تواجه تركيا عقوبات أمريكية أوروبية، في توقيت متزامن، بعد سنوات من الانفلات التركي، والتدخلات في دول المنطقة. وبعد أسبوع من القمة الأوروبية، التي فرضت عقوبات على شخصيات وشركات تركية، رداً على أنشطة التنقيب الاستفزازية وغير القانونية التي يقوم بها النظام التركي في شرق المتوسط، أعلنت أمريكا عن حزمة عقوبات بدأتها بمؤسسة الدفاع التركية. العقوبات الغربية على تركيا، تأتي بعد أن ضاق التكتل الأطلسي ذرعاً من سياسات تركيا العدوانية ضد جيرانها، خاصة اليونان وقبرص. الموقف والتعامل التركي في الفترة المقبلة، رداً على العقوبات، سيحدد ملامح العلاقة الجديدة بين أنقرة من جانب، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من الجانب الآخر. المختص في الشأن التركي، غسان إبراهيم، قال لـ« البيان» إن الهدف الأساسي للعقوبات، هو إيصال رسالة ردع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسياساته، بعد المماطلات الكثيرة السابقة، موضحاً أن الإجراءات التركية على الأرض، وليس التصريحات للسياسيين الأتراك، هي من ستحدد الخطوة التالية. حيث أكد الاتحاد الأوروبي أن العقوبات الحالية، هي دفعة أولى، سوف يليها خطوات أخرى في مارس المقبل، مبنية على ما ستقوم به أنقرة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. كما توقع فرض المزيد من العقوبات، وربما قبل مارس المقبل، نظراً لعقلية الرئيس التركي العدائية، والراغبة في التصعيد مع أوروبا، لرد اعتبارها أمام صفعة القرارات والعقوبات. حصار وحول لجوئه المتوقع لروسيا والصين، اعتبر غسان إبراهيم، أن أردوغان المحاصر حالياً، لا يمكن أن يعتمد على روسيا والصين، نظراً لاستخدامه الأموال الأوروبية في شراء الأسلحة الروسية، واستخدامها في دعم الميلشيات في ليبيا وسوريا. من جهته، قال الكاتب الصحافي تورغوت أوغلو، المختص في الشأن التركي، لـ« البيان» إن العقوبات الأوروبية، ومن خلفها الأمريكية، سوف تجبر أردوغان على التوجه إلى طاولة المفاوضات مع الأوروبيين، غير متوقع أن يقوم أردوغان بتحركات على الأرض ترضي الأوروبيين، وتحد من تهديداته لجيرانه في شرق المتوسط. وفي رده على تأثير العقوبات في النظام التركي، اعتبر تورغوت أوغلو، أن حزب العدالة والتنمية، الذي اعتلى الحكم بعد أزمة اقتصادية عاشتها البلاد، من الممكن أن يهزم في أي انتخابات قادمة، بسبب أزمة اقتصادية جديدة، خاصة إذا وصلت تداعياتها لمصالح أنصار ومؤيدي الحزب، ولكن مع ضرورة أن تتوحد أحزاب المعارضة في مواجهة أردوغان. وأضاف أن هناك ثلاثة أشهر حاسمة تنتظر تركيا في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، والذي أثبت بقراره فرض عقوبات على تركيا، أنه مل، ولم يعد يخشى أوراق ضغط أردوغان عليه، وأهمها تسهيل ترحيل اللاجئين إلى أوروبا، والاستثمارات الأوروبية، خاصة الألمانية في تركيا. واشنطن تفرض عقوبات قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الإدارة الحكومية التركية المكلفة شراء الأسلحة «إس إس بي» لحيازة أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز إس 400، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وقال بومبيو في بيان إن «الإجراءات التي اتخذت تؤكد بوضوح أن الولايات المتحدة لن ترضى بمبادلات مهمة مع قطاعي الدفاع والاستخبارات الروسيين». وأضاف أن الولايات المتحدة أوضحت لتركيا أن شراءها نظام إس 400 الدفاعي الصاروخي الروسي سيعرّض أمن التكنولوجيا العسكرية الأمريكية والعسكريين الأمريكيين للخطر. ويطالب نصّ العقوبات من تركيا التخلص من منظومة الصواريخ الروسية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :