كتبت – شروق صلاح: أثرت مواقع التواصل الاجتماعي، في الفترة الأخيرة، في قضايا هامة وضخمة، وأصبحت سلاح ذو حدين يمكنه أن يجعلك «الترند رقم واحد»، ويمكن أن يصل بك الي الحبس. وعلى مدار الأشهر الأخيرة، سلطت مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على عدد من الوقائع والجرائم، وتداولها المستخدمون على نطاق واسع، حتى تحركت الجهات المعنية للتقصي والتحقيق، ما أضفى قيمة لم تكن موجودة مسبقًا لـ«السوشيال ميديا». وفي هذا التقرير، يرصد «المصري لايت» عددًا من القضايا التي سلطت مواقع التواصل الضوء عليها في عام 2020. 6. قضية أحمد بسام زكي قبل أشهر، اتهم عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي شاب، يُدعى احمد بسام زكي، بالتحرش والاعتداء جنسيًا على بعض الفتيات. وتداول المستخدمون هاشتاج « #احمد_بسام_زكي_متحرش »، وقدمت أكثر من 100 فتاة أدلة على أن «زكي» تحرش بهن سابقًا عبر الأنترنت أو على أرض الواقع، واختلفت قصصهن بين التحرش اللفظي أو الاعتداء الجنسي. وحسب المتداول، استغل الشاب الفتيات التي لم يكملن 18 عامًا لهتك أعراضهن، وإقامة علاقات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن يتم توطيد علاقتهم ومن بعد ذلك يحاول أن يخلق حجة لاستدراجهن إلى مناطق سكانية ليتحرش بهن ويغتصبهن، وهذا أمام كاميرا الهاتف المحمول ليهددهن بالصور حال فضحه. ومن بين الكثير من القصص التي تم إرسالها على موقع «إنستجرام»، عبر حساب يحمل اسم «assaultpolice»، المختص بجمع شهادات ضحايا التحرش وتقديم البلاغات القانونية مع الاحتفاظ بسرية معلومات الفتيات، اضطرار فتاة التخلي عن حياتها وعائلتها وأصدقائها والانتقال إلى بلد آخر، بسبب ما تعرضت له على يدي الشاب حسب روايتها: «ممكن الكلام ده يجيب ليا مشاكل بس أنا قررت هجيب حقي ومش هسكت ومعايا دلائل كتير على كلامي، أحمد بسام ذكى كان السبب الرئيسي في أنى سافرت من مصر أنا وأهلي، سكت كتير وكنت هفضل ساكتة بس ربك أراد حق كل واحدة دمرتها يرجع». ومن هذه القضية، أقرت الحكومة مشروع قانون لضمان سرية بيانات المجني عليهن في حالات التحرش، فيما شجعت النيابة العامة على تقديم بلاغات وعدم الاكتفاء بالكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما رفض الأزهر الشريف الحجة المعتادة التي تربط جريمة التحرش بثياب المرأة. وفي نهاية المطاف، ألقت الجهات المعنية القبض على الشاب، ووجهت له اتهامات «الشروع في مواقعة فتيات بغير رضائهن، وهتك أعراضهن بالقوة، والتهديد». 5. إساءة فرنسا للرسول انتشرت قضية الإساءة للنبي محمد في فرنسا، وأثارت غضب العالم الإسلامي رسوم كاريكاتورية مسيئة عن رسول على صفحات مجلة «شارلي إيبدو»، ما أشعل وسائل التواصل الاجتماعي بتصدر هاشتاج « #اإلا_رسول_الله ». وما زاد الوضع سوءًا انتشار فيديو لعملية قتل أقدم عليها أحد الطلاب، فاستهدف مدرسًا أيد توجه المجلة، ليصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الاعتداء بأنه «هجوم إرهابي إسلامي»، قبل أن يصف الإساءة بأنها حرية رأي. وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات مقاطعة لفرنسا ومنتجاتها، وشهدت أرباح المنتجات الفرنسية انخفاضًا ملحوظًا بعد هذه الحملة. 4. إلغاء حفل سعد لمجرد كان من المقرر إقامة حفل للفنان المغربي سعد لمجرد في مصر على مسرح «كايرو شو»، ولكن لخلفيته، المرتبطة باتهامه في عدة قضايا اغتصاب في أكثر من بلد، اعترض بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على حضوره، وطالبوا بإلغاء حفله. وتداول المستخدمون هاشتاج « #سعد_لمجرد_مغتصب #مش_عايزين_لمجرد_في_مصر »، ودعوا الجميع للتعليق على منشور الدعاية الخاص بالحفل على صفحات «كايرو شو» بمواقع التواصل الاجتماعي، لإجبار الشركة على الاستماع لمطالبهم. وكانت نتيجة هذه الحملات الرافضة هو إلغاء الحفل وحذف المنشورات الدعائية من صفحاتها، دون إصدار بيان رسمي، استجابة لرغبة الجمهور. 3. جريمة الفيرمونت في أغسطس الماضي، تلقت النيابة العامة من المجلس القومي للمرأة كتاب مرفق به شكوى من إحدى الفتيات، والتي ادعت بأن 7 شبان تعدوا عليها جنسيا قبل 6 سنوات داخل فندق فيرمونت نايل سيتي بالقاهرة. وكان لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير قوي في حبس أحد المتهمين فيها بعدما كانت الضحايا يرفضن الحديث عن الأمر، مع الاكتفاء بالتزام الصمت. ولكن كانت «السوشيال ميديا» سلاحًا غير كل شيء في هذه القضية، فرغم هروب أغلب المشتبه بهم خارج البلاد، كانت لصفحة «assaultpolice» دورًا في فضحهم، قبل أن تلقي السلطات القبض عليهم، بجانب تعاون الإنتربول الدولي في ضبط الهاربين. 2. قضية أحمد حسن وزينب قبل أشهر، نشر «اليوتيوبر» أحمد حسن وزوجته زينب مقطع فيديو لابنتهما، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وظهرا فيه وهما يروعان الصغيرة كنوع من الدعابة، ما أثار غضب المشاهدين باعتبارها طفلة صغيرة، مع اعتبار أن ما حدث هو استغلال تجاري للطفلة، وجريمة بحسب قانون «مكافحة الاتجار بالبشر»، الذي تصل عقوبته إلى السجن المؤبد وغرامة 500 ألف جنيه. وبسبب تفاعل رواد مواقع التواصل، ورفضهم لما حدث، أمرت النيابة العامة بحبس أحمد حسن وزوجته 4 أيام لاتهامهما بترهيب ابنتهما الصغيرة «إيلين»، في البلاغ المقدم ضدهما من المجلس القومي للطفولة والأمومة، وذلك لاستغلالها للربح من وراء نشر الفيديوهات. 1. عرض أزياء ريهانا استخدمت المطربة الأمريكية «ريهانا» موسيقى أغنية تحتوي على بعض كلمات من حديث نبوي شريف، خلال إعلانها الأول عن عرض أزياء لملابس داخلية. وأثار التصرف السابق غضب العديد من متابعيها، وتداولوا هاشتاج للتنديد بما أقدمت عليه «ريهانا»، وهو ما لاحظته عبر موقع «انستجرام». واعتذرت «ريهانا» لمتابعيها عن استخدامها أثر إسلامي بدون علمها، ووصفت ما حدث بأنه «إساءة غير مقصودة»، مع التأكيد على أنها تشعر بحزن شديد تجاه ما حدث، لتسببه في جرح لكثير من المسلمين، موضحةً أنها ستعمل مع فريقها من أجل ضمان عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى.
مشاركة :