ثمن الشباب والفتيات التوجه الذي أشار إليه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة إلى محافظي ومحافظات المنطقة بعقد لقاء عاجل بشيوخ القبائل لإعداد وثيقة لمعالجة ارتفاع المهور والحد من الإسراف في مناسبات الزواج وقد نصت البرقية التي وجهها أمير منطقة مكة المكرمة للمحافظين على أنه عطفا على ما لوحظ في الآونة الأخيرة من غلاء في المهور عند بعض الأسر ما أسهم في ارتفاع معدلات العنوسة وقد حدد سموه مهر العروس بالبكر بـ50 ألف ريال و30 ألف ريال للثيب. وشكروا هذا الاهتمام من الفيصل مشيرين إلى أن هذا الأمر يترجم جهود سموه بفئة الشباب راجين ومؤملين في نفس الوقت من المجتمع أن يدعموا هذا التوجه بكل جوانبه على أن لا يقتصر ذلك في تقليل وتحديد المهور بل التسهيل في المتطلبات التي تطال جوانب الأعراس وتبعات ليالي الأفراح. يقول عبدالعزيز سبحي إن قرار تحديد المهور الذي أقره سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة يعد نصرا بالنسبة لي حيث بسبب هذا الغلاء تحديدا قمت بفسخ خطبتي من إحدى الفتيات حيث بعد أن تم تحديد المهر بنحو ٣٥ ألف ريال طالب ولي أمر الفتاة بزيادة المهر بسبب الغلاء المعيشي مما اضطرني الى فسخ خطبتي بالرغم من انسجامي الكامل مع عروسي التي بدأت معي بالتخطيط للمستقبل. وأشار مصطفى شبانة إلى أن هذا القرار يشير إلى تلمس القيادة لهموم أبنائها الشباب وأنه سعيد جدا بذلك، وقال إن المعضلات التي واجهت أصدقائي أثناء تقدمهم للزواج هي السبب وراء عزوفي عنه وأشار أيضا إلى أن مشكلة المغالاة في المهور والاتجار بالفتاة له سلبيات كبيرة على المجتمع والدليل ازدياد نسبة العنوسة والزيادة في طلبات تصاريح الزواج الخارجية. ويقول حسن الوافي إن ارتفاع المهور ليست المشكلة الوحيدة التي تفشل الزواج وإنما هناك عادات وتقاليد اجتماعية حميدة قام باستغلالها اصحاب النفوس الضعيفة وتحويلها الى تجارة وعلى سبيل المثال لا الحصر يقوم العريس بتقديم عربة مليئة بالعطور والهدايا بتكلفة مرتفعة. وبذلك فإن مشكلة زواج الشباب هي مشكلة اجتماعية لابد أن يتكاتف المجتمع بأكمله لحلها وتمكين الشباب من الزواج. وشاركه الرأي محمد مدخلي الذي قال إن المشكلة ليست غلاء المهور فقط ولكن هناك الكثير والكثير من المشكلات التي تعيق الشباب عن الزواج الغلاء المعيشي غلاء السكن المبالغ فيه ايضا المغالاة في صالات الافراح التي تصل الى مائة ألف لابد أن تحدد أيضا فهناك صالات تستحق وأخرى لا تقدم الخدمة المطلوبة وتطالب بأسعار خيالية. لذا يجب على المجتمع تبني هذه الخطوة التي قام بها سمو الأمير خالد الفيصل والعمل على مساعدة الشباب بتقديم أسعار معقولة. وذكرت المستشار الأسري نوال عثمان الزهراني أن إعداد مثل هذه الوثيقة خطوة جيدة وإن كنا نحتاج للعمل أكثر على تنمية الفكر اﻻجتماعي ورفع سقف الوعي فيه على وجه العموم ووعي المرأة على وجه الخصوص لأن الفكر اﻻجتماعي المتمثل في العادات والتقاليد يمارس هيمنة وسيطرة على المجتمع. فالمهر ما هو إﻻ رمز والزواج رباط قائم على المودة والرحمة والسكن وليس للاعتبارات المادية أي تبرير فيما نسمع عنه من أرقام. وذكرت نوف عبدالعزيز أن قرار الفيصل موفق إلا أن هذا القرار لا يحد من انتشار العنوسة وهناك أسباب مازال يجهلها المجتمع ومن أهمها البطالة وتزايد عدد الإناث ولجوء الشباب للزواج من الخارج. بينما ذكرت الشابة ندى شايف أن العنوسة باتت منتشرة لعدة أسباب ولاشك أن غلاء المهور سبب مهم في انتشارها، وقرار الفيصل صائب إلا أن هناك قلة وعي المجتمع بمحاربة العنوسة والتوعية المستمرة لمحاربتها من خلال حث الشباب على الزواج وبأيسر الأمور. و تأمل هيفاء الفقيه بأن تحل مشكلة العنوسة في السعودية من خلال مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل منوهة بأن هذه المشكلة تظهر بشكل جلي في المجتمعات القبلية عن المجتمعات المدنية التي بها تنوع عرقي وثقافي وعادات مختلفة، مؤكدة بأن هذا التوجه سوف يساهم بفاعلية في انخفاض معدلات عنوسة النساء والرجال وبالتالي تتلاشى السلبيات التابعة لها. فيما ذكرت جواهر عبدالله أن هذا التوجيه سيساهم في تشجيع الشباب بالإقبال على الزواج وخفض معدلات العنوسة، مطالبة أفراد المجتمع بالتعاون مع الراغبين بالزواج بالتسهيل عليهم والتخلي عن المظاهر والإسراف والتبذير الذي يتم صرفها على حفلات الخطوبة والزواج وتأسيس منزل الزوجية، وقصور الاحتفال، بذلك نضمن زواجات ميسورة الحال، وتناسب كل طبقات المجتمع. وترى فاطمة المكرمي أن المشكلة لا تقتصر على تحديد سقف المهور مبينة أن هناك بعض العادات التي لا يزال يعمل بها في الزواج وهي من الأمور التي تشكل عبئا باهضا على العريس ويؤمل التخلص منها على الرغم من التغيير الاجتماعي الطارئ على المجتمع والتوجه الجاد لتيسير الزواج بجهود حثيثة من بعض المهتمين بذلك في المجتمع. وتقول إحسان الهوساوي إن كثيرا من الذين يصرون على البذخ والإسراف في حفلات الزواجات وغلاء المهور يفعلون ذلك من باب المباهاة والتفاخر، ونيل رضا الناس حتى يكونوا حديثا لمجتمعهم، والأدهى من ذلك أن قصص المغالاة والإفراط في عادات وتكاليف الزواج هي بين متوسطي الحال أكثر من الأغنياء. وتشير نهلة السليماني إلى أن قرار أمير المنطقة سوف يساهم كثيرا فيظاهرة المهور المرتفعة ومطالبة بأن يتم تحديد قيمة قصور الأفراح وحل أزمة ارتفاع قيمة الايجارات السكنية بالاضافة الى انشاء جمعيات تجارية حكومية أو أهلية توفر هذه الخدمة للعرسان.
مشاركة :