قبل 12 عاماًً طلب منها ابنها رعاية قطة صغيرة، أحضرها فجأة إلى المنزل، لكنها رفضت شأنها شأن الكثير من الأمهات اللاتي يرفضن دخول الحيوانات الأليفة إلى منازلهن، ولم تكن تتوقع أنها ستكون فيما بعد صاحبة أكبر ملجأ للقطط في بلادها. العمانية مريم البلوشي، تعيش حالياً مع نحو 480 قطة، من أنواع وسلالات متعددة، فضلاً عن 12 كلباً، أنقذتها من ظروف قاسية، وجلبتها من الشارع بعد أن كادت تنفق، إضافة إلى أخرى وجدتها تقف أمام باب منزلها، ولا تعرف من تركها، في مشهد يتكرر بشكل يومي، وتقدم لها الطعام، والدواء. تتذكر البلوشي بداية قصتها الغريبة التي بدأت في عام 2008 عندما وجدت ابنها يطلب منها رعاية قطته الصغيرة، وبعد رفض تام، بدأت تعتاد على ملمسها بين يديها، تقترب منها تمسح على رأسها، تنظفها بنفسها، ومن هنا كانت البداية، ولهذه القطة الفضل في تحول شخصيتها. كبرت القطة الصغيرة وأنجبت الكثير من القطط، وأصبحت مريم تحب الاعتناء بالقطط، وأعطتها من الحب والوفاء ما لم تجده في تعاملاتها مع البشر، وبدأت القطط تزداد من حولها، حتى وجدت نفسها بعد ستة أعوام تضطر لشراء منزل أكبر يسع كل حيواناتها المدللة. تقول مريم لـ «الاتحاد الأسبوعي»: إن الحيوانات وخاصة الكلاب والقطط وفرت لها عالماً جديداً مليئاً بالسعادة والحب، وتشاركها الطعام وأوقات اللعب كالأطفال، حتى إنها تخلت عن كل وسائل الترفيه الأخرى، ومن بينها التلفاز. أكثر من 500 حيوان أليف تعيش معاً ليست مهمة سهلة وتحتاج للكثير من المتابعة مع الأطباء البيطريين، وتوفير كميات كبيرة من الطعام بصورة يومية، وهذا ما يجعل السيدة العمانية تنفق ما يقرب من 7800 دولار شهريًا على أصدقائها. ولم يعد حب القطط والاعتناء بالحيوانات الأليفة صفة تعرفها عائلة مريم فقط، وإنما تجاوزت شهرتها حدود الأصدقاء والمقربين، وأصبح الجميع في العاصمة العمانية مسقط يتحدث عن السيدة التي تهتم بالحيوانات، وبلغ الأمر مسامع الطلبة الوافدين. وعندما يلجأ الطلاب للسفر إلى الخارج، أو العودة إلى بلادهم ولا يجدون من يهتم بحيواناتهم الأليفة، يأتون إلى منزل مريم ويتركون القطط والكلاب أمام المنزل، ثم يذهبون في طريقهم.
مشاركة :