لا شيء اسوأ من جرائم بشار الأسد سوى جنون داعش، هذا ليس رأي الشيعة أو العلويين أو البعثيين، بل رأي أبرز المشايخ المناصرين للجهاد في سوريا، فعدنان العرعور حذر من خطر داعش ومنهجها التكفيري أما النائب الكويتي السابق الدكتور وليد الطبطبائي فقد أكد أن هذا التنظيم بمقاتليه الأجانب يسيء للثورة السورية، وأخيرا ها هو الشيخ أسامة الرفاعي رئيس رابطة علماء الشام يؤكد أن أمراء داعش لا يخافون الله ويستبيحون دماء المسلمين وأن تنظيمهم الدموي مخترق من قبل المخابرات السورية والإيرانية والعراقية وذلك تعليقا على جريمتهم النكراء حين فصلوا رأس أحد مقاتلي تنظيم أحرار الشام بالخطأ بعد أنه ظنوه شيعيا!. وقد اعتذرت داعش عن هذا الخطأ غير المقصود وأكد ناطقها أن ما حدث (قطع رأس إنسان بالخطأ) أمر وارد في ميادين الجهاد ووعد بالتحقيق في الحادثة، وقد نقلت وسائل الإعلام تفاصيل هذه الحادثة الشنيعة عن طريق المصادر المتعددة بما فيها داعش، وملخص هذه الحكاية أن ضحية هذا الخطأ محمد مروش أصيب في إحدى المواجهات مع قوات النظام فنقله رفاقه في لواء أحرار الشام إلى المستشفى وأوصوا عليه أحد الأشخاص هناك، وحين أفاق وجد نفسه في مكان لا يعرف فيه أحدا فخاف من بطش قوات النظام الطائفية وأعوانها من مجرمي حزب الله ولواء أبو فضل العباس فأصبح المسكين يردد كلمات من نوع: (يا حسين.. يا زينب) كي يتقي شرهم ويأمن غدرهم ولكن لسوء حظه كان المتواجدون في المستشفى من مقاتلي داعش فسألوا عنه فقال لهم أحد الأشخاص إن مقاتلي أحرار الشام جاؤوا به إلى هنا وأنه على ما يبدو من كلامه شيعي المذهب فلم يكذب رجال داعش خبرا فاختطفوه من سريره في المستشفى وحزوا رأسه على الدرج ثم عرضوا الرأس في شريط مصور ليتعرف عليه مقاتلو أحرار الشام ويصاب الجميع بصدمة كبيرة بعد أن تبين لهم هذا الخطأ الفادح!. والسؤال هنا: ماذا لو لم يكن هناك ثمة خطأ في الموضوع؟، ماذا لو كان محمد مروش شيعيا فعلا ؟، أو من أي ملة كانت؟، هل يجيز الإسلام اختطاف الجريح وقطع رأسه على درج المستشفى؟، أي دين يبيح هذه الوحشية؟، لا يقل أحد: بشار وجنوده يمكن أن يفعلوا الشيء ذاته، فبشار سفاح مجرم لا يتردد في قتل الأطفال بالكيماوي واغتصاب النساء وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ومن يفعل مثل فعله أو اسوأ هو عدو للشعب السوري وثورته الباسلة. هذه الحادثة لا يمكن تبريرها تحت أي عنوان سواء حدثت عن طريق الخطأ أو كانت متعمدة، وليس صحيحا أن مشاعر الانتقام المتأججة في النفوس هي السبب فيما حدث فالذين قاموا بحز الرأس ليسوا سوريين أصلا ولا يوجد لديهم ثأر يمكن أن نقول بأنه أخرجهم من حدود العقل!، فالسبب الأساسي لعملية الاختطاف وحز رأس محمد مروش هو سهولة اتخاذ قرار القتل عند هذه التنظيمات الإرهابية. داعش تطرح اليوم نظرية محاربة الباطل بالباطل، وهذا لن يقودها أبدا إلى طريق الحق مهما هتف لها حراس الكراهية، وداعش من المؤكد أنها ستتحول إلى أكبر عائق في وجه الدولة السورية الموحدة الديمقراطية التي دفع السوريون من أجلها أكثر من مائة ألف شهيد، ووجودها على الأرض السورية هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنح بشار الأسد شيئا من الشرعية الدولية التي افتقدها منذ أن ارتكب المجازر المروعة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، والذين يقفون مع داعش هم اسوأ من الذين يقفون مع بشار وحزب الله، لأنهم يقتلون سوريا عن طريق الخطأ!. klfhrbe@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :