تمكن الطبيب الفلسطيني الشاب من سكان غزة محمد نظيم أبوريان زيارة، من جمع 20 الف دولار عن طريق الإنترنت، في حملة لجمع المال هدفها تحقيق طموحه المتمثل في إكمال دراسته في ألمانيا، ليصبح جراحاً ويتمكن من انقاذ حياة الكثير من أبناء بلده، الذي مزقته الحرب. وكان أحد أصدقائه قد أبلغه بفكرة جمع المال عبر الإنترنت. وتخرج زيارة من كلية الطب في جامعة الأزهر في غزة هذا العام. وهو يأمل الآن أن يتلقى تدريبات الجراحة في جامعة لايبزيغ في ألمانيا. وقال زيارة إن العديد من خريجي كليات الطب في غزة، يفضلون إجراء الدراسات العليا في الجامعات الألمانية، لأن تعاملها أكثر إيجابية مع الطلبة الأجانب من جامعات الدول الأخرى. وكان زيارة في الـ17 من عمره، عندما قرر أن يكون طبيباً عام 2008 خلال الحرب الاسرائيلية على غزة، وقال زيارة في مقابلة مع صحيفة توداي زمان شاهدت الكثير من المعاناة التي تعرض لها شعبي، وأدركت مدى حاجة غزة إلى الأطباء والجراحين. وولد زيارة في الانتفاضة الثانية، وهو يتذكر طفولته في منزل بجانب ثكنات الجيش الاسرائيلي، وقال لم يكن يسمح لي باللعب خارج المنزل حتى أصبح عمري أكثر من خمس سنوات، وكان قد فقد أحد أبناء عمومته وثلاثة من أبناء صفه في المدرسة. وقال إن التحدي الأكبر الذي كان يواجهه انقطاع التيار الكهربائي، فقد كان يدرس في العديد من الليالي على مصابيح تعمل بالبطاريات. وبلغ عدد الذين قدموا تبرعاتهم لزيارة نحو 300 شخص خلال شهر، حتى جمع 21 ألفاً و15 دولاراً أي 78% من المبلغ الذي يريده وهو 26 ألفاً و800 دولار. وكان بعض المتبرعين قد قدموا 100 دولار، وآخرون 20 دولاراً، إلا أن الأغلبية تبرعت بمبالغ صغيرة مثل 10 وخمسة دولارات. ويقول زيارة معظم المتبرعين هم أصدقائي على (فيس بوك)، الذين كانوا يتابعون موقعي منذ سنوات، بالنظر إلى أني كنت ناشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد اقتنع هؤلاء المتبرعون بصدق هدفي وقرروا مساعدتي لتحقيق حلمي. وعندما سئل كيف يتعامل الأطباء مع نقص الإمدادات الطبية في مستشفيات غزة، نظراً إلى الحصار الذي امتد لثماني سنوات، تحدث زيارة عن المنظمات غير الحكومية مثل أطباء بلا حدود، ومنظمة مساعدات طبية للفلسطينيين اللتين تمدان قطاع غزة بالمساعدات دائماً. وقال زيارة معظم وسائل الإعلام تتجاهل القضية الفلسطينية، ولا تظهر حقيقة الاحتلال للعالم.
مشاركة :