قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر إن المتأمل في أوضاع المنطقة العربية اليوم يرى بأنها تعيش حالة من الفوضى والغليان المفتعل، مشيرا الى أن المرحلة التي تعيشها منذ عام 2011م حين تم الترويج لمشروع الشرق الأوسط الجديد تحت شعار(الربيع العربي) هي من أصعب المراحل والمفاصل التاريخية، فالتخريب والتدمير والإرهاب جميعها قد جاءت مع سموم الفوضى الخلاقة التي تم الترويج لها عبر القنوات الفضائية ومراكز التواصل الاجتماعي، وعلاجها - عباد الله- بأيدينا إذا أدركنا خطورة المؤامرة التي تستهدف هوية المنطقة، ثم سعينا لمواجتها والتصدي لدعاتها، ولا يمكن ذلك إلا بالحوار والمكاشفة الصريحة. وأكد الجودر في خطبته يوم أمس أن الحوار هو السبيل للخروج من الأزمات، والمؤسف أن هناك قوى مؤدلجة ترفض الحوار من منطلق: مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى غافر: 29، وحين نتأمل النصوص القرآنية والأحاديث النبوية نرى أن الأصل هو الحوار بين المختلفين، فالاختلاف أمر طبيعي بين البشر، ولكن يجب أن لا يمنع ذلك عن الحوار لمعالجة القضايا، وأن لا يُفسد للود قضية، فالحوار منهج شرعي وحق لكل صاحب رأي، وكانت وصية الله لنبيه محمد: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ النحل: 125. وأوضح أن الحوار مطلب المجتمعات والدول، فله الأثر الإيجابي في تعزيز علاقات بين الناس، وجمع الكلمة ونبذ الخلاف والشقاق، وتحصين الشباب من الأفكار الهدامة، ولا يمكن أن تتحقق تلك القيم والمبادئ إن لم تكن هناك قواعد وأسس صحيحة للحوار، ومنها: النية الصادقة، وتحديد نقاط الخلاف. وتابع إن الحوار الناجح يكون بين الأطراف المؤمنة بالحوار وقبول الأخر ومعالجة القضايا بالوسائل السلمية، ولكن حين يكون مع طرف يسعى للقضاء عليك، أو طمس هويتك، أو النيل من كرامتك بدعم قوى الشر والإرهاب، ونشر الفوضى والتدخل في الشئون الداخلية فإن الأمر يختلف كلياً، بل هو مرفوض جملة وتفصيلاً، ومن ذلك الدعوة التي أطلقت للحوار مع إيران (عدوة العرب والمسلمين). وأضاف قبل أيام انطلقت دعوة للحوار الخليجيالإيراني، وقد رفضتها الدول الخليجية ابتداءً، فإيران تسعى لمثل تلك الحوار ولكنها في ذات الوقت تغرس سكين الغدر والتآمر في خاصرة الدول الخليجية، فطهران ومن خلفها الحرس الثوري الإيراني تواصل التدخل في الشئون الداخلية للدول الخليجية بدعم المتطرفين بالمال والسلاح وتدريبهم وفتح المعسكرات الإرهابية لهم. واستطرد عباد الله، لا تزال الأحواز العربية تحت الاحتلال الإيراني، ولا تزال الجزر الإمارتية (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى) تحت الاحتلال الإيراني، والتدخل الإيراني في البحرين منذ عام2011م، والتدخل الإيراني في اليمن بدعم الحوثيين الإنقلابيين، والتدخل الإيراني في الكويت، والعدوانية الإيرانية ضد السعودية، بالله عليكم-عباد الله- من يعبث اليوم في أمن العراق؟!، من الذي يقتل الشعب السوري ويدمر بنيته التحتية؟!، ومن الذي يتدخل في شئون لبنان؟!، إيران تساند كل الجماعات الإرهابية بالمنطقة، فالحوار مع إيران اليوم مضيعة للوقت، وليس من مكسب سوى تلميع صورة إيران في المجتمع الدولي!!، فهل من المنطق والعقل الجلوس مع من يحمل الحقد والكراهية للإسلام والمسلمين؟!.
مشاركة :