ابتسام منصور العمرو، كاتبة وقاصة سعودية، تكتب بروية، وتقرأ للمعرفة، عملت في مجال الصحافة فتألقت، كتبت للرواية فأبدعت، كما أن لها حضوراً مشرفاً أدبياً واجتماعياً، ومؤلفات رائعة في مجال القصة والرواية والرسائل.. لما تمتلكه من قلم مميز، وفكر متدفق بجمال الحرف في مسار الأدب الثقافة والمعرفة. وفي حوارها لـ «الرياض» تحدثت عن الحركة الثقافية، وإصداراتها الأدبية، وما واجهها من صعوبات وتحديات خلال مسيرتها الأدبية الحافلة بالعطاء والنجاح. حدثينا عن مسيرتك الأدبية والثقافية؟ بدأت خطواتي الأولى في الكتابة والتأليف في عمر العاشرة، كانت مجرد هواية تحولت إلى شغف كبير وحب وذلك بسبب دعم والدي ووالدتي المستمر، كانت بداية مشاركاتي في مادة التعبير مقالة تحدثت فيها عن الإرهاب، وكانت الانطلاقة الفعلية بعد ما استشفيت انبهار المدرسة بكلماتي استمررت في الكتابة والتعبير رغم قلّة القارئين ولكن كان شغفا أحببت ممارسته كثيراً واستمتع به. ما أبرز التحديات التي واجهتك فترة تأليف رواية «كل مشروبات منتصف الليل قاتلة»؟ البحث عن دار النشر وطريقة الاتفاق معها للوهلة الأولى كان الأمر شبه مستحيل الأغلبية يرون أن إصدار كتاب هو أمر صعب ومجهد لكن وبحمد الله وتوفيقه استطعت التوصل لدار نشر وكانت الخطوة الأولى لي، بعدها تعرفت على عالم النشر وأدركت مدى سهولة الأمر ومدى تطور الثقافة الكتابية لدينا واهتمام الجهات المسؤولة بالكُتاب سهل هذا الأمر عليّ كثيراً فإصدار كتاب «تُبراك» لم يكن بصعوبة روايتي الأولى بل إنه كان أمراً ميسراً، واستطعت بعد فضل الله إصداره وتأليفه وتسويقه من دون الحاجة لدار نشر. ما أهم الأسس الإبداعية لكاتب الرواية، وهل لديك طقوس معينة لحظة الكتابة والفكرة؟ بالنسبة لي الكتابة كانت وما زالت موهبة وشغفا لم أدرسه ولم أتعلم أسسه وما زلت أجهله، ولكن هو عالم إبداعي يعتمد بشكل كامل على شخصية الكاتب من وجهة نظري وعالم يصعب تصنيفه أو وصفه وتلخيصه.. بالنسبة للطقوس نعم فأنا كثيراً ما أميل لوصف واقعة أو أحداث بشكل خاطرة قد لا تكون تلامس واقعي وإنما أصف بها حوادث مختلفة من حولي أحب أن أنعزل قليلاً أثناء الكتابة مع الهدوء التام، وأفضل إنهاء المقالة بنفس اليوم دون الرجوع لها. ما تقييمك للساحة الأدبية بشكل عام والنسائية خاصة؟ للأسف بالنسبة لي أرى أن الأغلبية يميلون لكتاب معينين خلقوا لهم طابعا خاصا بهم وما زالوا مؤثرين بشكل كبير لذلك يصعب قليلاً سطوع الكُتاب الجدد في الساحة وهذا الأمر منهك قليلاً.. أما بالنسبة للساحة النسائية فهي مبشرة وجيّدة وظهور عدّة كاتبات في الساحة هذا شيء مفرح ويتماشى مع رؤية المملكة 2030، والتوجه الجديد، وخلق فرص للنساء وفتح المجال لهن، وكأن العالم العربي يقول أنتن هُنا من حقكن الحديث والتعبير والإنجاز، فالمرأة عنصر فعال في كل المجالات وهاهن اليوم يثبتن مدى قدرتهن على السطوع والنجاح بجدارة. ماذا ينقص المرأة الكاتبة بنظرك وتتمنين أن تُحققه ضمن رؤية 2030؟ أستطيع القول إنه خلال السنة الأخيرة تغيرت كثير من الأمور، وتطورت المنظومة الثقافية بشكل كبير، كما أن ثقافة المجتمع واتجاه الكُتاب أصبحا أكثر حضارة وتقديرا. برأيك ما أهمية الرواية وإسهاماتها في الحراك الثقافي؟ الرواية لها مجالات مختلفة قادرة على إيصال طابع معين خلال سيناريو مشوق قادرة على نقل القارئ من واقع إلى واقع آخر وكأنها تغوص في فكر القارئ لتعيد تهيئة أفكاره وثقافاته بطريقه غير مباشرة، حيث إن القصص تجذبهم وقادرة على ترك تأثيرها القوي لدى مختلف الأعمار.نتاجك الأدبي الثاني حمل عنوان: «تبراك» ما سر الاسم؟ وما الهدف من تأليفه؟ الاسم مفردة تعني الأرض، واستقصدت تسميته بشكل لافت وغريب لجذب أكبر عدد ممكن من القراء؛ لأن محتوى الكتاب رسائل وطنية بحته أهديها للوطن الغالي. هل الحروف تكتبك أم تكتبينها؟ في الغالب هي تكتبني فأنا لا استغرق وقتاً في تصفيفها أو ترتيب مفرداتها وأحياناً لا أعلم ما محتواها بمجرّد أن ينسال الحرف الأول منّي.. هي تجذب بعضها وكأنها لؤلؤ انفرط فأدرك بعد مضي الوقت أنني كتبت مقالة كاملة دون أن تستوقفني عبارة أو تأخذ بي مفردة وأعيد قراءتها ملياً وكأنني أقرؤها للمرة الأولى. هل أصبحت الرواية ذات قيمة أقل؟ أم أن هذا العصر هو عصر الرواية؟ لا أستطيع الجزم لأن الآراء والأذواق تختلف.. لكن أستطيع القول إنها ضعفت قليلاً، وإن الأغلب أصبحوا يلتفتون للرسائل القصيرة أو الكلمات المنغمة أو القصص القصيرة. أنتِ تكتبين الرواية وتمارسين الكتابة، أيهما أقرب إليك؟ الكتابة بالنسبة لي متنفس عن الغضب، وساحة لوصف الفرح، ولوحة فنيّة لنقل المشاعر، وحضن دافئ لحزني واكتئابي وقت المصائب. ما الانتقادات التي واجهتها روايتك؟ ضعف التناسق الأدبي لربما لأنني ذكرت كثيراً أنني لم أدرس أسس الكتابة وإنما هي شغف وموهبة أحببتها، ومنصة أرسل فيها مبادئ، وأصف مشاعري أو مشاعر الحوادث من حولي، البعض انتقد صغر حجم الرواية وبالنسبة للبعض كانت ميزة. كما أنني أطمح للنقد، ولا أستطيع الجزم بأنني أخذت قدري من النقد لأنه بالنهاية اختلاف الرأي يبني نجاح العمل القادم. ما الجديد لديك؟ توقفت قليلا عن الأعمال الأدبية، ولكنني ما زلت مستمرة في الكتابة، ولكن النظرة اختلفت قليلاً، حيث إنني أرى أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي أصبح كبيراً جداً، لذلك أصبحت أتوجه لنشر المقالات الأدبية بشكل صوتي لإيصال الحس الأدبي والمعنى الحقيقي للمفردات فأحيانا القراءة تضعف الرسالة الهادفة والبعض يصعب عليه فهمها، وتوقفي نظراً لانشغالي في العمل المهني، فالكتابة لطالما كانت شغفا وهواية ولكن عملي كمحللة كيميائية يجعل وقتي قصيراً. من توقيع كتاب «تبراك» غلاف الرواية غلاف كتاب «تبراك»
مشاركة :