2020 شهد أسرع هبوط وانتعاش للبورصات العالمية تاريخياً بفعل الصدمات

  • 12/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر ساكسو بنك، أمس تقريره بعنوان، 10 توقّعات صارمة لعام 2021، وركّز فيه على سلسلة من الأحداث بعيدة الاحتمال، والتي قد يؤدي وقوعها إلى تشكيل أمواج صدمة في الأسواق المالية، وقال ستين جاكوبسن، مدير شؤون الاستثمار في البنك، "أظهر تقرير التوقعات الصارمة لعام 2021 تأثير جائحة كوفيد - 19 والدورة الانتخابية المؤلمة في الولايات المتحدة الأمريكية، ودورها في إحداث قفزة نوعية باتجاه المستقبل، ما أدى إلى تسريع مختلف التوجهات الاجتماعية والتكنولوجية الأساسي، وبمعنى آخر، سيكون 2021 عاماً يتحقق فيه المستقبل بفعل الصدمات التي شهدها عام 2020، حيث شهدنا هذا العام أسرع هبوط وانتعاش للأسواق في التاريخ، إضافة إلى تفجّر موازنات البنوك المركزية والعجز المالي بوتيرة غير مسبوقة، وتشير توقعاتنا غير الصارمة إلى أن عام 2021 سيجلب بداية اختبار للواقع، وللفكرة القائلة بقدرة التوسّع والتظاهر على الاستمرار إلى ما لا نهاية، حتى عندما كانت الأسواق تسعّر بناء على هذا التوقّع بالذات. وسرّعت الجائحة جميع التوجهات الرئيسة، وجاء التحوّل الهيكلي في سوق العمل على رأس القائمة، لكن، وفي الوقت نفسه، ستكون الكعكة الاقتصادية أكبر بصورة إجمالية، وحتى نصيب الفرد، فسيتمّ تطبيق مفهوم الدخل الأساسي الشامل، ما سيؤدي نحو أسلوب جديد للعيش مع أولويات جديدة، وسيتطلّب الأمر طريقة جديدة لتوزيع الكعكة الاقتصادية، والتي سنشهد بدونها تركيزاً ضارّاً ومحدداً ذاتياً لجميع الموارد بين يدي المحتكرين وأصحاب المناصب الريعية، وتتمثل إحدى العوامل الرئيسة لهذا المستقبل في زيادة نصيب الفرد من الطاقة المتاحة، مع غياب أي تأثير سلبي تقريباً على مواردنا الطبيعية، وتوفر مخرجات إضافية كافية لتشغيل النظم التكنولوجية المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي المتقدم والحوسبة الكمومية، وهذا من شأنه تقريبنا أكثر من نهاية السرطان، ومنع أي تداعيات مستقبلية من مخاطر الجائحة، والتعامل مع الأخبار الملفّقة عبر تقنية البلوك تشين". وسيشهد عام 2021 توجّس أمازون، وغيرها من الشركات الاحتكارية عبر الإنترنت وعمالقة تكنولوجيا المعلومات، وحذرها من الحكومات التي تتطلع إلى الإطاحة بالمكانة القوية التي وصلت إليها تلك الشركات، وما تدفعه من معدلات ضريبية شديدة الانخفاض، ولطالما وظّفت هذه الشركات جيشاً من جماعات الضغط، حتى أن بعضها اعتمد على مقاربات شبه حكومية تجاه الوضع، وأطلقت مايكروسوفت، على سبيل المثال، مكتباً تمثيلياً للأمم المتحدة في نيويورك، ووظّفت دبلوماسياً لإدارة الشؤون الحكومية الأوروبية، وفي الوقت نفسه، أسست فيسبوك "محكمة عليا" للإشراف على شكاوى المستخدمين وغيرها من المشكلات. وفي عام 2021، ومع تفاقم حدّة التوترات من الجهات الرسمية، ستتخذ أمازون خطوتها لإعادة نقل مقرّها في الاتحاد الأوروبي إلى قبرص، وترحب الدولة بالمؤسسة العملاقة وما ستجلبه من إيرادات ضريبية تساعدها في خفض معدلات ديونها إلى الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 100 % تقريباً، بعد استيائها من المعاملة القاسية للاتحاد الأوروبي خلال أزمة الديون السيادية للاتحاد الأوروبي بين عامي 2010 - 2012. وبالرغم من حزمة التحفيز الضخمة بقيمة 100 مليار يورو، وخطة القروض التي ضمنت فيها الدولة نحو 90 % من القروض للشركات، تقف فرنسا عاجزة عن تجنب موجة الإفلاس لعدم قدرة العديد من الشركات في قطاع الخدمات على التعامل مع سلسلة قرارات "إطلاق وإنهاء" حالات الإغلاق الاحترازي. ويزداد تجهّم المستثمرين من العائد المستقبلي للأسهم، ما سيطلق عمليات بيع ضخمة للبنوك الفرنسية العملاقة، وسيتفاقم تهديد المعلومات المضلّلة في عام 2021 لتتهاوى معه الثقة في مقدّمي الأخبار المحترمين نحو مستوى متدنٍ، مما يتطلب استجابة من القطاع، وستضطر كبرى الشركات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي لفرض إجراءات مضادّة جديدة ضد الأخبار الملفّقة والمضلّلة، وستتمثل التقنيات التمكينية في شبكة بلوك تشين مشتركة وهائلة من محتوى الأخبار، والتي تسمح بتوزيع الأخبار بطريقة لا تقبل التغيير، مع التحقق من صحّة المحتوى والمصدر. واعتماداً على هيكلية مشتركة لدفتر الأستاذ، ستصبح أي تعديلات على المحتوى مرئيّة للجميع وبشكل فوري، مع إمكانية دائمة لتتبّع مصادر جميع العناصر الإخبارية، ما يمنع أي معلومات خاطئة لا تستطيع المصادر الأخرى التحقق منها. وتستثمر شركات مثل فيسبوك وتويتر بكثافة في تقنية البلوك تشين، مدفوعة بالحفاظ على ذاتها في المقام الأول، حيث ازدادت تهديدات الرقابة التنظيمية التي شهدناها في السنوات الأخيرة. ستكون العملة الرقمية للدفع الإلكتروني إحدى الإصدارات الرقمية لليوان والمبنية على تقنية البلوك تشين، ويرغب بنك الشعب الصيني في اتخاذ هذه الخطوة المتقدمة لتحسين فاعلية السياسة النقدية والمالية عبر مجتمع غير نقديّ بشكل متزايد، ولتعزيز الشمول المالي، ومن شأن السماح للأجانب بالوصول الكامل إلى أسواق رأس المال الصينية تخفيف حدّة العوائق الرئيسة المثيرة لقلق المستثمرين الأجانب لاستخدام اليوان الصيني في التجارة والاستثمار، والمتمثلة في سيولته والوصول المباشر إلى استثماراتهم داخل الصين. تصميم ثوريّ بمجال الاندماج سيكون العالم بحاجة لقدر أكبر من الطاقة إذا ما استمرّ اقتصادنا بالنمو وفق معدلات تاريخية. وقد لا تكون تقنيات الطاقة البديلة والخضراء الجديدة كافية؛ فالعالم بحاجة ماسّة لإحداث نقلة نوعيّة في تكنولوجيا الطاقة، وفي عام 2021، ستحلّ خوارزمية الذكاء الاصطناعي المتطورة التعقيدات غير الخطية الفائقة لفيزياء البلازما، ما يمهّد الطريق أمام طاقة اندماج لأغراض تجارية، وخضع مفاعل سبارك للاندماج النووي المضغوط، والذي صمّمه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتم التحقق منه في عام 2020 كمسار قابل للتطبيق للحصول على طاقة اندماج أقل تكلفة، لتعديلات كبيرة عبر نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد هذا، ويعمل المهندسون على تعديل مفاعل سبارك، حيث تشير النماذج الجديدة إلى عامل زيادة الطاقة بمقدار 20، ما يشكل أكبر نقلة نوعية في تكنولوجيا الطاقة منذ عهد الطاقة النووية. والأهم من ذلك، تسمح الاستثمارات الهائلة من القطاعين العام والخاص بتنفيذ التصميم الجديد للمفاعل في غضون عدة سنوات قصيرة فقط. ويفتح إتقان طاقة الاندماج آفاقاً لعالم لم يعد يتراجع جراء ندرة المياه أو الغذاء، وذلك بفضل تحلية المياه والزراعة العمودية، إنه عالم يحتوي على وسائل نقل رخيصة التكلفة، وتقنيات روبوت مطلقة العنان بالكامل، ما يجعل الجيل الحالي من الشباب آخر جيل يطلب منه "العمل" بحكم الضرورة. وأفضل ما في الأمر هو قدرة طاقة الاندماج على تعزيز استقلالية كل دولة تقريباً من حيث الغذاء والطاقة، سرّعت جائحة كوفيد - 19 سبُل الانتعاش على شكل حرف (K)، والذي كان يقود عدم المساواة، ويمزّق النسيج الاجتماعي قبل تفشّي المرض. وبيّن التحليل المالي للاقتصاد عدم كفاية الدخل الفردي لدعم الأسرة، وأن التكنولوجيا تشكل محرّكاً دافعاً آخر، مع تزايد قوى انكماش الأجور للبرامج والذكاء الاصطناعي والأتمتة ما أدى لتآكل مجموعة واسعة من الوظائف في القطاعات. وفي العصر الجديد للدخل الأساسي الشامل، أصبحت الوظائف التي لا لزوم لها والمدفوعة بالتكنولوجيا، والعمل المتكرر من المنزل، حالات أكثر طبيعية بسبب كوفيد - 19، وفوجئ قطاع العقارات المكتبية في المدينة بسعة فائضة بلغت 100 % على أقل تقدير. وانهارت قيم المكاتب التجارية، والعقارات التجارية التي تحتوي على المطاعم والمتاجر التي تقدم خدماتها للعمال المتنقّلين. وسيتم إنشاء صندوق التكنولوجيا للمواطنين ليتولى نقل جزء من ملكية الأصول الرأسمالية إلى الجميع، مع تخصيص جزء إضافي للعمال المسرّحين، ما يتيح لهم وللآخرين بالمشاركة جميعاً في مكاسب الإنتاجية التي تأتي بها الحقبة الرقمية. وتشكّلت هذه السياسة باعتبارها "توزيع أرباح متأخر"، وستقطع شوطاً طويلاً في تبديد المخاوف الاقتصادية والاجتماعية لأولئك الذين فقدوا حصة من الناتج الاقتصادي في السنوات الأخيرة. ويسهم التوزيع المتأخر للأرباح في تحرير طاقة هائلة من ريادة الأعمال على المستوى الفردي والمجتمعي، حيث يمتلك الملايين مزيداً من الوقت والطاقة في أيديهم بعيداً عن فرص العمل المرهقة والمتكررة. أدت جائحة كوفيد - 19 إلى تسريع وتيرة الارتفاع الخطير للاقتصاد العالمي، والتي تكشّفت سابقاً في الأزمة المالية بين عامي 2008 / 2009.

مشاركة :