إن بعض الظنِّ إثم

  • 8/21/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كم من علاقات انتهت بالطلاق، وصداقات حميمة فشلت، بسبب خطأ واحد وتصرف خاطئ، تذكّر معي عزيزي القارئ وانظر بتركيز ثابت إلى حياتك وماضيك، ستلاحظ أنك إما خسرت أو خُسرت من قبل أشخاص كانوا أحبابا لقلبك، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، أول إدراك سيمنحه لك عقلك بعد قراءة هذه الآية سوء الظن، قد تكون على صواب لكنني هذه المرة سأتعمق أكثر. من أكثر الأمور إزعاجا في مجالس العزاء هو عدم الحضور للتعزية من قبل الآخرين، فهو يزيد الحزين حزنا واستياءً وعلى الأرجح تُفقد العلاقات كثيرا من الحميمية، في يوم ما في السنوات الماضية توفيت إحدى قريبات صديقتي وكانت من أقرب الأشخاص إلى قلبها، وفور سماعي الخبر اتصلت على الفور لتعزيتها، وبعد ساعات أخرى اتصلت بصديقتنا لأطلب منها مرافقتي إلى العزاء، لكنها أدهشتني برفضها وعدم قبولها، والسبب أنها لا تريد زيادة وجع فوق حزن صديقتنا، كان جوابها غير مقنع ويسبب الاستياء لكنها لم تقصد سوى الخير..!! عادة في مثل هذه الظروف أو في مواقف أخرى مشابهة نتعامل مع السلوك على أنه مرتبط بشخصية الشخص، ونجعله يسيطر على إدراكنا الإجمالي بهذا الشخص، بدلا من أن نفهم النية وراء كل سلوك، وأن ندرك أن سلوك الفرد منفصل عن شخصيته، لأننا في الحقيقة نتصرف بأكثر من سلوك ولسنا بتصرف واحد..! يقول أرسطو: (أعتقد أن الهدف من وراء كل علم وكل تساؤل وكذلك كل نشاط ومواظبة هو قصد الخير)، فكم من لص سرق ليطعم عائلته، وكاذب كذب ليحمي صديقه، وعامل لم يحضر إلى عمله ليطعم ابنته المريضة. إنني لا أحاول أن أبرر أخطاء البشر أو أزيدها في المجتمع، كل ما أقصده أن نصفي نياتنا، ونطهر قلوبنا، لنلاحظ طيبة الآخرين وخيرهم، وهذا ما أمر به سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، كي يحمينا ويحمي المجتمعات.

مشاركة :