طويل الهيئة، عريض المنكبين، ممشوق القوام، خفيف الحركة، قوى البنية، يظهر على وجه علامات التحدى، لا يعرف سوى الإصرار والعزيمة والأمل، والتى ساهمت في عبوره نفسيًا من الحادث الذى فقد فيه قدمه اليسرى، فاستطاع في وقت قصير التكيف مع الطرف الصناعى وممارسة الرياضة بنفس قوة الأصحاء، ويأمل في تحقيق المزيد من البطولات، هكذا هو أحمد ياسر البطل السكندرى الشهير بـ"مهند».«المستحيل لو كان رجلا لقتلته»، بهذه الجملة بدأ أحمد ياسر الذى يبلغ من العمر ٢٣ سنة حديثه مع «البوابة نيوز» ليسرد قصة كفاحه ومعاناة عقب تعرضه لبتر في قدمه اليسرى نتيجة لحادث، إلا أنه بعزيمته وإصراره تغلب على كل ذلك وقرر أن يستكمل ممارسته للرياضة وحصد البطولات، لذلك لقب بـ"الرجل الحديدي».يقول «ياسر»: قبل الحادث كنت أمارس عدة ألعاب رياضية منها كرة القدم وألعاب قتالية، وحققت وقتها عدة بطولات في المصارحة والكونغو فو والجودو، وبدأت ألعب كمال الأجسام منذ ما كان عمرى ١٥ سنة، حتى تعرض إلى حادثة في شهر ديسمبر عام ٢٠١٩ نتج عنها بتر قدمى اليسرى».«منذ ديسمبر ٢٠١٩ وأنا حياتى كلها اتغيرت، بجانب الألم الناتجة عن العملية الجراحية التى كانت تحاول إحياء شرايين القدم مرة أخرى بعد الحادث، ولكن كان الحل الأخير هو بتر القدم من فوق الركبة، لكنى وجهت كل دا بإيمانى بربنا، ولم أيأس أبدًا»، هكذا عبر «الرجل الحديدي» عن معاناته.لم تقف عزيمة وإصرار «الرجل الحديدي» لحظة واحدة منذ الحادث، بل إنه استطاع التكيف والتعود على جهاز الطرف الصناعى في وقت قصير جدًا بعد الانتهاء من العملية الجراحية، وذلك بشهادة عدد من الأطباء الذين أكدوا له أنه حقق إنجازًا.يقول: «في بداية الأمر كنت أشعر بالخجل من الطرف الصناعى، بسبب نظرة الجميع لى خلال سيرى في الشارع، ولكن مع مرور الوقت كسرت ذلك من خلال ارتدائى لشورت قصير، وأصبحت أمارس حياتى بشكل طبيعى، بناء على نصيحة طبيبى الخاص الدكتور أحمد جلال».ويضيف: «بدأت أرجع لممارسة الرياضة من خلال متخصصين بأحد الأندية الرياضية الخاصة، والذين قدموا لى كل الدعم والتدريب، وساهموا في عودة الثقة لنفسى مرة أخرى، بسبب تشجيعهم الدائم لى وإطلاقهم عليا لقب الرجل الحديدى، وأنا الآن يتم تأهيلى إلى بطولة عرض كمال الأجسام التى ستقام في شهر فبراير المقبل بالقاهرة، وسأسعى لتحقيق مركز».وتمنى أن يقابل وزير الشباب والرياضة شخصيًا من أجل وضع فئة في الاتحاد المصرى لكمال الأجسام لذوى الهمم، من أجل تكافؤ الفرص خلال البطولات، وأن هناك الكثير من ذوى الهمم في حاجة للمشاركة ويحتاجون للكثير من التأهيل والدعم.«أعرف ناس حطه نفسها في أوضة ضلمه.. لازم يعرفوا أننا أقوى من أى حاجة»، بهذه الجملة عبر «الرجل الحديدي» عن رغبته في إنشاء رابطة أو نادٍ أو كيان يهدف إلى تقديم الدعم النفسى لجميع ذوى الهمم من كل المحافظات، من أجل دعمهم وبث روح التفاؤل لهم مرة أخرى تعرفهم على الجهود التى تقدمها الدولة لهم سواء من قانون وغيرها من الامتيازات، مطالبًا بمشاركته في البرنامج الرئاسى لدعم الشباب والظهور مع الإعلامية منى الشاذلى لعرضها نماذج إيجابية في التليفزيون.وعن عمله، قال: «إننى أعمل إدارى كاتب ثانٍ في إحدى شركات البترول تحت إشراف اللواء محمود العشماوى، بصورة طبيعية وسط مساعدة جميع العاملين، وأن الشركة موفرة لى سيارة يوميًا تأخذنى من المنزل لمقر الشركة، وأوجه لهم كل الشكر على مواقفهم تجاهى وتوفير لى الراحة النفسية».واختتم قائلًا: «أتمنى الحصول على جهاز طرف صناعى ليس موجودًا في مصر، يساعدنى على القفز والجرى، والعودة إلى لعبة الجمباز، خاصة أن القليل ممن فقدوا أطرافهم يعودون للجمباز مرة أخرى، نفسى أكسر هذا الحاجز وأحقق فيه العديد من النجاحات».
مشاركة :