كشفت دراسة أمريكية جديدة عن وسيلة مبتكرة للاستدلال على بوادر واحتمالية معاناة كبار السن في المستقبل القريب من داء الخرف والزهايمر وذلك بفحص مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) في لعابهم حيث تشير كثافة الهرمون إلى ارتفاع خطر الإصابة بهذا المرض. وتتميز هذه الطريقة الحديثة التي تعتمد على فحص عينات قليلة من اللعاب ببساطتها وسهولتها ودقتها وقلة تكلفتها المادية بشكل عام كما أنها غير مرهقة أو مؤذية لكبار السن أو ممن تقدموا في العمر حيث أن أخذ عينة من اللعاب تتم في ثواني ولحظات قليلة ولا تتطلب جهداً أو استعداداً وتحضيراً أولياً ومبكراً مثل بعض الفحوصات والاختبارات الطبية والمخبرية الأخرى. وبحسب الدراسة واعتمادها على دراسات ذات صلة فإن هرمون التوتر والإجهاد -الكورتيزول- له تأثير سلبي مباشر وغير مباشر على مناطق الحفظ والتذكر والاسترجاع في الدماغ على المدى الطويل حيث ينتج عن زيادة إفرازاته عواقب سامة على جزء الذاكرة في الدماغ مع مرور السنوات الطويلة لينتهي الأمر بالمعاناة من الخرف والزهايمر. وشرح المشرفون على الدراسة تجربة أجروها على مجموعة من المتطوعين الكبار في السن تراوحت أعمارهم بين 74 و77 سنة وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات بحسب مستويات الكورتيزول في لعابهم لتكون الأول منخفض والثانية متوسط والثالثة مرتفعة ثم عرضوا عليهم صوراً ومعلومات مختلفة وطلبوا منهم تذكرها واسترجاعها لاحقاً فأخفقت المجموعة الثالثة بنسبة أكبر من الثانية وكانت المجموعة الأولى ذات النسب المنخفضة من هذا الهرمون في اللعاب هي الأقل في نتائجها الخاطئة وإخفاقاتها في الاسترجاع والتذكر.
مشاركة :