طهران - يشترط الرئيس الإيراني حسن روحاني تقيّد بلاده بالتزاماتها النووية بموجب اتفاق 2015 بعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق بعد انسحاب واشنطن منه عام 2018 وإعادة فرض العقوبات على طهران.وصرح روحاني الأربعاء أن إيران مستعدة للعودة "في أي وقت" إلى الاحترام الكامل للتعهدات التي قطعتها للأسرة الدولية بشأن نشاطاتها النووية.وقال خلال كلمة متلفزة في مجلس الوزراء "في أي وقت بمجرد عودة 5+1 أو 4+1 (أي بدون الولايات المتحدة) إلى جميع التزاماتها سنعود أيضا إلى جميع الالتزامات التي قطعناها".وأضاف "قلت بالفعل إن العودة الى الاتفاق النووي لا تحتاج الى عنصر الزمن بل تستدعي الإرادة".وكان يشير إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة" التي أبرمت في فيينا في 2015 مع مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) ووافقت بموجبها إيران على الحد بشكل كبير من نشاطاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.لكن هذا الاتفاق مهدد بالانهيار منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده منه في مايو/أيار 2018، قبل إعادة فرض العقوبات التي أغرقت الجمهورية الإسلامية في ركود اقتصادي عميق.ردا على ذلك قلصت إيران اعتبارا من مايو/أيار 2019 التزاماتها الرئيسية بهذا الاتفاق النووي.وتعيش إيران على وقع انقسامات حادة بعد أن تبنى مجلس صيانة الدستور، الهيئة الرقابية العليا، قرار البرلمان برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 بالمئة ومنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول المنشآت النووية، ما يعني عمليا المصادقة على الخروج من الاتفاق النووي للعام 2015 وغلق باب التفاوض الدبلوماسي لإنهاء الأزمة القائمة منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.وعلى الرغم من انتقادات المحافظين الإيرانيين المتطرفين، أكد روحاني رغبته في مخرج دبلوماسي للأزمة الناجمة عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا، مؤكدا أنه مصمم على عدم تفويت "الفرصة" التي يمثلها تغير الرئيس الأميركي في يناير/كانون الثاني المرتقب.تبنى مجلس الشورى الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون منذ انتخابات فبراير/شباط التي شهدت نسبة امتناع مرتفعة عن التصويت، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول وخلافاً لتوصية الحكومة، قانونا قد يؤدي إذا طُبق إلى إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، ما سيقوض هذا الاتفاق المعلق.ويعود إلى روحاني توقيع النص ليصدر القانون الذي صادق عليه مجلس صيانة الدستور، لكن الرئيس الإيراني ألمح الأربعاء إلى أنه لا ينوي التوقيع على هذا النص.ودعت روسيا الأربعاء إيران إلى التحلي بأكبر قدر من "المسؤولية" والامتناع عن "المزايدات" في الأزمة المرتبطة بالاتفاق النووي مع إيران.ونقلت وكالة الأنباء العامة ريا نوفوستي عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله، "نتوجه بشكل خاص إلى الجانب الإيراني وندعوه إلى عدم الانصياع للعبة المزايدات والتحلي بالمسؤولية"، مضيفا "في هذا الوضع يجب أن نتحلى بأكبر قدر من المسؤولية".ويأتي هذا البيان بعدما أعلنت إيران مؤخرا عزمها على تركيب ثلاث مجموعات جديدة من أجهزة الطرد المركزي في نطنز (وسط)، الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في البلاد. واعتبرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الإعلان "مقلقا جدا".
مشاركة :