خطاطون وأدباء: الخط العربي يدعم المباريات بصرياً

  • 12/19/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أثنى خطاطون وأدباء على مبادرة عام الخط العربي 2020 التي أطلقتها وزارة الثقافة، والمبادرات المساندة والداعمة لها والتي كان آخرها حملة «تعريب الأسماء على قمصان لاعبي الأندية» بالتعاون مع وزارة الرياضة، مؤكدين أهمية هذه الخطوة في غرس حب اللغة العربية وفنونها وجمالياتها في المجتمع، وإعادة الاعتبار للخط العربي بوصفه فناً رفيعاً وقيمة حضارية ثمينة. «دلالة عميقة» أكد الخطاط القدير ناصر الميمون بأن مبادرة تعريب الأسماء على قمصان لاعبي الأندية لها تأثير كبير وجلي على نفوس وعقول المتابعين للرياضة، مشيداً بخطوة وزارة الثقافة تجاه الاستفادة من المتابعة الكبيرة للقطاع الرياضي، وجعله منصة لإبراز جماليات الخط العربي بما يساهم في تعزيز حضوره في المحافل ذات المتابعة جماهيرياً وإعلامياً، وقال: «من المعلوم أن القطاع الرياضي يحظى بمتابعة كبيرة وانتشار واسع محلياً وعالمياً، لذلك فقد أحسنت وزارة الثقافة في اختيارها للعبة الجماهيرية الأولى عالمياً، لتسلط الضوء من خلالها على فن حروف الخط العربي الرفيع شكلاً وإبداعاً، ولتبلّغ رسالة مهمة من خلال هذه المبادرة، وهي أن الخط العربي لا نظير له». وأضاف الميمون: «لا شك أن هناك مكاسب عديدة وثماراً ستجنى على المدى القريب والبعيد من خلال حضور الخط العربي في المجال الرياضي، والذي قد يعتقد البعض بأنه أمر بسيط، إلا أنه في الحقيقة مبادرة ذات دلالات عميقة، خصوصاً أن القائمين عليها أحسنوا باختيارهم «خط الثلث» لكتابة أسماء اللاعبين، وهو الخط الذي سيبقى ثابتاً في مخيلة المتابعين سواء من الشباب أو الصغار إضافة للرياضيين واللاعبين أنفسهم، لينمو بذلك حب جمال الخط العربي في نفوسهم». «رمية ذكية» ومن جانبه، قال الكاتب والشاعر عبدالكريم العودة إن هذه الحملة «تحمل في طياتها رسالة رمزية ذكية، تستهدف الجمهور الكبير لكرة القدم، بفئاته وأعماره المختلفة، التي تشمل كل فئات المجتمع تقريباً، وهي رسالة بصرية جمالية تنسجم مع جماليات الخط العربي، بوصفه أحد الفنون البصرية، التي تحولت إلى فن تشكيلي مستقل، في عصرنا الحديث». وبيّن أن الخط العربي استُخْدم في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية، بأشكاله الجمالية المختلفة، لتحلية المصاحف والكتب والقباب والقصور، وكانت نقوشه تزيّن الملابس، وتتصدر واجهات المهرجانات ومضامير السباق. واستطرد: «ولو كانت كرة القدم معروفة في ذلك الوقت، لرأينا فنون الخط مرسومة على ملابس اللاعبين». ووصف العودة المبادرة بالذكية، وقال: «وزارة الثقافة تضرب مثَلاً يُحتذى به في التنسيق والتكامل مع الوزارات الأخرى، ولا تعمل كجزيرة منعزلة؛ لأن وسائل الثقافة متشعبة في عديد من الجهات الحكومية، كوزارة السياحة، ووزارة التعليم، وغيرهما». وزاد: «أما تعاونها مع وزارة الرياضة في تعريب أسماء اللاعبين، فهي رمية ذكية في إصابة الهدف، وتوجه صائب إلى الجمهور العريض، لأكثر الرياضات شعبية في المملكة والبلاد العربية». «قلق