فتح برنامج “مدار الغد”، في حلقة السبت، ملف التنافس الروسي الإيراني على النفوذ في سوريا، إذ إنه من وقت لآخر، يتصاعد الحديث عن وجود للبلدين في سوريا، خاصة في مناطق الجنوب، في ظل ما تضيفه الأهمية الاستراتيجية للسواحل السورية من اهتمام الطرفين بتوسيع نفوذهما. مراقبون يرون أن التنافس لا ينحصر في منع إيران من الاستحواذ على مرفأ في الساحل السوري الحيوي بالنسبة للوجود الروسي، أو في الاستثمارات والتغلغل داخل البنية السورية، بل يتصل بالهدف النهائي للتنسيق إذ تريد روسيا الوصول لبناء دولة مستقرة تضمن مصالحها، بينما تبذل طهران كل جهودها لتكريس بقاء سوريا في النادي الإيراني الذي يعتمد على وكلائه بالمنطقة. في هذا السياق، تقول مستشارة مركز الدراسات الإستراتيجية الروسي الدكتورة إيلينا سيبونينا، في تصريحات لـ”الغد”، إن موسكو لا تتحدث عن تنافس مع إيران، ولكن تتحدث عن تعاون بينهما في سوريا، والحديث عن التنافس مبالغ فيه، والسبب في خروج مثل هذه الأحاديث، هو وجود من يريد تقويض هذا التعاون بين البلدين. وأوضحت أن روسيا تتفهم أن لدى طهران بعض المصالح في منطقة الشرق الأوسط، ولكن هناك مشكلة هي أن طهران دائما تريد من روسيا، أكثر مما تستطيع تقديمه، حيث تنزعج إيران في بعض الأحيان من علاقات مع بعض الدول، وروسيا تبني علاقات متنوعة للغاية بحكم حجمها الدولي. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي صالح القزويني، أن هناك اختلافا في بعض القضايا بين روسيا وإيران خاصة فيما يخص التواجد في سوريا وأشار إلى أنه ليس هناك تطابق كامل 100% في المواقف والسياسات بين البلدين، إذ إن الاختلاف في بعض القضايا ربما يصل إلى حد الاستراتيجيات، لافتا إلى أن الهدف الرئيسي لإيران من تواجدها في سوريا هو الإبقاء على نظام في مقدمة المقاومين للكيان الصهيوني، على حد تعبيره. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> بينما قال الكاتب والباحث السياسي السوري محمد نادر العمري، إن التنسيق والمصالح الروسية الإيرانية على الأراضي السورية منسجمة مع بعضها البعض، والدليل على ذلك، التنسيق والتعاون المشترك الذي يحدث بين الجانبين على مستوى المحادثات الثنائية أو الثلاثية ومسار أستانا. وتابع: حتى هذه اللحظة، هناك اتفاق بين دمشق من جهه، وموسكو وطهران من جهة أخرى، على ضرورة القضاء على الإرهاب، وخروج أمريكا من سوريا.
مشاركة :