تانيا صالح: أرفض ابتزاز المنتجين

  • 8/23/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صوت المغنية اللبنانية تانيا صالح ترنيمة سخية بالعنفوان المنطلق للحياة وأمواجها العتية، التي تتحمل في كثير من الأحيان على خياراتها المتعددة، المسارات فنانة تشكيلية ومؤلفة أغنيات ومطربة تسبح ضد التيار حين ارتضت أن تكون فنانة مستقلة تكافح من أجل البقاء لتصنع بصمة ولون غنائي لا يشبه أحداً، متحررة من سطوة الأغنية التجارية وتبعاتها. تبرعات شعبية وفى السياق ترى تانيا أن تقديم التنازلات في مجال الفن هو أمر متعارف عليه إذا صح التعبير لدى الكثير ولسان حالهم كي تسير المركب ونعبر بسلام، وهذا النوع من الابتزاز والمساومة غير منطقي بالنسبة لي وأرفض ذلك على صوتي، لذلك قررت أن أكون مستقلة منذ بداياتي قبل 25 عاماً، لم أفكر لحظة في تغيير مساري رغم كل الضغوط التي رافقت أعمالي وألبوماتي التي ما زلت أكافح لإنتاجها، وتضيف تانيا: لدي الكثير من الأفكار ولكن لا جهة تساعدني. ومن جهة أخرى أرفض كذلك فكرة انتظار أن تنظر إليّ إحدى شركات الإنتاج بعين العطف أو الوساطات وليس إيماناً بموهبتي القائمة على قناعات داخلية عن ماهية الفن الذي أحب، لذلك ومن أجل إصدار ألبومي الأخير شوية صور، لجأت إلى حملة كراودفاندينغ الشعبية بتمويل من الجمهور خلال الصيف 2013 و هي وسيلة بدأت تلقى رواجاً كبيراً في العالم العربي لدينا كموسيقيين مستقلين من الذين يجدون صعوبة في تمويل أعمالهم. وتقول تانيا، شركات الإنتاج ليست مهتمة بتمويل أعمال قد لا تؤمن أرباحاً تجارية كبيرة، مضيفة عليها تقع المسؤولية الكبرى في تردّي المستوى الفني في البلدان العربية وفي إلغاء ثقافتنا. فما نراه من أغنيات لا يعبّر بمعظمه عن ثقافة الأغنية العربية بمضمونها الشمولي. وتعلل تانيا أن عزوف شركات الإنتاج عن قبول أعمالها التي تؤلف معظمهم بنفسها باستثناء اثنتين بمشاركة عصام الحاج علي ربما يعود أن فكرة الأغنيات ومضمونها يحمل رسائل مبطنة لمجتمع يعيش أجواء مشحونة بالطائفية وإيقاع حياة تهمل قيم الأسرة والحقوق والواجبات بوجه عام من خلال استخدام المرادفة المحكية الذي يناصر الهمّ الاجتماعي والوعي السياسي غير المنتمي صراحة إلى عقيدة حزبية، بل المنطلق من مشاهدات تنتج مقاربة عفوية خاصة. شوية صور وكعرابه للموسيقى المستقلة ترى أنها مازالت تجرب المزيد من الفنون والقوالب المختلفة في الجذور والأصول، فالمهم بالنسبة لها أن لا تغيب عن المشهد الفني وإن كان غير تقليدي ما تقدمة بالنسبة للآخرين فهي ليست فنانة يقتصر دورها على إيصال الشعر واللحن بصوتها الجميل إلى الجماهير. كما أنها ليست نجمة معاصرة مطلوب وجودها على بوديوم الموجة الاستهلاكية. وتصف تانيا ألبومها شوية صور بأنه بمثابة نقلة نوعية في مسيرة الفنانة المستقلة. في هذا العمل، تبتعد من الأسلوب الصاخب والساخر الذي ميّز ألبوماتها السابقة. كما أنّها تتخلى عن نمط الـروك الذي اتسّمت به أغنياتها، حيث تقترب إلى الرومانسية والحنية، كما تعترف بتأثيرين برازيلي وجازي يطبعان العمل. علاقتي مع درويش وفيما يتعلق بقصيدة محمود درويش هي لا تحبك التي تضمنها الألبوم تؤكد تانيا أنها اختارتها لأنها جريئة. فالشاعر هنا يصف شعور المرأة في العلاقة الحميمة، وهو موضوع مهم جداً ويجب التحدث عنه اليوم، لا بل هو من الأمور الأساسية في كل علاقة عاطفية بين رجل وامرأة. وعندما يكون صاحب النص محمود درويش، تصعب مقاومة الرغبة في أداء الأغنية. قوالب منعشة وحول فكرة المزج في الأنماط وهو أسلوب طبع أعمالها تقول هي قوالب منعشة ومتجددة التأثيرات إلى ما لانهاية ولا يمكن التكهن بنتائجها المدهشة في كل مرة فالتزاوج دائماً ما حمل نكهة مثمرة ومعتقة بالجمال والاختلاف الشهي، إيماناً مني بأنه لا يمكن للموسيقى العربية أن تتوقف عند التخت الشرقي إذا أردنا تطويرها بل وسعيت في سياق مضمون الألبوم إلى إنجاز أغنيات تميل إلى الفرح والتفاؤل. فالفن أيضاً وسيلة فعّالة للابتعاد من الأجواء البشعة التي تحيط بنا.

مشاركة :