المعروض، وتارة أخرى بسبب رد فعل المستهلكين تجاه انخفاض الأسعار -وجاء تدريجياً-، وأخرى بسبب قرارات أوبك، إلا أن عاملا جديدا الآن جاء وزاد من التراجع ووصل بأسعار النفط إلى مستويات غير متوقعة. وقال الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان إن أسعار النفط ستبقى عند الـ40 دولارا، وان التراجع الأخير لأسعار النفط هو أدنى مستوى له منذ مارس 2009 وقت الأزمة المالية العالمية. وقال وفقاً لـ»ماركت وتش» إن انخفاض اسعار النفط كان يأتي غالباً بسبب تقليص المعروض سواء من أوبك أو من خارجها، واحياناً يأتي بسبب تراجع الدولار. وقال إن هناك عاملا جديدا عصف بهذا الاستقرار النسبي، الأمر الذي دفع أسعار النفط إلى مزيد من الانخفاض، ألا وهو تباطؤ الاقتصاد العالمي، وضعف الاقتصاد لدى البلدان ذات الاستهلاك الأكبر للطاقة مثل الصين والبرازيل وكذلك روسيا. واليوم، يمكن الاستدلال على مؤشرات تباطؤ الاقتصاد العالمي في كل مكان من تراجع تجارة التجزئة، إلى جانب التخفيض المفاجئ لقيمة اليوان الصيني. فالتأثير لا يقتصر على الأداء الاقتصادي وتحركات أسواق المال فحسب، لكن هناك مؤشرات منها: بطء النمو الاقتصادي العالمي، بعض الضغوط السياسية، إضافة إلى بعض التوترات الاجتماعية لدى بعض البلدان، وكلها تميل إلى تقييد استجابة السياسات المالية والاقتصادية.
مشاركة :