قضت محكمة مصرية أمس، على محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين، و18 آخرين؛ بينهم محمد البلتاجي وصفوت حجازي القياديان بالجماعة، بالسجن المؤبد، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«اقتحام قسم شرطة ببورسعيد»، لاتهامهم بـ«قتل ضباط قسم شرطة العرب وجنوده، وسرقة الأسلحة الخاصة بالقسم وتهريب المحتجزين». في حين قال مصدر قضائي إن «مجموع الأحكام الصادرة ضد مرشد الإخوان حتى الآن وصلت إلى 5 أحكام بالسجن المؤبد (والسجن المؤبد في مصر عقوبة مدتها 25 عاما)»، مضيفا أن جميع الأحكام تتعلق بالتحريض على العنف في قضايا معروفة إعلاميا بـ«مسجد الاستقامة»، و«البحر الأعظم»، «وقطع طريق قليوب»، «وأحداث مكتب إرشاد الإخوان»، فضلا عن قضية أمس، لافتا إلى أن «بديع صدر بحقه ثلاثة أحكام بالإعدام، بينها حكم واحد فقط صدر غيابيا». وقضت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بمقر معهد أمناء الشرطة بمنطقة طره بالقاهرة أمس، بالسجن المؤبد حضوريا على بديع و18 متهما آخرين، والمؤبد لـ76 متهما غيابيا، والسجن 10 سنوات لـ10 متهمين، وبراءة 68 متهما في أحداث اقتحام قسم شرطة العرب ببورسعيد. وظهر بديع بالبدلة الحمراء، واستقبل الحكم الصادر ضده بالمؤبد بالهتافات المناهضة للجيش والشرطة. وبدأ المتهمون جلسة الحكم أمس، برفع تكبيرات من داخل القفص الزجاجي، بالإضافة إلى إنشاد أدبيات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية. بينما تغيبت هيئة الدفاع عن المتهمين، وفرضت قوات الأمن المكلفة بتأمين المحاكمة تشديدات أمنية قبل الجلسة. وكانت النيابة العامة قد وجهت لبديع و190 متهما آخرين اتهامات بالمشاركة أو التحريض على أعمال العنف التي شهدتها بورسعيد (شمال شرقي القاهرة) في 16 أغسطس (آب) 2013، عندما تم اقتحام قسم شرطة في المدينة بعد 48 ساعة من قيام قوات الجيش والأمن بفض اعتصامي مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي في القاهرة والجيزة. وسبق أن حكم على بديع بالسجن المؤبد في قضية «أحداث مسجد الاستقامة» بمحافظة الجيزة، بعد تخفيف حكم أولي بالإعدام ضد المرشد و13 آخرين في القضية ذاتها. وعاقبت السلطات القضائية مرشد الإخوان و14 من قيادات الجماعة في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث البحر الأعظم» بالسجن المؤبد، فضلا عن المؤبد في قضية قطع الطريق الزراعي بقليوب في يوليو (تموز) عام 2013، التي راح ضحيتها قتيلان، وأصيب 35 آخرون خلال مقاومة المتهمين لقوات الشرطة وإطلاق الأعيرة النارية. وقضت السلطات القضائية في فبراير (شباط) الماضي، بالسجن المؤبد على بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، ومهدي عاكف المرشد السابق، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مقر مكتب الإرشاد» في ضاحية المقطم (جنوب القاهرة)، بعد أن وجهت للمتهمين تهم القتل، والشروع في القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين. وتأتي تلك الأحكام بالسجن بحق المرشد إلى جانب أحكام بالإعدام، بينها القضية المعروفة إعلاميا بـ«الهروب من سجن وادي النطرون»، التي تضمنت أيضا الرئيس الأسبق محمد مرسي وعشرات آخرين، لاتهامهم بالاتفاق مع كل من حركة حماس وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، على محاولة «إسقاط الدولة في أحداث ثورة 2011». وحكم على بديع بالإعدام أيضا في أبريل (نيسان) الماضي، في قضية «غرفة عمليات رابعة»، وصدر حكم بإعدامه في وقت سابق في قضية اقتحام مركز شرطة في محافظة المنيا بصعيد مصر.