فرضت واشنطن عقوبات على خمس قيادات أمنية من جماعة الحوثي، واعتبرتها الجماعة بأنها غير قانونية، فيما رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بالقرار وأعدته "خطوة محل تقدير". وذكرت السفارة الأمريكية في اليمن، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على مرتكبي الفساد ومنتهكي حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وأضافت على حسابها الرسمي في تويتر " في اليمن، أرتكبت أجهزة الأمن والمخابرات - التي يسيطر عليها الحوثيون - انتهاكات حقوقية خطيرة، كما مارست التعذيب والاحتجاز التعسفي بحق المدنيين. وأوضح بيان لوزارة الخزانة الأمريكية، أنها فرضت عقوبات على قيادات من جماعة الحوثي ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تمثل في الاحتجاز التعسفي والتعذيب لمواطنين والاعتقال غير القانوني وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز التي تديرها هذه القيادات. وأضافت الوزارة، على موقعها الالكتروني، أن هذه الانتهاكات استهدفت الطلاب والنساء ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني والمعارضين السياسيين وأعضاء الطائفة البهائية (أقلية دينية في اليمن). وشملت العقوبات الأمريكية كل من عبد الحكيم الخيواني نائب وزير داخلية حكومة الحوثيين (غير معترف بها) كما ويرأس الخيواني جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين. كما شملت العقوبات أيضا سلطان زبن مدير إدارة البحث الجنائي بصنعاء، ومطلق عامر المراني نائب رئيس جهاز الأمن القومي السابق، وعبد الرب جرفان رئيس جهاز الأمن القومي سابقا، وعبد القادر الشامي رئيس جهاز الأمن السياسي سابقا. والخمسة الذين فرضت عليهم العقوبات جميعهم قيادات أمنية بارزة في جماعة الحوثي وعينتهم الجماعة في تلك المناصب. وفي رد على العقوبات الأمريكية، أعتبرت الجماعة هذه العقوبات بأنها "غير قانونية وتدخل بلا أدلة أو معايير". وقال القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى (أعلى هيئة حوثية) "إن التصنيف من أمريكا قائدة العدوان لأي يمني مدانة وغير قانونية". وأضاف على حسابه الرسمي في تويتر " لا يوجد أي قانون يجيز لأمريكا تصنيف الآخرين".. "كل ما يتهم به المصنفين تدخل بدون أدلة أو معايير متفق عليها وهي إرهاب". ورحبت الحكومة اليمنية بالقرار الأمريكي واعتبرته خطوة محل تقدير خاصة وأنه طال قيادات معروفة بارتكابها جرائم ضد الإنسانية. وقال راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، نرحب بقرار الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على خمس قيادات أمنية أرهابية من ميليشيات الحوثي. وأوضح بادي أن "القيادات التي شملتها العقوبات، هي قيادات معروفة بإرتكابها تعذيب وحشي وجرائم ضد الإنسانية بحق المواطنين اليمنيين الذين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة الانقلابيين". واعتبر المتحدث باسم الحكومة بادي، أن هذه الخطوة الأمريكية محل ترحيب وإشادة وتقدير من قبل الحكومة اليمنية؛ ونتمنى خلال الأيام القليلة القادمة أن يضاف إلى هذه القائمة عدد آخر من القيادات الإجرامية الحوثية التي أنتهكت ومارست أبشع صور التعذيب بحق المدنيين. وقلل حقوقي يمني من جدوى القرار الأمريكي، فيما رأى محلل سياسي يمني بأن القرار خطوة بالاتجاه الصحيح بالنظر للانتهاكات الممنهجة. وقال رياض الدبعي، وهو ناشط ومدافع عن حقوق الإنسان في اليمن ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في الوضع الراهن لا توجد أهمية بالغة للعقوبات الأمريكية على القيادات الحوثية. وأضاف "هذه العقوبات لن توقف الإنتهاكات التي يمارسها الحوثيون على كل شرائح المجتمع المدني.. فقيادات الحوثي الأمنية معروفة بأنها لا تسافر خارج البلد ولا تمتلك عقارات أو حسابات بنكية خارجية لذلك لن تتأثر بهذه العقوبات". وبحسب الدبعي، فان القرار الأمريكي يجب أن يشمل القيادات الحوثية البارزة والتي يمكن أن تتأثر بشكل مباشر من هذه العقوبات". وأشار الحقوقي اليمني الدبعي، إلى أن المجتمع الدولي ككل، مطالب بموقف جاد وحازم، لوقف مسلسل الانتهاكات اليومي الذي يتعرض له المدنيون في مناطق سيطرة الحوثيين. من جانبه قال المحلل السياسي اليمني محمد الأحمدي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "العقوبات الأمريكية بحق خمس من قيادات أمنية حوثية خطوة في الاتجاه الصحيح. واستدرك قائلا : " تظل هذه العقوبات دون المستوى المطلوب من العقاب الذي تستحقه جماعة الحوثي بالنظر إلى انتهاكاتها الصارخة والممنهجة ضد حقوق الإنسان واستهتارها بمساعي السلام وجهود المجتمع الدولي". وعبر الأحمدي عن خشيته "أن تكون هذه العقوبات مجرد محاولة التفاف على المطالب المتصاعدة المطالبة بإدراج الحوثيين في قوائم المنظمات الإرهابية". وفي نوفمبر الماضي طالبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، المجتمع الدولي بتصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية"، واعتبرت ذلك خطوة أولى خطوات حل الأزمة اليمنية. وأشار الأحمدي قائلا : "لو وجدت آلية عادلة وواضحة، لصنّفت ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية بالنظر إلى جسامة الجرائم والانتهاكات وعدد الضحايا، بالإضافة إلى المنظومة الفكرية لهذه الجماعة القائمة على مفاهيم متطرفة وموغلة في العنف". وتسيطر جماعة الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني وتفرض قبضة أمنية مشددة، وتخوض معارك ضد القوات الحكومية في مناطق عدة من البلاد منذ ست سنوات.
مشاركة :