من كل بحر قطرة….. الكاتبة الصحفية / فاطمة روزي

  • 12/24/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نقطة وإن طالت سلسلة الأوجاع، سأجعلها نقطة في آخر قصتي، ولن أسمح لبقعة الصفعات تفسد صفحات حياتي وتطمس مهجتي، هنا فقط لن أعارض أحفاد ذكرياتي الرميمة بالمغادرة، فولادة نبض جديد كمعاقرة كأس نبيذٍ بنشوة السعادة المدرارة، فقد نسجتُ من أوردة مضغتي ربيع الأشواق الغناءة، تدثرها أثير الدعوات على أرصفة مروج الأمنيات المرفرفة الأماكن أحببتك حباً أزلياً لا يُحكى لا يُكتب ولا يُقرأ، فأنت قراري بلا قيود، قدري المحتوم، واختياري بلا أزمنة حتى لا تُنكث الوعود، فقد أصبحتْ مساحة قلبي تحتويك أكثر ممَّا تسكن الأماكن، لأنني نظرتُ إليك فغرقتُ في تفاصيلك منذ أول كلمة نطقتها شفاهك، وأول ابتسامة رأيتها على محياك، فأيقنتُ أننا على وشك الحياة، ليبقى على جيدي قلادة تروي قصة غرامك الثملة، لحن عنفوان حبك المتقدة، ومزامير عشقك الذائبة، ففي دستور حبنا، من أحيا روحاً بعد موتها فهو مِلكٌ له خالداً تالداً لا يُنزع منه أبداً النهاية الحياة شجرة فيها خليط من الدروس والتجارب الممتعة والمتعبة، فقد بترتُ ثمار الإخفاق العطبة، ودفنتُ ما كان ذابلاً منها، لأنه نشأ في وحل الإنهزام وارتوى بماء الخذلان، فبقى مذاقه علقماً يدمى العيون، ويسحق القلوب، فبقدر ألحان الألم إلا أنه أصبح لدي دروع القوة، لأنني خلقتُ من رحم الوصب بدايات خلاّقة، لأتراقص في حقولها الندية على أنغام الطموح الماطرة، بدندنات الإرادة الساحرة، لتتدلى منها ثمار النجاح المخملية بطعم سائغ، فليست كل نهاية هي النهاية، بل هي الخطوات الأولى للقمة والعلياء ولحياة هانئة واعظاً البشر في سباتٍ عميق، قلوبٌ قاسية، وعقولٌ عاصية، ومشاعر جامدة، وأحاسيس متبلدة، ألم يَأْن لهم أن يستيقظوا من بساتين غفلتهم، وأن ينهضوا من برجهم العاجي ..؟! فكل يومٍ نسمع شخص مات، وأسرة ماتت، وما زال هادم اللذّات يتخطف الناس، فحين يأتي يومٌ يفقدون العزيز تلو العزيز ، القريب، والحبيب حينها قد يستيقظون مما هم فيه، ولكن من بعد ماذا ..؟ من بعد رحيل كل غالي ..؟ فلا ينفع رعد الأصوات، ولا ديمة النحيب، فـَ “كفى بالموتِ واعظاً” تأملوها جيداً، وتدبروا ما بين ثناياها، وخفايا سطورها همسة دمتم بسعادة عامرة .. وصحة وعافية غامرة   كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :