(أ ف ب) - يعاني اللاجئون السوريون الجالسون وسط الطين في المنطقة العازلة على الحدود بين اليونان ومقدونيا من الجوع والبرد واليأس والاحباط، وفوق كل ذلك يقلقهم ان مهاجرين اخرين يدعون انهم سوريون. معظم اللاجئين العالقين على الحدود المقدونية والبالغ عددهم نحو الفي لاجئ، هم من السوريين، ولكن تسلل الى صفوفهم المئات من العراق وبنغلادش واندونيسيا وباكستان. ويقول السوري احمد محمد (35 عاما) لوكالة فرانس برس "يوجد العديد من الكاذبين هنا الذين يدعون انهم سوريون، ويحاولون خداع الشرطة لتسمح لهم بالمرور". وتمنح اليونان اولوية للسوريين في ما يتعلق بتسجيلهم واخراجهم من البلاد الى الدول التي يرغبون في اللجوء اليها. وحتى الان قال معظمهم انهم يرغبون في اللجوء الى المانيا او هولندا او السويد. وعلى النقيض من ذلك فاللاجئون من جنسيات اخرى مثل الافغان والباكستانيين، يمضون اسابيع في الجزر اليونانية ينتظرون السماح لهم بالتوجه الى اثينا. وداخل المخيم الحدودي يوجد العديد من الباكستانيين الذين يعيشون في اليونان منذ سنوات، ولكن الازمة الاقتصادية التي تعصف باليونان وارتفاع معدل البطالة، دفعهم الى الرغبة في الخروج من ذلك البلد. ويرى السوريون ان وجود الباكستانيين وسطهم يجعل الامور اصعب بالنسبة لهم ولعائلاتهم. يقول احمد "اعتقد ان عبورنا كان سيكون اسهل لو لم تكن تلك المشكلة موجودة". وتقول مقدونيا انها نشرت قوات الجيش في التلال الحرجية على طول الحدود مع اليونان التي تمتد 50 كلم. وتفاقمت الازمة الجمعة عندما اعلنت مقدونيا حالة الطوارئ واغلقت حدودها لمدة 24 ساعة. وبعد اصابة ثمانية لاجئين بجروح طفيفة في صدامات مع الشرطة، قررت السلطات المقدونية السماح لعدد محدود من اللاجئين بمواصلة الرحلة. وقال رجل سوري رفض كشف اسمه "العراقيون هم من بدأ الحادث، فقد القوا الحجارة على الشرطة"، مضيفا ان شجارات بالايدي اندلعت بين العراقيين والسوريين. والسبت وفيما كان السوريون يتحركون مرة اخرى باتجاه قوات الشرطة، كان بينهم ثلاثة رجال من اصل افريقي. وعندما اعادهم المقدونيون، هلل الحشد ابتهاجا. وقال رتيم (45 عاما) "ان حل هذه المشكلة يمكن ان يكون سهلا جدا لو ان الامم المتحدة ارسلت ممثلين لتسجيلنا". والسبت انفصل نحو الف سوري عن الحشد واقاموا اعتصاما. وعندما اقتربت منهم الشرطة رفعوا جوازات سفرهم عاليا ليثبوا انهم سوريون. وقال شاب سوري (30 عاما) رفض كشف اسمه "نحن نعيش ماساة. الناس يعيشون وسط القمامة، الاطفال الجياع يبكون ولا احد يدري ما سيحمل لنا الغد". واضاف "يوجد العديد ممن يودون استغلال مشكلة الشعب السوري ويزعمون بانهم سوريون". ولا يبدو ان سيل المهاجرين واللاجئين القادمين الى اليونان سيتوقف قريبا. فالجمعة اقلت سفينة استأجرتها الحكومة اليونانية نحو الفي سوري اخرين من جزيرة ليسبوس الى اثينا. وتم انقاذ 620 مهاجرا اخرين لم تعرف جنسياتهم في 15 حادثة اخرى الجمعة، بحسب ما افاد حرس السواحل.
مشاركة :