من عائشة السويدي. دبي في 14 ديسمبر / وام / تحتل الخيل مكانة مهمة عند العرب نظرا لإرتباطها بتاريخهم وتراثهم .. ويزخر تاريخهم بالكثير من الموروث الثقافي عن قصص وأشعار تفخر بالخيل وصفاتها فهي رمز الشجاعة والفخر والجمال والقوة والبطولة والأصالة. وتشهد سباقات الخيل في دولة الإمارات اهتماما ملحوظا من المجتمع الإماراتي وتولي الدولة الدعم الكبير لنشاطات الخيل ولذا خصصت الكثير من السباقات والتحديات لهذه الهواية . وتنتشر ميادين سباقات الخيل في الدولة و تشمل نادي أبوظبي للفروسية ومضمامير ميدان وجبل علي والعين والشارقة وتتنافس الخيول كل موسم في نحو 63 سباقا على أرض مسطحة أو ما يطلق عليه "فلات ريس" فضلا عن سباقات القدرة وقفز الحواجز ويبدأ الموسم في شهر أكتوبر من كل عام وينتهي بنهاية أبريل. و مع بداية كل موسم من هذه المواسم يبدأ عشاق هذه الرياضة من ملاك ومدربين ومربين استعداداتهم وتجهيزاتهم ويضع المدربون خطة لتدريب الخيول تبدأ باختيار الخيول التي ستشارك في الموسم وفحصها للتأكد من لياقتها للمشاركة في السباقات ومن ثم تبدأ عملية التدريب والتي تكون منذ بداية النهار وتستمر حتى المساء في عملية تتطلب في أغلب الأحيان جهدا كبيرا ومتابعة مكثفة . وعلى الرغم من أنها رياضة تستهلك الكثير من العمل و المجهود و يمارسها الرجال في الأغلب إلا أنها أصبحت هواية تتنافس فيها النساء أيضا في الإمارات بعدما اخترن دخول مجال التدريب والمشاركة في سباقات الخيل وعدم الإكتفاء بحضورها. وفي جولة لوكالة أنباء الإمارات "وام" في أسطبل إحدى السيدات الإماراتيات المهتمات برياضة تدريب الخيل .. قالت المهندسة صالحة أحمد الغرير إن هذه الرياضة تشكل لها متعة تنسيها التعب والمجهود الذي تبذله طوال الموسم خصوصا عندما تتوج بالفوز .. لافتة إلى أن الخيل تستهويها منذ الصغر وزاد عشقها لها بامتلاك العائلة لمزرعة توليد للخيول ما دفعها لأخذ فصول في تدريب الخيل للسباقات على أرض مسطحة "فلات ريس" لتصبح بذلك أول أمرأة عربية مدربة "فلات ريس" على مستوى الإمارات وعلى مستوى الوطن العربي في العام 2010 . و أكدت قدرة المرأة الإماراتية على المنافسة والتحدي في جميع المجالات فهي طموحة و تسعى دائما للتميز و الحصول على المركز الأول.. وأشارت إلى أنه مع بداية دخولها مجال سباقات الخيل واجهتها الكثير من الصعوبات لأن خيل السرعة ينكشف بسرعة في المضمار إذا لم يحصل على التدريب الكافي حيث يتنافس 15 أو 16 حصانا في السباق الواحد ولو لم يحقق المراكز الثلاثة الأولى في السباق يذهب كل المجهود الذي بذل طوال الموسم سدى .. معتبرة أن مجال الخيل هو مجال تحد وتدريبها فيه الكثير من التفاصيل الممتعة. وأشارت إلى أن الفوز في السباقات هي الدافع للاستمرار في هذه الرياضة وتحث المدرب على تحمل المشقات التي تواجه أثناء عمله وأكدت أن القيادة الرشيدة تولي هذه الرياضة اهتماما كبيرا وتدعم سباقات الخيل كما تدعم المهتمين والمدربين .. لافتة إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" من أكبر الداعمين لهذه الرياضة من خلال حرصه ومشاركته الدائمة وتواجده وتشجيعه ما يدفع المهتمين بهذه الرياضة للاستمرار بممارستها وخوض غمار التحدي. من جهتها قالت الدكتورة مريم الشناصي إنها تحولت من متابعة لبرامج الفروسية وسباقات الخيل ومسابقات القفز على الحواجز عبر شاشات التلفزيون إلى فارسة استهوتها هذه الرياضة فالتحقت بمدارس الفروسية وتعلمت ركوب الخيل ..لافتة إلى أن هدفها في البداية كان فقط هو تعلم ركوب الخيل ومن هذه البداية انطلقت إلى عالم التدريب ووجدت نفسها تمتلك عددا من الخيول من سلالات مختلفة . وأشارت إلى أنها تعلمت الكثير حول هذه الهواية بفضل الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الرياضة في دولة الإمارات وساهم ذلك في امتلاكها اسطبلا وتعلمت كيف تديره بكفاءة لتوفر الميزانية لرعاية خيولها والمشاركة بها في سباقات محلية وانطلقت لمرحلة أخرى هي استيراد الخيول من سلالات جيدة .. مؤكدة أن عالم الخيل في الإمارات فيه منافسة قوية جدا خصوصا في سباقات القدرة ومن ثم وجدت نفسها متجهة نحو إنتاج مكملات غذائية منافسة لما هو مستورد وهو الإنتاج المحلي الأول من نوعه في الإمارات وهي أيضا تستخدم للجمال. و أضافت الشناصي أنه منذ قيام الاتحاد لم تشعر أن هناك فرقا بين المرأة و الرجل وفي السباقات تكون المرأة إلى جانب الرجل فلا توجد هناك فروقات ..لافتة الى أن تواجد الكثير من النساء في رياضة الخيل كفارسات ومدربات .. لكن هناك من تخصصن في مجالات مختلفة كمصممات لأزياء الفروسية وطبيبات و منهن من يمتلكن مدارس الفروسية فالمرأة تبدع يوما بعد يوم.. وأعربت عن أملها في أن تكون هناك حذاءات من النساء في مجال الخيول .. و أوضحت أن عدد النساء الإماراتيات في هذه الرياضة لا يستهان به وهو في ازدياد. من جهة أخرى قالت الفارسة خلود الحوسني عن بداياتها في ممارسة رياضة الفروسية منذ سن ثماني سنوات حيث تخصصت في البداية في قفز الحواجز ومن ثم في سباقات القدرة وفي آخر سنتين تخصصت أكثر في رياضة "الفلات ريس" .. لافتة إلى أن البيئة الموجودة حاليا في الإمارات تدعم المرأة الإماراتية في رياضة الفروسية . وأضافت أن الفترة الأخيرة شهدت دعما كبيرا من القيادة الرشيدة لدخول الشباب في الـ "فلات ريس" أو سباقات السرعة وخاصة المرأة الإماراتية.. وذكرت أنها كانت من ضمن الدفعة الثانية من برنامج مسار "جودولفين" البرنامج القيادي الخاص بالـ "فلات ريس" والذي كان برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وكان البرنامج عبارة عن 50 في المائة تعلم مهارات الـ "فلات ريس" من ناحية إنتاج الخيول وتدريب خيول الـ "فلات ريس" الـ "ثريبرد".. موضحة أن انطلاق البرنامج كان من دبي إلى "نيو ماركت" مركز سباقات الخيل في بريطانيا ومن ثم الى إيرلندا وبعدها العودة إلى دولة الإمارات . وذكرت أن أبرز نماذج الدعم التي شهدها البرنامج كان يتمثل في تواجد المرأة تقريبا بما يشابه أو يعادل تواجد الشاب الإماراتي في مجال رياضة الـ "فلات ريس" ..لافتة إلى أنه في سباقات القدرة هناك تواجد نسائي كبير في سباقات خصصت فقط للمرأة "سباق السيدات" وقالت :" نلاحظ أيضا وجود فارسات في رياضة قفز الحواجز ينافسن على المستويين المحلي والعالمي ". وأضافت أنه باعتبارها عضوا في لجنة التحكيم في قفز الحواجز لاحظت في المنافسات وجود جيل جديد كل سنة من الشباب الاماراتي .. معربة عن تطلعها للمشاركة في المستويين المحلي والدولي في رياضة قفز الحواجز والمشاركة في كأس دبي العالمي بخيل يحمل اسمها.
مشاركة :