أعلن مكتب إعلام رئاسة الجمهورية اللبنانية أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يزال بانتظار أن يأتيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بطرح حكومي يراعي معايير التمثيل العادل، ودحض الأقاويل حول عرقلة الرئيس عون مسيرة تشكيل الحكومة. وقال بيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، أمس، «ليس لرئيس الجمهورية أن يكرّر دعوة رئيس الحكومة المكلف إلى الصعود إلى بعبدا، ذلك أن قصر بعبدا لا يزال بانتظار أن يأتيه رئيس الحكومة المكلف بطرح حكومي يراعي معايير التمثيل العادل، عملاً بأحكام الدستور، في حين أن الظروف ضاغطة جداً على أكثر من صعيد لتأليف الحكومة». وأضاف: «تكاثرت في الآونة الأخيرة تحليلات ومقالات تتناول موقف رئيس الجمهورية، في ما يخصّ موضوع تشكيل الحكومة، وذلك بقصد التشويه والإيحاء بأن الرئيس عون هو الذي يضع العراقيل في مسيرة التشكيل في وجه الرئيس المكلّف». وأكّد مكتب الإعلام، دحضاً لكل هذه الأقاويل، ومواقف بعض المعنيين بعملية التشكيل: «إن رئيس الجمهورية لم يطلب الحصول على الثلث المعطل في التشكيلة الحكومية العتيدة». وقال البيان: «تكثر الادعاءات بأن رئيس (تكتل لبنان القوي) النائب جبران باسيل يعرقل تشكيل الحكومة، فيما أن الواقع يؤكد أن النائب باسيل لم يتعاط في عملية التشكيل مطلقاً، وللتكتل مواقفه السياسية التي يعبّر عنها». وما تزال الكتل السياسية المتصارعة في لبنان عاجزة عن الاتفاق على حكومة جديدة، منذ استقالة الحكومة في أعقاب انفجار مرفأ بيروت أغسطس الماضي، وهو ما ترك سفينة لبنان بلا ربان في أزمة اقتصادية. وبلغت التوترات بين عون والحريري، اللذين تبادلا اللوم علناً في ديسمبر، بعد عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة، ذروتها الأسبوع الماضي عندما أظهر مقطع فيديو مسرب عون يوجه فيه انتقادات لاذعة للحريري. ويأتي تدهور العلاقة بين عون والحريري في الوقت الذي تستمر فيه البلاد في أزمتها المالية الحادة، التي دفعت الليرة إلى الانخفاض بنحو 80 في المئة.