سيول - رويترز، أ ف ب - قصفت كوريا الشمالية أمس، جارتها الجنوبية، بعد توترات، نتيجة وجود مكبّر صوت على الحدود يطلق دعاية مضادة لبيونغ يانغ في الأيام القليلة الماضية. ونقلت وكالة «كي بي إس» الحكومية عن مسؤول في الجيش الكوري الجنوبي أن «جيش الشمال فتح النار في نحو الساعة الرابعة عصراً على الجبهة الغربية». وكشفت السلطات الكورية الجنوبية ان بيونغ يانغ هددت بتنفيذ عمليات عسكرية ضد جارتها الجنوبية في حال لم توقف ما اسمته بـ «الحرب النفسية» على طول الحدود. وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان انها تسلمت رسالة تحذيرية من دائرة الأركان العامة الكورية الشمالية مباشرة، بعد اطلاق الاخيرة قذيفة باتجاه مكبرات صوت عسكرية كورية جنوبية، تبث عبرها منشورات دعائية مضادة على طول الحدود. واضاف البيان ان «الجانب الشمالي هدد ببدء العمل العسكري اذا ما لم يوقف الجنوب بث المنشورات النفسية المعادية لبيونغ يانغ ويزيل جميع تجهيزات البث في غضون 48 ساعة». بدورها، أطلقت كوريا الجنوبية عشرات القذائف، رداً على هجوم بيونغ يانغ. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع: «لقد قمنا بهجوم مضاد مع إطلاق عشرات القذائف من عيار 155 ملم»، مردفاً: «كثّف جيشنا المراقبة، ويراقب عن كثب التحرّكات العسكرية الكورية الشمالية». وبدأ التصعيد بعد أن اتهمت كوريا الجنوبية كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، بالوقوف خلف انفجار ثلاثة ألغام على الجانب الكوري الجنوبي، من المنطقة منزوعة السلاح، أصيب على اثره جنديان جنوبيان. وكردّ فعل، قامت كوريا الجنوبية بإعادة بث منشورات دعائية على طول خط الحدود كانت قد اوقفتها عام 2004 بعد التوصل إلى اتفاق مع الشمال بهذا الشأن.في غضون ذلك، أظهرت صور التقطت بواسطة الاقمار الاصطناعية أمس، أن زعيم كوريا الشمالية كيم جون أون، العاشق للطيران، أنشأ سلسلة مدارج بأطوال تكفي لهبوط طائرات خاصة خفيفة بجوار بعض قصوره. وبحسب الصور التي تعرّف عليها كورتيس ميلفين من المعهد الأميركي - الكوري في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن، فإن إنشاء مدارج هبوط خاصة لكيم بدأ في 2014 وبعضها اكتمل الشهر الماضي. وتابع ميلفين:«تقع هذه المدارج قرب مجمّعات عائلة كيم -احيانا داخل المحيط الامني - والى جوار محطات قطارات خاصة، كان كيم جونغ إيل يستخدمها». واشتهر والد الزعيم الشاب بالخوف من الطيران، وكان يسافر إلى اي مكان في قطار مصفّح، بما في ذلك زياراته الرسمية إلى الصين وروسيا. لكن ابنه كيم أظهر اهتماماً بالطيران خلال السنوات الثلاث التي مضت، منذ ان تولّى حكم الدولة الفقيرة التي تعيش في عزلة. وأظهر التلفزيون الرسمي كيم وهو يقود طائرات، منها طائرة صغيرة بمحرك واحد، جرى تصنيعها في كوريا الشمالية. وظهر في لقطات اخرى وهو جالس في قمرة مقاتلة حربية. واظهرت صور عرضت في حفل رسمي اقيم في ابريل من العام الماضي، كيم وهو صبي صغير، يرتدي زي سلاح الجو الكوري الشمالي، ويؤدي التحية العسكرية. ومنذ توليه السلطة في اواخر 2011 استضاف كيم «مسابقتين للطيران» تنافس فيهما طيارون كوريون شماليون. وبالاضافة الى ألقاب متعددة، يحمل كيم رسمياً رتبة مارشال في الجيش الكوري الشمالي. وأحد المدارج الخمسة الجديدة - الكائن في جوار قصر خاص في مدينة ونسان الساحلية الشرقية - شُيّد على مهبط لطائرات هليكوبتر حيث استقبل كيم لاعب كرة السلة الاميركي دينيس رودمان في سبتمبر 2013. وفي فبراير الماضي، نشرت وسائل إعلام رسمية صورا لكيم وهو يتفقّد اعمالاً انشائية في بيونغ يانغ من نافذة طائرته الخاصة. وبعد ان تفقّد مصنعاً لتصنيع الطائرات الخفيفة في ابريل الماضي، قام كيم «شخصياً بإجراء تجربة» للإقلاع والهبوط. ونقلت وسائل إعلام رسمية عنه قوله «يجب عليّ أن أجرّب الطائرة لأنها من إنتاج طبقتنا العاملة».
مشاركة :