واهم» أما الأديب والكاتب الصحفي د. حسن مشهور فأكد أن اللغة العربية والرسم الكتابي أو ما يسمى بالخط «يلقيان دعماً قوياً من صانع القرار لدينا، ولذا فمستقبلهما واعد». مضيفاً بأنه يمكن للمراقب الجيد أن يلحظ «أن هناك دعماً حكومياً لا متناهياً، تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -، يسهم في تعزيز المكانة الوجودية الفاعلة للغة العربية في الداخل السعودي، وفي المحيطين العربي الإقليمي والعالمي، وما إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وحملة تعريب أسماء اللاعبين إلا خير دليلٍ على ما ذهبت إليه». وأوضح أن القلق من مهددات اللغة العربية مثل الحضورية المهولة لمواقع التواصل الاجتماعي ليس له مبرر، وذلك لسببين، أحدهما: أن الله عز وجل قد تولى حفظ اللغة لأنها وسيط لغوي للدين الإسلامي. والآخر: إن هناك جملة من الأداءات والإجراءات التي تبذلها دولتنا المباركة، تصب جميعها في بوتقة حفظ اللغة وحمايتها من أي تهديد أو تلوث لغوي. وأضاف مشهور: «يقع على العاملين في المجال الرياضي، مسؤولية كبرى في تمكين وحماية اللغة العربية، خصوصاً في ظل ما نشهده من جماهيرية اللعبة المستديرة، ومن هنا ندرك بأن اللاعب وقبل ذلك المعلق الرياضي، وصولاً لأصغر العاملين في السلك الرياضي يحملون مسؤولية تجاه اللغة العربية، تتمثل أبسط تجلياتها في استخدام اللغة البيضاء في التعاطي عبر الشاشة الفضية، وفي تشجيع بعضهم البعض على تداولها في لقاءاتهم الإعلامية الرياضية». «لغة مرنة» وفي ذات السياق وصف الخطاط ماجد اليوسف حملة تعريب أسماء اللاعبين» بالخلاقة وفكرتها بالذكية لما تمثله من دعم كبير للغة العربية، وجعلها قريبة من الجمهور أكثر في مجال الاتصالات البصرية الذي تغلب عليه اللغة الإنجليزية». وأضاف: جاءت حملة وزارة الثقافة في وقت مناسب لإيقاظ ودفع حركة التصميم والتواصل البصري، واكتشاف كوامن اللغة والخط العربي. مشيراً إلى مبادرة «عام الخط العربي» وقرار إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية مثالان على التوجه العام لدعم وإحياء استخدام اللغة العربية تحت إشراف ودعم وزارة الثقافة. وأكد اليوسف، أن اللغة العربية لا تزال من أكثر اللغات استخداماً في العالم «وهذه نقطة مهمة للانطلاق نحو تعزيزها». وقال: إن «السياق التاريخي للغة يرتبط ويتفاعل مع الوضع الثقافي والعلمي للمجتمعات التي تتبناها، وبرأيي الترجمة تمثل نقطة مهمة جداً، فنقل المعارف والعلوم وترجمتها يجعلها أقرب للمتلقي، ويساعد على انتشارها، ولو رجعنا للتاريخ فانتشار اللغة العربية في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية كانت بدرجة كبيرة بسبب مرونة اللغة وقدرتها على الترجمة والتعريب، والاستيعاب لما تم نقله من كتب الحضارات السابقة التي كانت متقدمة ولغاتها التي أنتجت الكثير في الأدب والفلسفة والعلوم، لذلك فإن كتابة أسماء اللاعبين الأجانب باللغة العربية سيرفع من مستوى الفضول تجاه اللغة العربية الأمر الذي سيُساهم في نقلها إلى الآخر». ناصر الميمون ماجد اليوسف عبدالكريم العودة

مشاركة :