تلعب المتاحف والأحياء التراثية دوراً فاعلاً في تعزيز جاذبية القطاع السياحي في الإمارات، خصوصاً مع الطفرة التي شهدتها الدولة خلال العقد الأخير عبر إضافة أيقونات عالمية كمتحف اللوفر، ومتحف جوجنهايم في أبوظبي، ومتحف المستقبل في دبي، إضافة إلى تطوير العديد من المدن التراثية القديمة في مختلف مدن الدولة وتحويلها إلى ما يشبه المتاحف المفتوحة. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، قد وجه بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لتطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارات، والعمل كي يكون المنتج الثقافي والإبداعي أحد الروافد الاقتصادية وذلك باعتبار أن المنتج الثقافي والتراثي يعد أهم مرتكزات تطوير قطاع السياحة في الدولة. وفي السياق ذاته اعتمد سموه مؤخراً استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات والتي تهدف إلى مضاعفة الإنفاق السياحي الداخلي الذي يبلغ 41 مليار درهم. وتحولت المتاحف في الإمارات إلى منصات ثقافية وفنية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي وشكلت قيمة مضافة في المشهد السياحي العام من خلال الدور الذي لعبته في استقطاب الزوار من الخارج والداخل وتنشيط حركة السياحة الداخلية بين مختلف مناطق الدولة. ووفقاً لإحصائيات عام 2019 فقد وصل عدد المتاحف في الدولة إلى 34 متحفاً نجحت في استقطاب نحو 3 ملايين و807 آلاف زائر وذلك بفضل ما تحتويه من كنوز أثرية ومقتنيات فنية ومخطوطات قديمة تتيح لجميع زوارها فرصة حقيقية للتجول بين الأزمنة والتعرف على التراث الحضاري الإماراتي والعالمي الضارب في عمق التاريخ. وتزخر الإمارات بالأماكن والأحياء التراثية التي ما زالت تحتفظ بكل تفاصيل الحياة القديمة وتجذب الزائر، ومنها على سبيل المثال قصر الحصن في العاصمة أبوظبي وسوق القطارة في مدينة العين وحي الفهيدي التاريخي في دبي ومنطقة الشارقة القديمة بمختلف أحيائها وغيرها من الأماكن التي تنتشر في كافة مدن الدولة. وتولي الإمارات اهتماماً لافتاً بالمتاحف على جميع أنواعها وتصنيفاتها سواء الثقافية أو التاريخية أو الفنية وغيرها من أنواع المتاحف، باعتبارها منصات ثقافية وسياحية تربط بين الماضي بأصالته من جهة وبين حاضر ومستقبل الإمارات من جهة أخرى، إضافة إلى تحولها إلى مناطق جذب سياحي ذات طلب مرتفع. وتعد العاصمة أبوظبي حاضنة لأكبر وأرقى المتاحف، حيث تضم المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات عدداً من المتاحف من أهمها «متحف زايد الوطني»، ومتحف «اللوفر أبوظبي» و«متحف جوجنهايم أبوظبي» فيما تضم مدينة العين أقدم متاحف الدولة «متحف العين الوطني»، و«متحف قصر العين»، البيت السابق لمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وتحتضن جزيرة دلما متحفاً يحمل اسم «متحف دلما للتراث». وعلى رغم التقدم الذي تشهده دبي، والتي تعبر عنه أبراجها الشاهقة ومراكز التسوق الأضخم على مستوى العالم وشبكة المترو المتطورة التي تنقل زوارها، إلا أن «دانة الدنيا» تضم عدداً كبيراً من المتاحف والمناطق الأثرية الملهمة، ومنها «متحف الاتحاد»، و«متحف دبي» و«متحف بيت الهجن»، و«متحف المسكوكات»، ومتحف «قرية التراث والغوص»، ومتحف «بيت الشيخ سعيد آل مكتوم»، ومتحف «العمارة التقليدية»، و«مدرسة الأحمدية» في الشندغة التي تم تأسيسها عام 1912، ومتحف «بيت التراث» و«متحف نايف» بشارع الخور الذي تم تشييده عام 1939 كحصن لحماية منطقة الأعمال التجارية في ديرة. وتبرز إمارة الشارقة بهويتها الإسلامية الثقافية، والتي تعبر عنها تصاميم مبانيها ومرافقها، وتزخر الإمارة بعدد من المتاحف من أهمها «متحف الشارقة» و«متحف الشارقة الإسلامي» بمنطقة التراث، و«متحف الشارقة العلمي»، و«متحف الشارقة البحري»، و«متحف الشارقة للتراث». وأقيم «متحف أم القيوين» في حصن أم القيوين، والذي يرجع تاريخه لـ200 عام ويمثل منطقة جذب سياحي للأجانب وطلاب المدارس والجامعات، ويعد «متحف رأس الخيمة الوطني» من المتاحف الهامة بدولة الإمارات، وتم افتتاحه عام 1987 ويضم آثاراً متنوعة وكثيرة تم اكتشافها في الإمارة، وهو متحف ثري بمقتنياته حيث يضم العديد من الأجنحة من أشهرها الجناح الخاص بالأسرة الحاكمة المسمى بجناح القواسم، إلى جانب جناح التراث وغرف الحلي والملابس مع قسم الأسلحة التقليدية والتاريخ الطبيعي ويرجع تاريخ بناء المتحف للقرن الثامن عشر الميلادي. يضم «متحف عجمان» الذي أقيم في حصن عجمان ويرجع تاريخه إلى سنة 1820 الآثار المكتشفة في الإمارة والمخطوطات القديمة، كما يضم نماذج لسفن الغوص، فيما يبرز المتحف حياة أهل الصحراء. ويعتبر «متحف الفجيرة» أحد أهم متاحف الساحل الشرقي ويحتوي على 2100 قطعة أثرية نادرة يرجع تاريخها لعصور ما قبل الميلاد والعصور الإسلامية وصولاً للعصر الحديث، كما يحوي تصويراً للحياة الشعبية، ونماذج من الأسلحة والأواني الفخارية وقطع النقود وأدوات الفلاحة.
مشاركة :