تحتفل مملكة البحرين بعيدها الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى أيده الله. فتتزين البحرين باللون الأحمر والأبيض رمزا لعلمها الوطني الخفاق, وتنطلق العديد من الأنشطة والفعاليات التي يعبر من خلالها شعب البحرين الوفي عن فرحته وابتهاجه وتجديد ولائه لمملكة البحرين ولقيادتها الحكيمة, إذ إن هذه الذكرى تكون مناسبة لتعم الفرحة في أرجاء البلاد في المدن والقرى مستحضرة الذاكرة الوطنية لقيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة بحرينية مستقلة ذات سيادة منذ عام 1783, كما نستحضر ذكرى تسلم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله لمقاليد الحكم في مملكة البحرين, وجميعها جزء أصيل من الذاكرة الوطنية الجماعية التي أصبحت راسخة عبر السنين وتحولت إلى درس أساسي في المناهج الدراسية الحكومية والخاصة وإلى عنوان رئيسي في الإعلام الوطني وفي الثقافة الشعبية والثقافة الرسمية.إن المشاركة الشعبية الكبيرة في إحياء هذه الذكرى تمثل تجسيدا لمعاني الحب للوطن والولاء للقيادة الحكيمة وكذلك الاعتزاز بمسيرة الإنجازات التنموية التي تمكنت مملكة البحرين من تحقيقها بالشراكة بين الشعب والقيادة.إن هذه الذكرى تعود اليوم بالرغم من تعقد الأوضاع والتحديات التي شهدتها البحرين والعالم ولا تمنع ولا تعطل الاحتفالات بهذه الأعياد الوطنية التي تنبع من القلب والتي تعد فرصة مهمة للتذكير بما حققته مملكة البحرين من إنجازات كبيرة وريادة في مختلف المجالات, لهذا البلد الصغير في حجمه وموارده وتعداد سكانه, استطاع أن يحقق في ظل قيادة ربانها الماهر حمد بن عيسى إنجازات كبيرة وغير مسبوقة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, فلا يذكر اسم البحرين اليوم إلا وهو مقرون بتلك الريادة التي يعرفها الجميع ويعتز بها شعب البحرين الوفي أيما اعتزاز.هذه الفرحة التي تجمع شعب البحرين قاطبة بمختلف مكوناته الاجتماعية والسياسية هي فرصة لتجديد الانتماء الحقيقي للوطن, وهي فرصة لتأكيد المواطنة الحقيقية وتجسيد المواقف الوطنية والوحدة وتعزيز الوحدة الوطنية التي توحد القلوب وتقرب أكثر بين المواطنين بالرغم من المحاولات البائسة لعناصر الفساد والعملاء للخارج للتفريق بين أبناء الوطن الواحد. وذلك لأن الجميع على أرض هذا الوطن تجمعهم هذه الهوية وهذه الأرض وهذه السماء وهذا التاريخ المشترك والقيم التي ناضلوا من أجلها بما فيها قيم الحرية والديمقراطية والتضامن والوحدة الوطنية, وقد خسر الذين راهنوا مرارا وتكرارا على تقسيم هذا الشعب إذ أثبتت الأحداث ان وحدة شعبها هي أقوى من أي شيء آخر. وعندما يأتي العيد الوطني أو الاحتفال بميثاق العمل الوطني أو غير ذلك من الاحتفالات الوطنية فإن مظاهر الحب والوحدة التي غرسها آباؤنا في نفوسنا نغرسها اليوم في نفوس أبنائنا لتجسيد هذا الانتماء, فالبحرين التي تعيش هذه الأيام بعيدها الوطني تنظر باستمرار إلى المستقبل بتفاؤل وثقة وتتطلع إلى الغد الأفضل وإلى الأيام الجميلة القادمة التي وعد بها جلالة الملك المفدى, وعد بها شعبه الوفي استكمالا لخطوات النهضة التي تحققت في إطار المشروع الإصلاحي لجلالته, تجسده المبادرات الاقتصادية النوعية التي يقودها بكل كفاءة واقتدار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ضمن رؤية البحرين 2020-2030 التي تحمل معها الإنجازات المستقبلية بإذن الله.إن العيد الوطني المجيد كذلك يعد فرصة حقيقية للوقوف أمام تاريخنا الوطني الطويل واستخلاص العبر منه منذ نشأة الدولة البحرينية العربية المستقلة وإلى اليوم إذ تكشف عن جانبين في منتهى الأهمية:الأول: عروبة هذا البلد العربي الأصيل وعروبة قيادته الحكيمة ونظامه السياسي فالبحرين جزء من كيان الخليج العربي وجزء من الكيان العربي الواسع, وانتماؤها إلى العروبة هو انتماء اصيل وليس دخيلاً ولذلك فإن مصير البحرين وشعبها يرتبط ارتباطا كاملا وجذريا مع مستقبل أشقائها في مجلس التعاون وأشقائها في الجامعة العربية, وهذا ما يقويها ويشد في عضدها ويجعلها جزءا من كل. وعليه فإن البحرين كانت ولا تزال وستظل في ظل حكم الأسرة الخليفية العربية الحاكمة الكريمة جزءا أصيلا من هذا الكيان العربي في مواجهة كافة التحديات والمخاطر التي تشكل خطرا عليها.الثاني: إن قوة مملكة البحرين ومناعتها تتمثل في قوة شعبها بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية والمذهبية. وذلك لأن هذا التنوع في البنية الاجتماعية البحرينية هو مصدر قوة وليس مصدر تشتت والدليل على ذلك أن شعوبا عديدة في العالم أقامت نظامها السياسي والاجتماعي على هذا التنوع وهي اليوم من أقوى دول العالم, والدليل على ذلك أيضا أن البحرين عاشت خلال أكثر من قرنين ونصف من الزمان في انسجام تام وفي أخوة وتسامح ومحبة لم تؤثر فيها الزوابع المفتعلة والحركات العبثية التي حاولت أن تقسم هذا الشعب على أساس مذهبي وأن تحرض طرفا على الآخر وقد تكسر نصالها والحمد لله على وحدة هذا الشعب وقوته وقيادة مليكها المفدى حمد بن عيسى دام عزه. فهنيئا لشعب البحرين عيدنا الوطني وهنيئا لقيادتنا الوطنية يحفظها الله ويرعاها وكل عام والبحرين وشعبها بألف خير.
مشاركة :