من تكونين ..؟…..الكاتبة الصحفية / بقلم : فاطمة روزي

  • 12/6/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ابتسم كلما سألوني كم تبلغين من العمر ..؟ ليس لي عمراً محدداً، فأنا لستُ إلا كالفصول الأربعة بطقوسها الهانئة، وأمنياتها المحلقة الحالمة، وعام يتلوه عام وما زلتُ في وسط الزحام هادئة، أتوقف كل مرة عند محطة الذات لأتزود رماحاً من ياقوت العزيمة، دروعاً بلأليء الطموح، سيوفاً مسلولة بزمرد الصبر ، وحصوناً من زبرجد القوة، لأبقى أنثى يانعة في مدها وجزرها، ونجمة تشعل الدنيا في فلك كواكب الأرواح، فيسألوني من تكونين ..؟ طفلة مدللة كالعصافير أحلق وأطير ، كالبلابل أشدوا بأجمل أنغام الأثير ، حينما أبقى تحت جناح والدي الجليل، فيغدق عليّ بينابيع العطف الذي ليس له مثيل، وترعاني أمي بدفئها المثير ، تقبلني ليشرق بداخلي فرح الأثيل في رحيب الجنان الكبير ما أجملني عندما تمر الشهور والسنين أنضج كحبات لؤلؤ منثورة على الجيد، أرتوي بعطر الصبا الجذاب، وأترعرع في نعيم خلاب، تمتلئ روحي بهمسات الشعور الغانية، تعزفها سيمفونية احاسيس متقدة، لأرفرف كالفراشات دون ميعاد، فلا أصفاد تقيدني، ولا غُبْسة تفزعني وما أروعني كالجبال الراسيات لا يهزني ريح الخوالي، لن يقتلع أنوثتي جور الإنسان، كالعاصفة الهوجاء إذا قست بي سلسلة الأيام، في الشدائد كالفارس المغوار أجوب الميادين أحارب بشكيمة، أتغير بظروف قلائد الزمان، فأرتدي ما يناسبني في كل مكان، كاللبوة في الدفاع عن نفسي، وحين تمطر محاجري تترك أخاديداً في حنظل الدهور ، أترك كل شيء في طي النسيان ، لأتجدد دوماً عبر أثير الوقت كل ما آن الأوان سأعزف لحناً عذباً في صباحي ومسائي، لتبقى سحاب الأمنيات حاضري وغدي الآتي، أستمد منها نبض ترياق الأمل الوليد، لتشاكس نجوم عمري، يكتسيني غيم مضيء بطلاسم بارقة، حينها سأصنع قهقهات تصل لعنان السماء بشهقات طربٍ مخملية، تحكي ابتسامتي قصة هدوء أقداري، فأصبح واحة غناء من جنون الطيب في دهشة الزمن العجيب نبضة سأبقى كالنبع الصافي والقدر الجميل .. وللقلب بلسم شافي ليس لي مثيل   كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :