أعلنت كل من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، وشركة مرافق الكهرباء «بي تي بي جاوا بالي»، إحدى الشركات التابعة لشركة الكهرباء الحكومية في إندونيسيا، عن تأسيس شركة مشتركة، لتولي مهمة تطوير محطة سيراتا للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، الأولى من نوعها في إندونيسيا. وضمن إطار الأسبوع الإماراتي الإندونيسي، الذي تمتد فعالياته طوال هذا الأسبوع، لتسليط الضوء على العلاقات الوثيقة بين البلدين، تم الإعلان رسمياً عن تأسيس الشركة الجديدة «بي تي بي جاوا بالي مصدر سولار إنرجي»، خلال مراسم خاصة، أقيمت عند سد سيراتا في منطقة جاوة الغربية بإندونيسيا، حيث سيقام المشروع ضمن هذه المنطقة. وأكد عبد الله سالم عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات لدى إندونيسيا ولرابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، أن هذه الشراكة ستسهم في تعزيز علاقات الصداقة الوطيدة، والتعاون الثنائي المميز بين دولتي الإمارات وإندونيسيا. كما أنها تأتي في إطار التزام دولة الإمارات بتنويع مزيج الطاقة، سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي. وأضاف الظاهري: «يمثل مشروع سيراتا، أول استثمار للإمارات في قطاع الطاقة المتجددة الإندونيسي، ولا شك أنه سيسهم في دعم جهود التنمية المستدامة في البلاد». وقد تم الاحتفاء خلال المراسم، بما تحقق هذا العام من تقدم كبير لتطوير هذا المشروع، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في منطقة جنوب شرق آسيا، وأحد أكبر مشاريع محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة على مستوى العالم، ومن المقرر البدء بعمليات إنشاء المحطة خلال عام 2021. وكانت «مصدر» قد أعلنت عن مشروع المحطة البالغة قدرتها 145 ميغاواط، خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة في يناير الماضي، وقد اعتبرته الحكومة الإندونيسية «مشروعاً استراتيجياً وطنياً»، نظراً لأهميته، ولما سيوفره من فوائد اقتصادية واجتماعية للدولة. وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»: «نحن سعداء بتأسيس شركة «بي تي بي جاوا بالي مصدر سولار إنرجي»، مع شركائنا في شركة مرافق الكهرباء «بي تي بي جاوا بالي»، حيث ستمكننا هذه الخطوة من مواصلة التقدم الكبير الذي أحرزناه في مشروع محطة سيراتا للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة». وأضاف الرمحي: «يعتبر هذا المشروع بالنسبة لنا، بمثابة بوابة لدخول سوق منطقة جنوب شرق آسيا، الذي ينطوي على فرص كبيرة وواعدة، نظراً لما تشهده المنطقة من تسارع في معدلات النمو، والتزامها بتحقيق التنمية المستدامة. كما يعكس هذا المشروع، طبيعة العلاقات المتينة والمتواصلة التي تجمع الإمارات وإندونيسيا، فضلاً عن كونه سيفسح مجالاً أوسع لتبادل المعارف بين البلدين، ونتطلع قدماً إلى تعزيز تعاوننا الناجح، وشراكتنا الاستراتيجية مع شركة مرافق الكهرباء «بي تي بي جاوا بالي»، وشركة الكهرباء الحكومية، للتوسع في استثماراتنا ومشاريعنا في إندونيسيا». من جهته، قال جوناوان يودي رئيس شركة مرافق الكهرباء بإندونيسيا «بي تي بي جاوا بالي»: «يمثل مشروع تطوير محطة سيراتا للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، باستطاعة 145 ميغاواط، إنجازاً مهماً لشركة مرافق الكهرباء، التابعة لشركة الكهرباء الحكومية في إندونيسيا، لكونها تشارك فيه كشريك ومطور ضمن قطاع الكهرباء الإندونيسي. ونحن ملتزمون بالمساهمة من خلال الشركة الجديدة «بي تي بي جاوا بالي مصدر سولار إنرجي»، في تطوير المزيد من محطات الطاقة المتجددة، ونأمل أن يكون هذا التعاون بين شركة مرافق الكهرباء و«مصدر»، بمثابة نقطة انطلاق نحو تطوير مشاريع أخرى مشتركة على مستوى إندونيسيا والمنطقة». وستوفر محطة سيراتا للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، التي تمتد على مساحة 250 هكتاراً على سطح مياه سد «سيراتا»، الذي تبلغ مساحته 6200 هكتار، عند اكتمالها، الكهرباء لنحو 50 ألف منزل، وستسهم في تفادي إطلاق 214 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، فضلاً عن مساهمة المشروع في توفير نحو 800 وظيفة. وتهدف إندونيسيا، التي تعد أكبر أرخبيل في العالم، إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة، ضمن مزيج الطاقة في البلاد، إلى 23 في المئة بحلول عام 2025، وذلك من خلال برنامجها لتسريع عملية تعزيز البنية التحتية للكهرباء. وتدرس إندونيسيا حالياً، خططاً لإنشاء 60 محطة طاقة شمسية كهروضوئية عائمة جديدة، وذلك للاستفادة بشكل أكبر من أكثر من 600 من البحيرات والمسطحات المائية التي تمتلكها، الأمر الذي يسهم، بالتالي، في الحفاظ على موارد الأرض القيّمة. ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، فإن توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، قد يسهم في توفير كلفة إجمالية على الحكومة الإندونيسية، تصل قيمتها إلى 51.7 مليار دولار أمريكي سنوياً، مع الأخذ بعين الاعتبار، الكلفة المرتبطة بالتأثيرات السلبية الناتجة عن تلوث الهواء والتغير المناخي. يذكر أن مسألة تحقيق التعافي الأخضر في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد 19، سيكون الموضوع الرئيس لقمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، التي تعقد خلال شهر يناير المقبل، ضمن إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي تستضيفه مصدر. وتعقد القمة افتراضياً، وستجمع تحت مظلتها نخبة من القادة في قطاعات السياسة والأعمال والتكنولوجيا، الذين سيناقشون سبل إعادة صياغة حيثيات التنمية المستدامة، واستكشاف الفرص الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، وأوجه التعاون ضمن هذه القطاعات. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :