مقتل 8 جنود وهجوم على قصر باسطنبول مع تصاعد الاضطرابات بتركيا

  • 8/20/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فتح مسلحون النار على عناصر من الشرطة التركية أمام قصر في اسطنبول أمس الأربعاء بينما قتل ثمانية جنود في تفجير في جنوب شرق تركيا ما زاد من حدة الأزمة التي تواجهها البلاد في الوقت الذي يواجه فيه القادة السياسيون صعوبات لتشكيل حكومة جديدة. وقال مكتب حاكم اسطنبول إن عضوين في «جماعة إرهابية» مسلحين بقنابل يدوية وبندقية آلية اعتقلا بعد أن هاجما قصر دولما بهجة الذي يقبل عليه السائحون وبه مكتب رئيس الوزراء في المدينة، إذ لم ترد أي تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال الجيش التركي إن مسلحين من حزب العمال الكردستاني قتلوا ثمانية جنود بقنبلة مزروعة على الطريق في إقليم سيرت بجنوب شرق البلاد، وهو ما يزيد من احتدام الصراع هناك بعد أن انهار الشهر الماضي وقف لإطلاق النار دام عامين.مقتل 8 جنود في الجنوب وشاب في اشتباكات باسطنبولتركيا تواجه هجمات جديدة وتستعد لانتخابات مبكرة اسطنبول - أ ف ب شهدت تركيا أمس الأربعاء (19 أغسطس/ آب 2015) هجمات جديدة وقعت في قلب اسطنبول وفي جنوب شرق البلاد، حيث تكبد الجيش خسائر جسيمة، فيما تستعد وسط تصاعد العنف للعودة إلى صناديق الاقتراع. وأعلن الجيش التركي أن ثمانية جنود أتراك قتلوا أمس (الأربعاء) في تفجير عبوة عن بعد لدى مرور دورية في منطقة ريفية في منطقة برفاري، في محافظة سيرت (جنوب شرق). والهجوم الذي نسب إلى حزب العمال الكردستاني هو الأكثر دموية ضد الجيش التركي منذ شنه هجوماً واسعاً «ضد الإرهاب» الشهر الماضي. في وقت سابق أمس، سمع إطلاق نار ودوي انفجار قنبلة أمام قصر دولمه بتشه في منطقة سياحية في اسطنبول. وأعلن مكتب محافظ اسطنبول في بيان أن المهاجمين الاثنين كانا مزودين بـ «قنابل يدوية ورشاش وسلاح ناري وذخيرة» وتم توقيفهما. وأفادت شبكة التلفزيون الإخبارية «إن تي في» أن المنفذين أوقفا على بعد شوارع من القصر، قرب القنصلية الألمانية. وأعلنت وكالة «الأناضول» عن إصابة شرطي بجروح طفيفة في الهجوم الذي نسب إلى المجموعة اليسارية المتطرفة «جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري». وأفاد مراسل «فرانس برس» أن قسماً من القصر الذي لا يبعد عن ساحة تقسيم الشهيرة كان مغلقاً أمام الجمهور مساء أمس. يذكر أن القصر يضم مكاتب رئاسة الوزراء. وقتل شاب تركي يبلغ من العمر 17 عاماً خلال مواجهات بين الشرطة ومجموعة من نحو 20 شخصاً تابعة لحزب العمال الكردستاني كانت تتظاهر من دون ترخيص في منطقة اسنلر في اسطنبول وفتحت النار على الشرطة، بحسب ما أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية. كما أقامت تركيا أمس جنازات لثلاثة من جنودها قتلوا في اشتباكات مع المتمردين الأكراد بالأمس، بينما عززت السلطات خطواتها الأمنية والعسكرية في جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية. كما انتقد وزير الطاقة التركي تانر يلدز بشدة عمليات «التخريب» وأعمال العنف التي يقوم بها المتمردون الأكراد ضد منشآت حيوية في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية، ما حرم في الأيام الأخيرة مدناً بكاملها من التيار الكهربائي. وتأتي هذه الأحداث بعد أكثر من أسبوع على سلسلة هجمات استهدفت اسطنبول ومدن شمال شرق البلاد أدت إلى مقتل ستة عناصر من قوى الأمن التركية. وقد تبنت جماعة يسارية متشددة هجوماً استهدف القنصلية الأميركية فيما تبنى حزب العمال الكردستاني هجوماً على مركز شرطة في سلطان بيلي (الجهة الآسيوية من اسطنبول). وتعيش البلاد على وقع أعمل عنف يومية تثير التوتر منذ اعتداء انتحاري في سوروتش جنوب تركيا أوقع 33 قتيلاً ونسب إلى تنظيم «داعش». وأعلنت تركيا في أعقابه في 24 يوليو/ تموز «الحرب على الإرهاب» ضد التنظيم المتشدد والتمرد الكردي، لكنها استهدفت بشكل أساسي المتمردين الأكراد الذين ردوا بوقف الهدنة السارية مع أنقرة منذ 2013. وتشهد البلاد إلى جانب المشاكل الأمنية انعدام استقرار سياسي. فقد أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أمس، أن تركيا «تتجه بسرعة» نحو انتخابات مبكرة إثر فشل المشاورات السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التشريعية في يونيو/ حزيران. وقال أردوغان خلال لقاء في قصره مع نواب محليين نقل التلفزيون وقائعه: «إننا نتجه بسرعة مرة أخرى نحو إجراء انتخابات». وأكد أن الحل الوحيد للمأزق السياسي الحالي هو اللجوء إلى «إرادة الشعب». وتأتي تصريحات أردوغان غداة لقائه رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي أبلغه رسمياً بأنه لا يستطيع تشكيل ائتلاف حكومي عقب محادثاته مع المعارضة. ويرى محللون أن الرئيس يريد انتخابات جديدة على أمل استرجاع حزبه الأكثرية كي يشكل حكومة منفرداً. فقد تلقى الحزب الإسلامي المحافظ الحاكم منذ 2002 ضربة قاسية في انتخابات يونيو التشريعية أجبرته على التفاوض مع القوى السياسية الأخرى لتشكيل حكومة ائتلاف. ولا يخفي أردوغان، الذي كان رئيس وزراء بين 2003 و2014 قبل توليه الرئاسة في أول اقتراع عام مباشر في البلاد، طموحاته المتمثلة في تعديل الدستور لتوسيع صلاحيات الرئاسة. ووسط هذه الأجواء المتوترة، واصلت العملة التركية انهيارها مقابل الدولار واليورو وبلغت مستويات قياسية جديدة. وتم تداولها بعد ظهر أمس بـ2,93 ليرة مقابل الدولار و3,23 مقابل اليورو، في تراجع بنسبة 1,2 في المئة تقريباً في يوم واحد.

مشاركة :