صحيح أنه لم تظهر بعد مراجعة علمية أو موسوعية ضخمة بعد ،رغم كثرة الجامعات العربية حول الحكم على مرور 10 سنوات من أحداث 2011 تكتمل ببداية العام الجديد 2021.لكن ظهرت العديد من المراجعات الوطنية والشعبية على مستوى الشارع، في العديد من البلدان التي طالتها رياح 2011 يمكن الاستناد إليها في هذا المقال.فالرياح التي هبت على العالم العربي 2011، لم تكن رياحا طيبة بكل تأكيد ولم تكن وراءها فقط أهدافا نبيلة حول الرغبة في إحلال الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.تأكد لنا والعالم كله يعرف، أنه بالفعل كانت هناك أسبابا موضوعية لهذه الرياح لايمكن أن ينكرها أحد؛ لأنها كانت معروفة تماما لكل من عاصر هذه الفترة التاريخية وكانت هناك انتقادات سياسية واسعة لها.في مقدمتها ما تردد آنذاك بقوة، عن طول بقاء الأنظمة العربية في أماكنها وغياب الانتخابات الرئاسية أو المشاريع السياسية البديلة، ورفعت هذه الشعارات لسنوات قبل الريح العاصفة، 2011 في كل من مصر واليمن وسوريا وليبيا وتونس.لكن هل كان من الصواب أن يتم الخروج على هذه الأنظمة العربية بمثل هذه الفوضى غير الخلاقة؟ والتي جاءت مدمرة وناسفة ليس للأنظمة المتواجدة أنذاك قبل 10 سنوات. ولكن للدولة الوطنية ذاتها.فالرياح الخبيثة آنذاك، والتي نجت منها مصر بعد ذلك بمعجزة وطنية وشعبية ساندها الجيش المصري بعد ثورة 30 يونيو 2013. إلا أنها أسقطت دولا راسخة في العنف والفوضى، والمثال لا يحتاج لتكرار، مثل سوريا واليمن وليبيا وتونس التي لا تزال تقبع في المعاناة بشكل أو آخر.فالشعارات "الرنانة"، التي جرى تسويقها وللأسف عشرات الملايين تم خداعهم بها لم يكن هدفها أبدا الديمقراطية أو الحرية أو العدالة الاجتماعية. بدليل أن بعض ههذ الأنظمة التي خرجت الفوضى ضدها كانت على استعداد آنذاك، أن تقوم بمراجعة وتصلح نظام الحكم فيها في ظل غضب شعبي هادر آنذاك.لكن الواقفين والممولين لها، كان همهم إسقاط مبارك في مصر والقذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن وهكذا.ولا عجب اليوم، أن يعرف كل المهتمين وعلى الملأ اليوم في كل وسائل الإعلام العالمية، أن إدارة أوباما وهيلاري كلينتون على رأس خارجيتها قد لعبت دورا مضللا وفوضويا في مساندة هذه الثورات، مثلما حدث قبل ذلك سنوات ومن جانب أنظمة أمريكية تجاه ما عرف بالثورات الملونة في دول شرق أوروبا.ولا عجب أن نعرف أن مليارديرا يهوديا معروفا، هو جورج سوروس يخرج اليوم للملأ وعلى مدار السنوات الماضية، ليتباهى بمساندته عبر فضائيات ومواقع إلكترونية وتمويل نشطاء لكل من الثورات الملونة في شرق أوروبا والربيع العربي في المنطقة العربية.كانت هناك أياد مشبوهة وممولة لهذه الفوضى، كان هناك تفكير شيطاني في إسقاط بعض الدول العربية بالاستناد الى بعض المطالب الشعبية الموجودة، والحصيلة اليوم مع الدمار في سوريا والتفكك والتشرذم في اليمن والانهيار في ليبيا والقلق في تونس وما تلا ذلك من تداعيات يسعد هؤلاء المخططون للغاية.تبين بعد 10 سنوات من أحداث 2011 وكما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، د.أنور قرقاش، أن حكم التاريخ سيكون "عسيرا وبالغ القسوة" من حيث خسائرنا البشرية والمعنوية والمادية والاقتتال الدموي الممتد في أكثر من دولة عربية، نتيجة ما شاب العقد الماضي بعدما سمي بالربيع العربي.تبين والكلام لقرقاش: "إنه كان هناك نوع من التعامل الساذج مع الربيع العربي في بداياته، وسرعان ما انكشف غول الأيديولوجيا والعنف وغياب المشروع التنموي". لكن هل توقفت المناداة بالمشاريع التنموية والديمقراطية في العالم العربي؟ هل توقف النداء بالتخلص من الفقر وتحسين مستوى المعيشة لعشرات الملايين من المواطنين العرب وبالخصوص في الدول الفقيرة؟ هل توقفت المناداة بتعزيز الحريات والعدالة والاجتماعية؟ لا.. لم تتوقف هذه النداءات، ولكن علينا التأكد أن مطلقو الشعارات وطنيون وليسوا إرهابيين؟علينا أن نتأكد أنهم ليسوا سوى أدوات لمشاريع وأجندات أجنبية سواء في مصر أو غيرها من الدول العربية الأخرى، علينا نتأكد أن جورج سوروس، لن تكن له أيد وكذلك الـ cia وكالة المخابرات المركزية الأمريكيةأما الحكم عليها، فهو متروك لكل واحد منا وان كنا جميعا يمكننا أن نقر بكل سهولة ونعترف بأنها كانت مؤامرة كبرى لإسقاط الدول العربية القوية، وإسقاط أنظمتها في الوحل والقضاء على اقتصاداتها الهشة وتضييع الملايين من شبابها في جيوش ميليشياوية وارهابية وأجندات مذهبية وأيديولوجيات متخلفة.
مشاركة :