حمل رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري اليوم (الإثنين) الرئيس ميشال عون المسؤولية عن تأخير تشكيل الحكومة الجديدة. وأشار بيان صدر عن المكتب الإعلامي للحريري إلى أن عون "يطرح تشكيل حكومة تتمثل فيها الأحزاب السياسية" لتمسك فيها الأحزاب (وبينها "التيار الوطني الحر" التابع لعون) بالثُلث الوزاري المعطل المكون من 7 وزارات. واعتبر بيان مكتب الحريري أن هذا الأمر "يعد تكرارا للحكومات السابقة التي كانت تقوم على المحاصصة وعطل أداءها التجاذب السياسي". وجاء بيان مكتب الحريري ردا على رسالة وجهها إلى الحريري مستشار الرئيس عون سليم جريصاتي عبر صحيفة "النهار" البيروتية الصادرة اليوم، قال فيها أن "المهلة المعقولة لتأليف الحكومة قد مضت" محملا الحريري مسؤولية استمرار الحكومة المستقيلة في تصريف الأعمال "في أدق الظروف وأحوجها إلى القرارات الحاسمة والناجعة، من حكومة مكتملة الأوصاف الدستورية". ولفت جريصاتي إلى إن عون ينتظر مبادرة الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة ، معتبرا أن تأخير الحكومة يعود إلى إعطاء الحريري وعودا لقوى سياسية بالتوزير والتخوف من توزير أشخاص طاولتهم عقوبات أمريكية فضلا عن انتظار تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة. وقال بيان مكتب الحريري إنه التقى بعد تكليفه رئيس الجمهورية على مدى 12 مرة في محاولة حثيثة للوصول إلى تفاهم بشأن تشكيل الحكومة، وأن عون في كل مرة كان يعبر عن ارتياحه لمسار النقاش قبل أن تتبدل وتتغير الأمور بعد مغادرة الحريري للقصر الرئاسي. وأكد بيان مكتب الحريري أنه قدم تشكيلة حكومية كاملة من اختصاصيين غير حزبيين إلى الرئيس عون لوقف الانهيار الذي يشهده لبنان وللمضي في إعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت الكارثي في 4 أغسطس الماضي. وقال مكتب الحريري إن الحكومة الجديدة تنتظر توقيع عون على مراسيمها، وأن "يضع جانبا المصالح الحزبية التي تضغط عليه، وفي مقدمها المطالبة بثلث معطل لفريق حزبي واحد" (في إشارة إلى "التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل صهر الرئيس عون) ، مشددا على أن "هذا الأمر لن يحصل أبدا تحت أي ذريعة أو مسمى". وأشار البيان إلى أنه منذ أن كلف الحريري بتشكيل الحكومة في أكتوبر الماضي لم يتوقف عن التواصل مع الصناديق الدولية ومؤسسات التمويل العالمية وحكومات دول شقيقة وصديقة للبنان وأنه انتهى من وضع برنامج متكامل لإطلاق آلية لوقف الانهيار وإعادة الإعمار وتنفيذ الإصلاحات وإقرار قوانين أساسية تحتاجها البلاد. ودعا مكتب الحريري جريصاتي إلى تعديل وجهة رسالته إلى "الجهة المسؤولة عن تأخير التأليف وهي على مسافة خطوات من مكتبه في القصر الرئاسي" في إشارة إلى الرئيس عون. وكان عون كلف الحريري في 22 أكتوبر الماضي بتشكيل حكومة جديدة إلا أن الحريري لم يتمكن حتى الأن من تشكيل الحكومة في ظل خلافات قوية بين القوى السياسية على توزيع الحقائب السيادية، إضافة إلى خلافات تتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي. ولا يحدد الدستور اللبناني أية مهلة زمنية لرئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومته، كما يشير إلى أن تأليف الحكومة يتم بالتشاور بين رئيس البلاد ورئيس الوزراء المكلف. ويستمر ملف تشكيل حكومة جديدة في لبنان عالقا منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات كارثة انفجار مرفأ بيروت وبعد اعتذار سفير لبنان في برلين مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة.