ثلاثة أسباب جوهرية تبرز اهتمام الدولة منذ نشأتها بالخيل؛ أولها أن جزيرة العرب هي الموطن الأول للخيل في العالم حسب ما توصل إليه المؤرخون، وبالتالي فقد ارتبط وجودها بحياة إنسان هذه الأرض الوفي لها؛ كونها شكلت له عوناً في الشدة وسعادة وبهجة في الرخاء، وتميزت بالصبر على ظروف ومناخ الحياة التي تعيشها ، والسبب الثاني حفظ التاريخ الإسلامي للخيل كأحد العوامل المساعدة في نشر دعوتها في أصقاع المعمورة، فعلى صهوته خرج جند الله حاملين للأمم مشعل الهداية والنور، ومن تلك الفتوحات عرفت الأمم والشعوب الأخرى على الخيل العربي، وما يتميز به من صفات فعملوا جاهدين على نقل هذه الصفات لخيلهم ، والسبب الثالث أن الدولة السعودية الحالية قامت على صهيل الخيل برفقة الفارس والملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لتكون رحلة تأسيس الدولة الانموذج في الرخاء والعدل والاستقرار، وكنتيجة طبيعية لوفاء القيادة الرشيدة، حافظوا عليها من الاندثار، وإكراما لدورها أنشئ لها مربط في الخرج المنطقة الغنية بالمياه والمرعى، الذي تحول لاحقاً لمؤسسة تعنى بشؤن الخيل العربية الاصيلة هي مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية بديراب والذي يعد أحد أهم مواقع العالم المحافظة على سلالة الخيل العربية الأصيلة من الاختلاط بغيرها من الأجناس، حيث تحتفظ سجلات المركز بالألاف من اسماء السلالات، والأعضاء المحبين لهذا النوع من الخيل، وتحت مظلته تقام المسابقات والبطولات المختلفة ، ثم جاءت نشأة نادي سباقات الخيل -نادي الفروسية سابقاً- قبل أكثر من نصف قرن ليكون الراعي لسباقات الخيل التي انطلقت سباقاتها في عهد الملك المؤسس والذي أجزل لفرسانها العطاء، إكراما للخيل وتشجيعا للأبناء والأحفاد على اقتنائها والتسابق بها باعتبارها واحدة من أقدم الرياضات التي عرفها الانسان واعتنى بها الأنبياء والرسل، وها هو النادي بعد 75عام ينقل للعالم صورة حضارية عن الاهتمام السعودي والعربي بالخيل والمكانة التي تحتلها في نفوس أبناء هذا البلد من خلال “كأس السعودية” العالمي، وحالها الأن وما تعيشه من تطور وتقدم ، وتولى الاتحاد السعودي للفروسية الذي أنشئ قبل ثلاثة عقود لرعاية مسابقات أخرى للخيل هي قفز الحواجز، تلك اللعبة الاولمبية التي أبدع فيها الشباب السعودي فوق كل أرض وتحت كل سماء وسطروا بمواهبهم الفذة أفضل النتائج أولمبيا وعالمياً، فضلاً عن التفوق الأسيوي حيث يشار لهؤلاء الفرسان بالبنان في كل محفل، ولم يتوقف الاهتمام بهذه الرياضة على المشاركات الخارجية، فقد تحولت الدرعية مهد الحضارة السعودية إلى قبلة يقصدها فرسان العالم لقفز الحواجز القادمين للمشاركة في بطولاتها المختلفة في تصنيفاتها ، وأعتنى الاتحاد كذلك بسباقات القدرة والتحمل، وكذا رياضة التقاط الأوتاد الحديثة في تكوينها، وقبيل عامين ولد الاتحاد السعودي للبولو وهي الرياضة التي تمارس على ظهور الخيل حيث كان للشباب السعودي الممارس لهذه الرياضة حضور مشرف في البطولات التي تقام سنوياً في بريطانيا وبعض الدول الغربية، وجاءت انطلاقتها محلياً من العلا حيث مدائن صالح والحضارة التليدة، لتنقل للعالم صورة من الماضي المجيد، والتي يقام على أرضها أهم سباق سعودي للقدرة والتحمل “كأس خادم الحرمين الدولي” بمجموع جوائز ضخمة بلغت 15 مليون ريال ، وفي العام الجاري 2020 بلغ الاهتمام بالفروسية ورياضاتها القمة بإنشاء هيئة الفروسية برئاسة سمو الأمير بندر بن خالد الفيصل لتكون المظلة الكبرى للنشاطات الفروسية وعلى كاهلها تقع مسؤولية تحقيق الطموحات، وتمكين السعوديين فرساناً وملاكاً ومدربين من الألقاب والبطولات واعتلاء المنصات في كل ميدان.
مشاركة :