على الرغم من هدوء الشوارع في الصباح الباكر، وكأن الصيف يسلم عهدته للشتاء، فإن هناك حركة غير اعتيادية في المراكز التجارية، إذ إن محال الملابس، خصوصاً محال الأطفال، إضافة إلى المكتبات، تشهد إقبالاً كبيراً من أولياء الأمور مع أطفالهم، نذيراً بأن الصيف وأيامه انتهت لنقول أهلاً بالمدارس. موسم العودة إلى المدارس ثقيل نوعاً ما على كاهل الأسرة، فهو يربك ميزانياتها ويشعل المنافسة بين التجار، فمن جهة هو موسم لتلبية احتياجات الطلبة المقبلين على عامهم الدراسي الجديد بكل حماس ونشاط، خصوصاً تلك الفئة التي ستنتقل إلى مرحلة دراسية جديدة، ومن جهة أخرى، هو موسم إثراء جيوب تجار. المستلزمات الأساسية معروفة من قرطاسية وحقيبة، والزي المدرسي والأحذية الرسمية والرياضية، ولكم توجد مستلزمات أخرى غير ضرورية تشكل تهديداً مباشرة لمحفظة ولي الأمر (المستهلك)، وننصح بالابتعاد عنها، مثل شراء المستلزمات من محال تبيع بأسعار غالية، وذلك من أجل المظاهر أو تقليد الأصدقاء. إن شراء أول ما تقع عليه عينا المستهلك من دون تجربة محال أخرى لديها المستلزمات نفسها ولكن بسعر أقل، والاعتماد على محال معينة فقط، هي من الأسباب التي لن تتوقف في سبيل إغراء المستهلك، خصوصاً إذا كان يصطحب معه للتسوّق مستهلكين صغار ليقول وداعاً أيتها الدراهم. وككل موسم، هناك شكاوى من المستهلكين بارتفاع أسعار السلع، إذ يوجد تفاوت في الأسعار، وتوافر منتجات منخفضة الجودة، لكن أسعارها مرتفعة جداً ويعزوا أصحاب المحل السبب في ذلك لبلد الاستيراد ولارتفاع الإيجارات. لذا من أجل تسوّق آمن في موسم العودة إلى المدارس ننصح المستهلك بمقارنة أسعار السلع في أكثر من منفذ، والتأكد من جودة المنتج، والابتعاد عن شراء السلع، خصوصاً الحقائب المدرسية المقلدة، التي قد تسبب مشكلات صحية لهم. من المهم أيضاً عدم الانصياع لإغراءات بعض التجار وشراء المستلزمات المدرسية المطلوبة فقط، وعدم الإذعان لبكاء المستهلكين الصغار وتوجيههم لشراء السلعة الصحيحة، فضلاً عن وضع مبلغ خاص لموسم المدارس ومحاولة عدم تجاوزه. يجب أن يتأكد المستهلك من وجود كل قطع السلعة، خصوصاً إذا كانت في علبة، قبل الدفع ومغادرة المحل، والتأكد من عدم وجود أي عيب في السلعة قبل شرائها. نتمنى أن يكون موسم عودة المدارس خفيفاً على قلوبكم وعلى محافظكم بإذن الله. مدير أول التطوير