هناك ثمة أسباب مهمة وراء انصياع النظام السوري وخضوعه وارتمائه في حضن النظام الإيراني، الذي يعتبر الأرض السورية المسلوبة الفناء الطائفي له؛ لتعزيز نفوذ مليشياته الطائفية وبث الفتن واحتلال سورية التي كانت يوما دولة عربية وأصبحت ولاية تابعة لنظام قم، الذي يرغب الاستفادة من استمرارية احتلال سورية ليس فقط لتوطيد ما أسمته بـ«مكانتها الإقليمية» لكن لتكون سورية معقل الإرهاب الطائفي وخلق التوترات في المنطقة. ومنذ بداية الثورة السورية هرول نظام طهران لقمع الشعب السوري العربي الأصيل، إذ دفع بآلاف المستشارين العسكريين والمليشيات الموالية لإيران، بما في ذلك عناصر مليشيا حزب الله الإرهابي، لدعم النظام السوري. الأمر الذي سمح لبشار الأسد بإعادة السيطرة على جزء كبير من سورية. وجاءت زيارة وزير خارجية النظام السوري فيصل مقداد لطهران ولقاءاته مع زبانية نظام خامنئي بمثابة لجوء سفينة غارقة لنظام غارق في وحل الإرهاب والأزمة الاقتصادية والعزلة الإسلامية والدولية.. مقداد بوق نظام الأسد الذي التقى مع روحاني وظريف وشمخاني قال في النظام الإيراني ما لم يقله رئيس النظام السوري بشار الأسد عن النظام من تطبيل وتبجيل ونفاق..إن معضلة نظام طهران أنه تعامل مع الأسد بوصفه رأس الهرم في نظام يلبي مصالحه الطائفية، ولكن تداعيات الثورة السورية وما تمخض عنها من إنشاء دويلات عرقية أدى لتلاشي مؤسسات الدولة من الأرض، واختزلت سورية الدولة بسورية النظام، واختزل النظام برمزية الأسد، وتبنى نظام الملالي هذه الرمزية واستخدمها مبررا لضمان نفوذها واستمراره على الأرض السورية، إلا أن المعضلة التي يواجهها نظام قم أن تراكم الأحداث واهتراء النظام وفشله أدى إلى تبدل في شكل الهرم، وبات واقفا على رأسه، وإذا سقط الرأس تهاوى الهرم وهذا ما يقلق طهران.وثمة بديهيات يفترض ألا تغيب عن أي مراقب أنه من يعتقد أنّ إيران ستتخلى عن النظام السوري تحت أي متغيرات أو معادلات سياسية أمنية مستقبلية فإن ذلك مستحيل إلا في حالة سقوط نظام خامنئي وسيطرة نظام إيراني معتدل بعيد عن خرافات ولاية الفقيه واعتماده على إيران الدولة وليست الثورة..إيران تدفع اليوم ثمن سياسة خلط الأوراق ونشر الطائفية المقيتة، وتستمر في الهيمنة في مرحلة تحول كبيرة تشهدها المنطقة.< Previous PageNext Page >
مشاركة :